|
| عزيزتـي الجزيرة
لقد سبق لي أن قمت بطرح فكرة توفير خدمة الرسائل المكتوبة للمعاقين الصم عبر هذه الصفحة في عدد «الجزيرة» 10334 الموافق ليوم السبت 18 من شوال 1421ه.
وقد لقيت هذه الفكرة صدىً واسعاً وحظيت بتأييد من الجميع ممن رأوا أن هذه الفكرة كانت دفينة رغم قربها ووضوحها للجميع وأنه آن الأوان لتطبيقها حتى كونها تحت الرسوم... وقد كان ل «عزيزتي الجزيرة» وكعادتها الدور الأساسي في فتح قلبها لتلقي الآراء المؤيدة للفكرة وكان ممن عقّب عليها الأستاذ العزيز فهد الضبعان في العدد 10342 الموافق ليوم الأحد 26 من شوال 121ه... والأخ نايف المبارك العدواني الحربي في العدد 10354 الموافق ليوم الجمعة 8 من ذي العقدة 1421ه...
وفي نفس العدد أيضاً كان هناك تأييد ورجاء من الطالب طلال مبارك السمار، علماً بأن الأخيرين ممن يعانون من الصمم..
ومع الأسف كل تلك النداءات المحشوة بالتفاؤل لم تحرك ساكناً.. كنت أتوقع تفاعل شركة الاتصالات السعودية وتجاوبها ولكن!! شيئاً من ذلك لم يحدث.
بالتأكيد فلربما تكون الشركة حينها كانت مشغولة في عقد اجتماعها أو اجتماعاتها الحساسة ل «التخفيضات الكبرى» لمكالمات الجوال تجاوباً مع آهات المواطنين ليصبح سعر الدقيقة 95 هللة بدلاً من 100 هللة...!! لذا نعذرها فالمشغول لايشغل!! وقد حصل ما توقعت وخشيت أسبقية حصوله عندما ختمت مقالي ذاك بالالحاح على الشركة لمناقشة الفكرة بأنني متفائل بأن يكون الصم لدينا في المملكة العربية السعودية هم أول من تخاطب مع العالم، وسرعان ما تلاشى هذا الأمل والتفاؤل بعد ذلك الخبر الذي بثته إحدى الوكالات البريطانية أ.ش.أ وتناقلته بعض وسائل الاعلام المختلفة يوم الثلاثاء 19 من ذي القعدة 1421 ومفاده: «صممت إحدى الشركات البريطانية تليفوناً محمولاً يتيح التواصل بين الأشخاص الصم أو بين شخص أصم وآخر سليم...» فما رأي شركة الاتصالات لدينا.. ألم يحن الوقت الآن لتصغي لآراء وطلبات المواطنين والمشتركين؟ أما آن لها أن تستجيب ولو مرة واحدة لمن يتوسل إليها بطلب تخفيض للرسوم أو المكالمات أو زيادة الأبراج أو... أو..؟؟
أما الآن فحتى لو تم تطبيق فكرة الرسائل للصم فلن تكون لنا الأولوية في الابتكار لتضيف شركة الاتصالات إنجازاً لها يكون حديث الناس أينما كانوا... بل ستصنف تلك الفكرة بأنها مقلدة في بلادنا فقد سبق للغرب اكتشافها واستخدامها... كما هو حال التليفون السيار الجوال البيجر التي لم نقتنيها إلا بعد أن تشبع منها أطفال ونساء الدول الغربية.
وعلى الرغم من ذلك كله وبعيداً عن أن تكون آراؤنا عبارة عن مجرد ردود أفعال فمازلنا نأمل من شركة الاتصالات الاستجابة والقبول واتاحة المساحة لانماء هذه الفكرة وطرحها ولجميع العاملين فيها مني أزكى وأطيب تحية وللقراء الكرام مثلها.. وعذراً للاطالة والتكرار..
حمود بن مطلق اللحيدان
حائل
|
|
|
|
|
