| الريـاضيـة
كان من الطبيعي ان يخرج الفريق الهلالي من تصفيات غرب آسيا للأندية أبطال الدوري بعد كل ما حدث في مباراتيه الأوليتين في التصفيات.. حيث كانت فرصة تأهل الفريق تزداد صعوبة مباراة تلو مباراة.. لتكون النتيجة الأخيرة تذيل حامل اللقب فرق التصفيات وخروج مرير ومخجل في الوقت في الوقت ذاته..
هذا الخروج الهلالي يتكرر في أكثر من مناسبة وبطريقة متشابهة في أحداثها وأسلوبها وتفاصيلها.. لكنها كانت في كل مرة تنتهي بنهاية مناسبتها ويعود الفريق لنفس الدوامة مع أي مناسبة أخرى.. وكأنه لم يعش نفس الظروف سابقاً ولم يتعلم منها ويستفيد من تجربتها.. والسبب الرئيسي لكل ذلك عدم الاستقرار الاداري وتغيير الادارات والاشخاص في كل المواقع وبشكل مستمر جعل الفريق يدخل تجربة جديدة في كل موسم او بطولة.. ورغم ان بعض الاشخاص كانوا شهود عيان لوقائع سابقة إلا ان ذلك لم يسهم في تلافي ما حدث سواء من حيث التحضير لمشاركة الفريق في التصفيات أو التعامل مع طريقتها أو الاستفادة من التجارب السابقة التي خرج منها الهلال خالي الوفاض وبنفس السيناريو.
** الهلال أيها السادة خرج من المربع النهائي لنفس البطولة عام 1418ه في هونج كونج وبنفس الأحداث والملابسات مع اختلاف طفيف.. فمدرب الفريق )بلاتشي( رفض تدريب الفريق واصطدم مع اللاعبين وحدثت مشادات أخرجت الفريق بعد خسارته امام بوهانج الكوري صفر/1 ليعود بعض اللاعبين )التيماوي( قبل انتهاء البطولة وتتحول البعثة الى وفد سياحي.. وفي العين حدثت أمور يعرفها الهلاليون جيداً ساهمت في خروج الفريق لعل ابرزها التسيب الذي ساد البعثة بجميع افرادها حين تفرغوا للأضواء والإعلام ونسوا مهمتهم التي غادروا من أجلها.. وفي القاهرة خلال البطولة العربية للأندية أبطال الدوري خرج الفريق من البطولة لأسباب عديدة وبطريقة مشابهة لخروجه أمام بيروزي الايراني من حيث الانفلات وغياب الادارة والحزم واسباب اخرى.. ولا ننسى ما حدث في مسقط من الجمعان نفسه فضلاً عن ملابسات لقاء الكرامة السوري وما صاحبه من تطورات.
اذاً المسألة تتعلق أولاً وقبل كل شيء بإدارة النادي وقدرتها على قيادة الفريق )واعني الفريق وليس النادي( وايجاد الاشخاص القادرين على القيام بدور مهم ومؤثر في مثل هذه الاحداث.. فمنذ افتقاد الهلال لرئيسه السابق الأمير عبدالله بن سعد يرحمه الله والنادي يفتقد للشخصية الادارية الخبيرة والمؤثرة التي تعرف التعامل مع اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية عموماً.. فضلاً عن التواجد مع الفريق في المباريات والبطولات والتدريبات والإشراف الفعلي على الفريق ولاعبيه لايجاد قيادة ادارية مؤهلة ومطلوبة لناد بحجم الهلال.
** فعلى سبيل المثال فإن إلقاء المسئولية كاملة على الجهاز الفني لمواجهة اللاعبين والاصطدام معهم ووضع المدرب وحده في الواجهة سيساهم في اسقاطه مع أي خطأ أو نتيجة سلبية يحققها الفريق.. فليس كل المدربين قادرين على السيطرة على اللاعبين والنجوم.. وليس كل مدرب معصوم من الخطأ ولا كل اللاعبين يمكن ان يحترموا المدرب وينصاعوا لقراره.. وهو ما حدث مع السيد سوزيتش الذي ظهر مع عودة الدوليين وبالذات في هذه التصفيات مدرباً آخر غير الذي حقق للفريق سبعة انتصارات متتالية في الدوري )رغم ايماني ان الدوري ليس مقياسًا( حيث تخبط المدرب كثيراً عند عودة الدوليين وهو ما حدث قبل ذلك مع بلاتشي 1418ه حين خسر الفريق لأول مرة بعد مشاركة الدوليين وتكررت ايضا في البطولة العربية والأخيرة حين ساهم وجود الدوليين في اهتزاز الفريق والمدرب وإعلان رئيس النادي عن البحث عن جهاز جديد..!
