| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
عادة ما نجد في بعض المجالس اشخاصا يحبون ان تنصت لكلامهم )وسواليفهم( وتستمتع إلى اسلوبهم الرائع في الالقاء واختصارهم للموضوع نحو زبدة الكلام دون لف او دوران .
لانهم يؤمنون ان في الايجاز متعة فهم المعنيون بقول عمرو بن العاص: )لقد جربت المتع كلها فلم اجد افضل من الاستماع والاستمتاع بكلام العقلاء(.
ولكن ايضا في المقابل لا يخلو اي من تلك المجالس من واحد عله او كما يقال )دبلة كبد( لكل الحاضرين اما باسلوبه العقيم واما بالاطالة المملة وغير المفيدة ويجسد تلك الشخصية غير المرغوبة بيننا تلك الطرفة لراعي اغنام يجيد الكلام )اللي ما له ثمره( فبمجرد ان دخل معه احدهم بحوار عادي ونجده قد فتح معه حوارا عقيماً مطولا كما يلي: ما شاء الله الغنم كثيرة.
فقال الراعي: نعم ، ولله الحمد الغنم السود كثيرة فقال اخينا: والبيض أليست كثيرة؟
فقال الراعي: والبيض بعد كثيرة.. وتنجب كثيراً!!
فقال: والسود الا تنجب كثيراً؟
قال الراعي: والسود بعد تنجب كثيراً وهي مرغوبة عند البيع.
فقال: والبيض أليست مرغوبة عند البيع؟!
قال الراعي: والبيض بعد مرغوبة عند البيع حينئذ قاطعه هذا الشخص وهو حانق: يا اخي ليه اشغلتنا بالسود والبيض وهو ما فيه فرق بينهم؟
فقال الراعي: يا اخي لان السود لي.
فقال له: والبيض لمن إذن؟
قال الراعي: والبيض )بعد( لي!!
الحقيقة ان مثل هذا الحوار الاجوف كثيراً ما يلعلع في مجالسنا فنستمع له ونحن مجبرون دون ان ينطق احدنا )ببنت شفه( حتى ولو تلميحا عن سوء المحتوى.. وذلك لاعتبارات اجتماعية تجبرنا على المجاملة احيانا او لان المتحدث ذو وجاهة وصيت )وقد يكونان مزيفين( ولكنه لن يرضى بالتأكيد ان تخدش هذه الصورة برأي صريح او نقد صحيح!!
صالح عبدالله العريني
البدائع
|
|
|
|
|