| مدارات شعبية
طالما أن شعر المطبوعات الشعبية أصبح صناعة لغوية، وترفا اجتماعياً، ومرحلة إفراطية فإن معالم البحث عن ابتكار الفكرة الجديدة قد تشكلت وأصبحت تحتل مركزاً متقدماً..ولكني لست بصدد الحديث عن الفكرة التي تخص القصيدة لأنها ليست بجديدة في عالم الشعر ..ولكن المعالم التي تشكلت هي فكرة الوصول الأنسب للشاعر، وينبغي أن نحترم جميع الأيدلوجيات التي يتخذها الشاعر للوصول الى جماهيره بشرط ألا يحتمل ذلك قدحا فكريا أو شذوذا أدبيا لايقبله العقل ولا العقيدة..
ولقد طالعتنا إحدى المجلات الشعبية بمحاولة جريئة حملت بين دفتيها فكرة جديدة للشاعرين )عناد المطيري( و)حجاب طايع( فلقد قدما للساحة عملاً شعرياً ..جديداً ..وغير مألوف وربما أخذ عليه الغيورون على أصالة الشعر الشعبي بعض المآخذ..ونحن لسنا بصدد ذلك ..فهذا العمل كان بمثابة )عبوة البنزين( التي ترمى في حريق هائل ..وياليتنا وجدنا من ينتقد هذا العمل سواء إيجابياً أو سلبياً ..
ولكن لننظر كيف تم أخذ هذا العمل من منظوربعض الصحفيين الذين يمتهنون أسلوب )الصيد في المياه العكرة( بطرقٍ غير نزيهة ولا غرو في ذلك )فالعطشان لا ينظر لنوعية المياه( فإنه العطش الفكري بعينه.. الذي تسبب في تصعيد أبعاد قصيدة )عادي تجي وتروح( التي لم تكن لتحتمل سوى النية الصادقة والطيبة ..لأن )هواة الصيد في المياه العكرة( نظرت للموضوع من جانب شخصي ..بحت ..وبغض النظر عن جودة ومستوى القصيدة مثار الجدل.. فإن احترام الفكرة وتلقيها ب)قلمٍ رحب( هو المسلك الذي ضل عنه هؤلاء ..دعوني استعرض بعضاً من ثقاب الكبريت المشتعلة وكميات البنزين المهدورة :
إحدى المطبوعات الشعبية تنبأت بوجود خلاف شخصي بين الشاعرين ..
أحدالصحفيين الذين كانوا يتولون الإشراف على صفحة شعبية صعّد الموقف بأشياء وهمية لا وجود لها وحملها بمغالطات فهمية عندما استدل بأحد أبيات الشاعر/ عناد المطيري الذي يقول :
إن جاك شخصٍ وماله في الملا طاري
وشئ يمنع أنك تساهم في نجاحاته .. |
بالرغم من أنه بيت قديم والفارق الزمني بين هذا البيت وقصيدة )عادي تجي وتروح( شاسع جداً ..!!
بالإضافة إلى أن القصيدة تتحدث عن إشكالية أخرى ..
وفهم البعض أن المقصود هو )حجاب طايع( !!
والنتيجة التي كان يبحث عنها هؤلاء الأدعياء كانت كفيلة بإيجاد شرخ كبير في العلاقة الشخصية بين الشاعرين ..!!
وتطورت القضية وأصبحت تسير في طريق مجهول ..
فالشاعر )عناد المطيري( اعترف بعد ذلك بتعمده باقتراف جناية لم تكن مقصودة ..!!
فأخذته العزة في شعره فوضع نفسه في مأزق كبير لم يكن بحاجةٍ إليه..
)فأبو أحلام( شاعر كبير وغني عن ملايين المعاجم التعريفية وقائد مرحلة ذهبية واكبت عصر الازدهار الشعري للقصيدة النبطية..وأتصور أنه أكبر من هذه الإثارة المتعمدة ..ولكنه دائماً ما يدفع ثمن آرائه المتقلبة في الشعر..والشعراء..وهذا الشيء سيكلفه الكثير..
أما بالنسبة للشاعر )حجاب طايع( فلقد بدأ يذكِّر الصحفيين والمتابعين للساحة بنجاحاته الشعرية وتجربته اليانعة، وأكد لي شخصياً أن فكرة )عادي تجي وتروح( التي اعتمدت على روح المشاركة الثنائية كانت من اختراع )عناد المطيري( ..
وهو بذلك يبحث عن زوبعة إعلامية ويحاول إعادة بريق ضوئه المفقود بدليل أنه حاول أن يعرض هذه الفكرة على شاعر قبلي ..ولكن هذا الشاعر رفض ذلك..وأكد تذمره من أحد الصحفيين الذين أثاروا قضية ذلك البيت )الشهير( ..!!
وبدوري ..وبدور كل محب للشعر )والشاعرين خاصة ( ..!!
أعلن عجبي ..واستنكاري ..وشجب جميع الاحتمالات والمفاهيم الخاطئة التي تضر بصحة الشعر ..
ونثمِّن هذه الفكرة الجديدة لتكون حافزاً قوياً لتنافسٍ فكري قادم في الوقت الذي أصبح فيه الشعر صناعة ..وإتقانا ..وحرفنة أكثر من كونه مشاعر وأحاسيس ذاتية ..
وللأمانة أطرح هذه القضية للتعليق ولأخذ وجهات النظر المتبادلة على بساط)مدارات شعبية ( الواسع..الرحب لأن هناك خفايا وأشياء وتفاصيل لا يعلمها سوى أصحاب الشأن في هذه القضية ..
ودمتم بخير وعافية ..!!
سعود البديري
|
|
|
|
|