واذا كانت بوادر ما حدث من سوزيتش قد ظهرت أمام الاتفاق في الدمام )1/صفر( وأمام الاتحاد في جدة.. إلا انها كانت فاضحة جداً بالمقاييس الفنية في طهران.. فكيف لمدرب ان يفكر في اللعب بثلاث تشكيلات في ثلاث مباريات هامة.. ومصيرية..؟ وإذا ما قلنا أن هذا هو فكر المدرب وفلسفته وهي نفس الفلسفة التي اتبعها مدرب منتخبنا الوطني السابق ميلان ماتشالا.. فإننا نتساءل عن قدرة المدرب على اختيار الأفضل والنظرة الصحيحة لتقييم لاعبيه.. فأمام الاتحاد كان واضحاً للجميع ان عبدالله سليمان كان نقطة ضعف كبرى في الدفاع وأن الهدفين جاءا عن طريقه.. وانه يفتقد لتوازنه ومستواه المعروف.. ومع ذلك لعب امام بيروزي وخرج أحمد خليل اللاعب الافضل.. وفي لقاء بيروزي نفسه قدم المدرب تشكيلاً لايمكن ان يعتمده مدرب كرة قدم فهو تشكيل مشجعين لايعرفون من الكرة إلا اسمها.. فهل يعقل ان يزج بجميع اللاعبين اصحاب الأدوار الهجومية ومنهم من يجيد صناعة اللعب فقط ويشركهم في الوسط في مباراة قوية وحاسمة وبطريقة اشبه ما تكون بمباريات الاعتزال والاستعراض فالثنيان ونواف وسامي والجمعان ومعهم الكاتو لا يمكن ان يشتركوا معاً لأن ادوارهم تقريباً واحدة.. والفريق لا يحتاج منهم سوى اثنين فقط وربما ثلاثة.
ففي كرة القدم هناك ادوار ومهام لكل لاعب فالفريق يحتاج مهاجمين )اثنين( ولاعب وسط متقدم او مهاجم وخلفه لاعب وسط.. في حين يحتاج لبقية المراكز للاعبين قادرين على التغطية واستخلاص الكرة من الخصوم والتغطية الدفاعية والمشاركة وسط الميدان وهو مالا يستطيع فعله الثنيان والجمعان ونواف وسامي في الوسط.
باختصار فإذا كان هذا فكر المدرب فهو كاف جداً ليصدر الهلاليون حكمهم عليه. أما اذا كان مجبراً على ذلك وهو الأقرب فإن الأمر اخطر وأسوأ.. وفي كلا الحالتين تتأكد حاجة الفريق الهلالي لادارة فاعلة قادرة على مساعدة المدربين في عملهم والسيطرة على اللاعبين والتعامل بعقلانية مع نادي بحجم الهلال وجماهيريته ونجومه الكبار.. فالمكابرةوعدم الاستفادة من كل ما يكتب ويقال ويطرح من الهلاليين على اختلاف فئاتهم ستساهم في تدهور الفريق وتسييره وفق القناعات الخاصة التي همشت الجميع وافقدت الهلال الكثير!
لمسات
* خروج الاتحاد اشد مرارة وتأثيراً من الخروج الهلالي.. فالعميد كان قريباً من التأهل منذ البداية.. ولذلك كانت الصدمة عنيفة عند الخروج.
* عندما لعب الاتحاد الموسم قبل الماضي مع جوبيلو الياباني والهلال مع شيميزوا هذا العام حضر مندوبون عن الناديين للوقوف على الملاعب والسكن وملاعب التدريب وكل ما يتعلق بالفريقين قبل وصولهم المملكة بأكثر من شهرين.. ولو فعل ممثلا الوطن الشيء نفسه في ايران وسجلا موقفاً رسمياً عبر الاتحاد السعودي لما تعرضنا لما حدث!
* ايضا ساهم الياباني أوكادوا في إخراج الهلال من تصفيات العين ولم يسجل الهلاليون موقفاً تجاهه ليعود نفس الحكم ويساهم في السقوط الهلالي امام بيروزي. ولن يكون للهلاليين كالعادة أي موقف!
* آخر مباراة للهلال قبل الخروج من تصفيات العين.. كانت الفوز على الاهلي 5/1 وآخر مباراة قبل الخروج من البطولة العربية في القاهرة الفوز على العربي الكويتي 6/صفر وآخر مباراة قبل الخروج من نهائيات هونج كونج تحقيق بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين امام الشباب 3/2 وآخر مباراة قبل الخروج الأخير الفوز على الرياض 6/1 .
* الوحيد الذي استطاع تلافي تأثير مثل ذلك هو الروماني الرائع يوردانسكو.. فقد تأهل من مربع غرب اسيا ثم هزم الاهلي في نهائي المؤسس وحقق كأس آسيا ثم هزم الشباب في نهائي كأس ولي العهد وكلها كانت متتالية وذلك لاهتمامه بالجانب النفسي بشكل جيد.
* لم ينجح بلاتشي مع الهلال في البطولة العربية الماضية وفي السوبر الا عندما اشرك من الدوليين من يحتاج فقط.. فمشكلة الهلال ان لديه في المركز الواحد ثلاثة او اربعة نجوم والمدرب الناجح من يشرك افضلهم فقط وليس يشركهم كلهم كما فعل سوزيتش!
* يبدو ان سوزيتش من مدرسة ماتشالا.. ففي كل شوط تشكيل وهكذا دواليك.. ولسبب عدم القدرة على الاختيار والتقييم الصحيح للاعبين.. فماتشالا نجح مع الكويت نظراً لمحدودية اللاعبين وعدم وجود قاعدة عريضة منهم )وهي المحك( وسوزيتش نجح حين كان لايوجد لديه من يشركه في الاحتياط.. وعندما عاد النجوم سقط في الاختيار.. بالمناسبة كلا المدربين يعملان جيدا في التدريبات ويطوران من مستوى اللاعبين ولذلك فهما يدخلان ضمن مدربي الاعداد لا اقل ولا اكثر.. ونجاحهما في درجات الشباب والناشئين مؤكد.
|
|
|
|
|