| عزيزتـي الجزيرة
هب أنِ لديك ابنة تَدْرسُ في الصف الخامس وقمت بمحاولة تدريسها كما يفعل أغلب أولياء الأمور ان لم يكن كلهم على اعتبار ان دور المدرسة ربما بات يقتصر على إعطاء الواجبات وكتابة أحسنت والى الأمام!!
أقول: هب أنك شرعت في تدريس ابنتك ولأنك ممن يرون أن الحفظ هو أنجع الوسائل وأسرعها للنجاح.. فبالتأكيد ستطلب من ابنتك ان )تُسمِّع( لك ماتعرفه عن أنس بن مالك الصحابي الجليل فما ان تشرع في عملية التسميع وتهز رأسها الصغير فرحاً وليس طرباً لأنها كما تقول )حفظت صَمّ( كل ما طلبت منها )الأبله(!! فجأة ينتفض ابنك الذي يدرس في الصف الأول متوسط.. ليفسد عليك وعلى ابنتك فرحة ) الحفظ( معترضا على أخته الصغيرة عندما قالت ان انس بن مالك توفي سنة تسعين للهجرة!! لكن الطفلة تؤكد على صحة حفظها بالعودة الى كتابها المدرسي الذي يؤكد صحة ذلك!!
لكن الابن هو الآخر لم ولن يستسلم على اعتبار انه رجل!! فأحضر كتابه المدرسي ليؤكد ان وفاة انس بن مالك رضي الله عنه في سنة ثلاث وتسعين للهجرة!! وليس في سنة تسعين للهجرة كما ذكرت أخته!! وأمام إصرار كل واحد منهم على رأيه المبني على ما ذكر في كتابه المدرسي.. لم يجد الأب مخرجا من هذا المأزق.. الا بالخروج الى الاستراحة..
على امل ان ينسى ابناه في الغد كل ما حفظاه اليوم!!
سعود محمد السَّعيد
حائل
|
|
|
|
|