| عزيزتـي الجزيرة
من الدعوات الحاقدة المزيفة، التي تنطلق من وراء حجاب، تنفث في أذهان الناس: ان الإسلام دين صحراوي، وليس ديناً علمياً حضارياً، وان المسلمين خاملون لايصلحون للمعارف والعلوم والتجارب،
وقد كشف عن هذا الأستاذ زعيتر فقال: «وكان من نتائج اضطراب الشرق والغرب منذ قرون مضت، أن صار الأوروبيون يشعرون بمذلة الخضوع للعلوم الإسلامية التي لم يتحرروا من سلطانها، إ
لا منذ زمن قريب فأخذوا ينكرون فضل العرب على أوروبا وتمدينهم لها، وأصبح هذا الإنكار من تقاليد مؤرخي الغرب وكتابه، وقد ساعدهم على هذا ما عليه المسلمون من التأخر في هذا الزمن».
لقد تعامت أبصار هؤلاء الحاقدين عن باقات النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ورصيد التراث الإسلامي فكذبوها أو استكبروا عنها قال تعالى: «والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون» صدق الله العظيم )سورة الأعراف آية 36(.
ولكن نقرأ من مؤرخي الغرب من أنصف في تقييم العلوم الإسلامية وفكر المسلمين فالدكتور غوستاف لوبون الفرنسي، يشهد ويقول: «إذا رجعنا إلى القرن التاسع عشر من ميلاد المسيح، حين كانت الحضارة الإسلامية في إسبانيا ساطعة جداً،
رأينا مراكز الثقافة في الغرب كانت أبراجاً يسكنها سنيورات متوحشون يفخرون بأنهم لايقرؤون، وان أكثر رجال النصرانية معرفة، كانوا من الرهبان المساكين الذين يقضون أوقاتهم في الأديرة..
وقد دامت همجية أوروبية زمناً طويلاً من غير أن تشعر بها.. ولم يبد في أوروبا بعض الميل إلى العلوم، إلا في القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر، وذلك حين ظهر فيها أناس رأوا أن يرفعوا أكفان الجهل الثقيل عنهم فولوا وجوههم نحو العرب الذين كانوا أئمة العلم وحدهم»
ويشهد الأستاذ «سيدو» الفرنسي ويقول: «زعم في زمن غير قصير، أن العرب لم يصنعوا غير استنساخ مؤلفات اليونان، ولا يؤيد هذا الزعم في الوقت الحاضر غير جاهل ضال» ويقول ريثان الفرنسي: )إن البرت الكبير مدين لابن سينا في كل شيء ألفه، وإن سان توما مدين لابن رشد في كل فلسفة».
وثمة فريق منهم يرى ان المسلمين برعوا في العلوم النقلية دون غيرها من العلوم الأخرى. والحق ان المسلمين اهتموا بالعلوم على اختلاف أنواعها،
ولكن طبيعة المرحلة في نشأة العلوم عند المسلمين، كانت تستلزم البدء في التدوين والبحث في العلوم النقلية من قرآن وتفسير وحديث وعقيدة ولغة وسيرة، وذلك لأن هذه العلوم أمانة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بين يدي الأجيال، وأساس ثقافة الأمة الإسلامية وكيانها، فكان البدء بها من أشرف مباحث العلوم،
فلما وصل العلماء المسلمون إلى اطمئنان دراسي فيها، ثنوا بالعلوم العقلية التجريبية المتنوعة كالطب والصيدلة والفلك والهندسة والأحياء والعلوم وغيرها.
وهذا هو السلوك الطبيعي الذي يجب أن يكون عليه نشوء العلوم والثقافات والحضارات.
هذا والحمدلله رب العالمين، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وبالله التوفيق
المواطن سعد مسفر شفلوت
عسير سراة عبيدة
|
|
|
|
|