| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تعقيبا على ما طالعتنا به الكاتبة نجلاء احمد السويل في مقال لها في صحيفة الجزيرة العدد 10388 يوم الخميس 13 من ذي الحجة 1421ه تحت عنوان )اين الانجليزية لدى اطفالنا( ومقالها ينقسم الى قسمين ينتقد من )يتحدثون مع ابنائهم الانجليزية في المنزل وخارجه قبل ان ينطق الطفل حروف اللغة العربية وان ذلك من الوجاهة الاجتماعية لتعويض نقص ما قد عاشوه او تعويض حرمان ما قد عاصروه..( ونحن نوافقها ذلك النقد وذلك التعليل لمن ينساق خلف تعليم اطفاله في تلك المرحلة اللغة الانجليزية إلا أن الكاتبة تعود في آخر مقالها تطالب بتعليم اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية فتقول: )لايعني اطلاقاً أن نهمل اللغة الإنجليزية بل اؤكد انها لابد من ان تأتي جنباً الى جنب مع اللغة العربية.. الى ان قالت الواقع يفرض علينا ان ننفتح على العالم الخارجي لننهل من تقدمه وحضارته ونحن ايضا لابد ان نصر على نقد تلك الحضارة لنأخذ ما ينفعنا ونترك ما لا ينفعنا لا ان نجعل من انفسنا «بهائم» نسير حيثما ساروا( أ.ه سبحان الله ألهذه الدرجة وصلت بنا التبعية والعجب بلغة القوم؟. على الرغم اننا نعلم ان الغرب اخذوا أبجديات الطب والحساب والهندسة من المسلمين الاوائل )العرب(. وفي هذا العصر نجد الجامعات في بعض الدول العربية تدرس الطب وغيره من العلوم باللغة العربية! فليس هناك ضرورة لتدريسه عندنا بغير العربية.. الا يمكن ان نعرّب ونترجم المصطلحات؟ فليس هناك ضرورة لتعلمها بغير العربية في الجامعات.. فما بالك بمن ينادي بتعليم الانجليزية في الابتدائية؟ واقول للاخت الكاتبة: الاطفال الذين ترغبين في تعليمهم الانجليزيةمن سيقف امامهم حتى لا ينساقوا كما تقولين )لا ان نجعل من انفسنا «بهائم» نسير حيثما ساروا(؟ فهم اطفال! بكل هذه السهولة نسلم زمام تربيتهم للثقافة الغربية؟ فينطبق عليهم قول الشاعر:
القاه في اليم مكتوفا وقال له
إياك إياك ان تبتل بالماء |
فالحل في العمل بسياسة التعليم في هذه البلاد المباركة التي نصت بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 779 في 16 17/9/1389ه على ما يحمي عقيدة وثقافة ولغة ابنائنا ومنها ما يلي:
1 في المادة )24( الاصل ان اللغة العربية لغة التعليم في كافة موادة وجميع مراحله.
2 في المادة )140( تنشأ دائرة للترجمة تتابع الابحاث العلمية في كافة المواد وتقوم بترجمتها وتحقيق تعريب التعليم العالي.
3 وفي المادة )164( يُعنى بالتربية الاسلامية واللغة العربية في معاهد وكليات اعداد المعلمين حتى يتمكنوا من التدريس بروح اسلامية عالية ولغة عربية صحيحة.
4 وفي المادة )137( تتعاون الجامعات في المملكة مع الجهات الاخرى في البلاد الاسلامية لتحقيق اهداف امة الاسلام في بناء حضارة اسلامية اصيلة.
5 في المادة )33( تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء امته ويشعر بمسئوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها.
6 وفي المادة )38( بيان الانسجام التام بين العلم والدين في شريعة الاسلام فإن الاسلام دين ودنيا والفكر الاسلامي يفي بمطالب الحياة البشرية في ارقى صورها في كل عصر.
7 في المادة )114( ترجمة العلوم وفنون المعرفة النافعة الى لغة القرآن وتنمية ثروة اللغة العربية من مصطلحات بما يسد حاجة التعريب ويجعل المعرفة في متناول اكبر عدد من المواطنين.
لكننا نجد البعض يرددون بين الفينة والاخرى المطالبة بادخال اللغة الانجليزية للمرحلة الابتدائية ناسين او غير عارفين بما سيؤول له حال الطلاب وقتئذ!!
ان خطورة هذه الدعوة على الناشئة عماد الامة وحصنها الحصين جسيمة والخطب جلل ويظهر ذلك من ناحيتين:
الاولى: بعيدة المدى وهي ابعاد ابناء المسلمين عن لغة القرآن وحضارة الاسلام وثقافة امتهم عندها لا تسأل في أي واد هلكوا!
الثانية: قريبة المدى لعل منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 ان حصص اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية ستكون على حساب حصص القرآن الكريم ومواد الدين واللغة العربية لغة القرآن.
2ان اهتمام الطالب في هذه المرحلة ووالديه سينصب إلى هذه اللغة على حساب العقيدة ولغة القرآن وهذا مجرب في المدارس الاهلية القائمة الآن!
3 سيكون ولاء الطالب في سن مبكرة للغة الانجليزية على حساب العقيدة ولغة القرآن وبالمقابل سيصيب براءته من الكفار ما يصيبها.
4 تأثر ثقافة الطالب بالثقافة الغربية فاذا تعلم لغتهم فسيتناول كتبهم ومجلاتهم ووسائل اعلامهم بالقبول والحب والتعلق )وهذا هدف الغرب وأتباعهم لذا حرصوا على فرض تلك اللغة في هذه المرحلة في بعض الدول الاسلامية والمطالبة بها بصورة غير مباشرة في البقية(.
5 ولكم ان تنظروا في طلاب المدارس الاهلية التي تعلم هذه اللغة في المرحلة الابتدائية كيف تأثيرها على الطالب وعلى مستواه في باقي المواد وان تظاهر بعض المسؤولين بخلاف ذلك وان جامل اولياء امور الطلاب او لم يفقهوا الحقيقة.
فالمصيبة عظيمة والخطب جلل الا فلتتقوا الله يا من تسعون إلى تغريب أبناء المسلمين دون شعور بخطورة ذلك واعلموا انكم مسؤولون عن ذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون. وكذلك انتم يا من يعلمون بخطورة هذه الدعوة وبالحق لا ينطقون.
ولا غرابة ان نجد الغرب كما في فرنسا يمنع القانون تعلم ودراسة اي لغة غير اللغة القومية )الفرنسية( في رياض الاطفال وغيرهاويمنعون وصول وسائل الاعلام الاخرى خوفا على ثقافتهم حتى وصل الامر بفرض غرامة مالية وايقاف احدى القنوات الفرنسية لمدة معينة لانها عرضت فيلما كرتونيا لدقائق معدودة باللغة الانجليزية! ونحن نرحب ونهلل ونسهل لأولادنا إذا نطقوا بالكلمات الانجليزية ونفرح به ونمدحه اذا رطن بالاعجمية وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
عبد العزيز بن علي العسكر
الخرج
|
|
|
|
|