| فنون مسرحية
بلاشك ان إصدار صفحة خاصة بالمسرح يأتي نتيجة طبيعية للمساحة التي توليها هذه الجريدة للثقافة بشكل عام وتعتبر هذه الصفحة في جريدة «الجزيرة» الصفحة المسرحية الوحيدة في الصحف السعودية التي تُعنى بشؤون المسرح ولهذا فهي تحظى كما يقول المسرحيون بمتابعة جيدة منهم ويحرصون على قراءتها في كل ثلاثاء والحقيقة انه ليس في كل ثلاثاء بل كلما صدرت في أي ثلاثاء!!.فهذه الصفحة اليتيمة حالها «يكسر الخاطر» فهي أسهل ما يمكن ان يقتلع من الجريدة فما إن يأتي إعلان دسم للجريدة أو ملحق لإحدى المحافظات أو حتى القرى أو تلك التي لم تصبح بعد من صنف القرى إلا ويحل بساحة هذه الصفحة التي تصدر مرة واحدة كل اسبوع، أعني يفترض انها تصدر كل اسبوع!.
وعندما يحل بها فهو يؤجل صدورها إلى الأسبوع القادم أو ربما الأسبوع الذي يليه لأنه «ما شاء الله» الجريدة في هذه الأيام تنهال عليها الإعلانات من كل حدب وصوب نظراً للتطور الذي تشهده. وأعتقد أن الجريدة ربما تفكر في المستقبل القريب في استئجار إحدى الصحف لتضع فيها الإعلانات الزائدة عن الحد .. !
والإعلانات لها حسنة وحيدة مع كُتّاب الزوايا، فربما وفرت كثرتها أموالاً طائلة للجريدة فيزداد دخلها وبالتالي يُنعم أصحابها على كتابها فيزيدون مكافآتهم، وما أحلى ان يقبض الكاتب علاوة تفاجئه آخر الشهر، ومن ليست له مكافأة فربما تم اقرار مكافأة له ولمَ لا فالخير يعم الجميع .. !.
وبالرجوع إلى صفحة «فنون مسرحية» التي تقف على استحياء بين الصفحات فهي ترى نفسها مجرد صفحة انتظار «حجز مكان» للإعلانات، تشبه إلى حد كبير المدرب الوطني في الأندية فهو موجود حتى يأتي المدرب الأجنبي ليُخلي له كبينة القيادة، والصفحة جاهزة لأن تخلي مكانها في أي وقت متى ما جاء الإعلان أو الملحق. وبصورة أوضح هي موجودة يوم الثلاثاء لأنه ليس هناك إعلان وإذا حضر الماء بطل التيمم!،
وهذه الصفحة معذورة وان نظرة بعين الغبطة التي ربما وصلت أحياناً إلى الحسد للصفحة الVIP أعني الصفحات الرياضية في هذه الجريدة فهي ثابتة كالطود العظيم ويا جبل ما يهزك ريح، فالإعلان التجاري ربما يأتي ولكنه لا يقدر عليها فهو يعلم ماذا تعني رياضة، وماذا يعني ثقافة أو مسرح، و«ايش قاب لقاب» على ما يقول إخواننا أهل النيل العلويين! وحتى نكون منصفين فهذا هو واقع المسرح والثقافة في كل الصحف!
وإذا أحببنا أن نكون واقعيين أكثر فجمهور الرياضة هو جمهور أكبر وجمهور «دفيع» أي يشتري كل الصحف ليعرف خبر مباراة واحدة بينما المثقفون والمسرحيون لا يفعلون ذلك، ولهذا فالصحف تكيل لهم بنفس الصاع!.
لذلك فالإعلان لا يتعامل مع الصفحة الرياضية بفوقية ولا يدخل بدون إحم ولا دستور بل إنه مهما كانت أهميته فإنه يأتي إليها متخضعاً ذليلاً يطلب منها ان تأخذها في ردائها وبين اخبارها لعلها تفيض عليه شيئاً من بريقها وأهميتها ولهذا فسعر الإعلان بالصفحات الرياضية أغلى من الإعلان بصفحات أخرى.
ختاماً أيها المسرحيون.. قد تقرأون مقالة هذا اليوم فتعتقدون أن موعد صدورها هو فعلاً في هذا اليوم وأنا أرجو ذلك ولكن أكبر الظن أنها مقالة الاسبوع الماضي أو الذي قبله. صدرت لكم لأنه ليس هناك إعلان بحجم صفحة كاملة!!.
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|