أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th March,2001 العدد:10392الطبعةالاولـي الأثنين 17 ,ذو الحجة 1421

محليــات

لما هو آت
اليوم معكم
د. خيرية إبراهيم السقاف
***أجل... هي أيام ويبدأ عام هجري جديد...
و... أنتم في ذكرى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لتأسيس المجتمع المسلم في نواته الأولى... تدركون أنَّ الذكرى تنفع...، وأنّ درساً في الاسترجاع لتفاصيل سيرة هذا الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام لابد أن يكون أول ما يتحلَّق عليه الآباء مع أبنائهم، والمعلمون مع تلامذتهم، والعارفون مع سواهم ممن يجهلون،...
إن أمَّةً لها هذا التاريخ، ولها هذه الشخصية القدوة، تحتاج بلا ريب إلى «دروس» مكثفة لأبناء الاسلام من أجل بناء الشخصيات المسلمة وفق «معايير» القدوة الأولى... تلك التي يجهل تفاصيل سيرتها أبناء الاسلام...
فاللهم اجز هذا الرسول العظيم عنَّا بأفضل ما جزيت به نبياً عن أمَّته...
واجعلنا ممن يستحقون شفاعته، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم... ولا تبنى القلوب السليمة إلا بنور هذه...
ويا... )س. س. م( من الرياض:
أجل، الذكرى تنفع...، ولعلَّ التذكير المشار أعلاه يحقق ما صبوتِ إليه...
نورة أحمد العبدالكريم كتبت تقول: «لا أنسى ما تعلمتُ منكِ في الجامعة، إذ عندما كنتِ تدرسينني، طلبتِ مني ومن زميلاتي تطبيق ما ندرس في واقعنا وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بلغتنا الجميلة، وأذكر أن ملاحظتك الأولى كانت في إلحاق )ال( التعريف إلى بعض الأسماء التي إن أضيفت إلى المضاف فيها يتحول «المضاف إليه» إلى صفة، وينتفي تعريف )المضاف( المجهول )بالمضاف إليه( إذ يأخذ تعريفه عن )ال( بدلاً من أن يعرف )بالمضاف إليه( وفي هذا تغيير جذري للمعنى...، لكن الناس تعارفت على هذا الاستخدام ويصعب «تبديل» هذا التعاهد بشكل فردي.. اليوم يا أستاذتي بعد مرور سنوات وانا أدرس مقررات اللغة العربية في احدى المدارس المتوسطة والثانوية، اكتشفت الأسباب التي كنتِ تتألمين منها على اللغة، وبت مثلك أشعر بكل الذي تشعرين به إذ وجدت هناك فجوة كبيرة بين ما نَدْرسُه ونتعلَّمه عن لغتنا، وبين ما نطبقه في الحياة اليومية، بل في الممارسات المكتوبة، لأجل ذلك وجدت كما قلتِ لنا: «أن اللغة العربية تحتاج إلى من ينقذها من أبنائها على أيدي أبنائها». فكيف يحدث ذلك. إنني أحاول قدر المستطاع أن أطبق ما أعلِّم إلا فيما يتعلق بما هو خارج عن نطاق قدرتي. فماذا ترين يا أستاذتي العزيزة؟».
و... هذه ليست اشكاليتك وحدك يا نورة.. وآمل أن يكون اسمك الأول هو اسمك الفعلي، ومهما يكن، فإنني كما أذكر أنني قلت )لكن( وأظل )أقول( وهذا ليس قولي وحدي إن الفجوة قائمة وستظل قائمة، وإن اللغة العربية )منتهكة( على ايدي وألسن أبنائها... طالما هناك فجوة بين «القول» في شأنها، «والفعل»، وبين «الدرس»، وبين «التطبيق»، ومع ذلك أظل أؤكد أن تصويب الأخطاء التي تشيع تتطلب «شجاعة»، و«إصراراً»، حتى لا يضطر من يقوم بتمريرها في «وسائل الاعلام»، وعلى «الألسنة» العامة، وفي «الكتابات» المختلفة، بل حتى في «مجمع اللغة العربية» بفعل التمرير كما يحدث مع كل خطأ شائع يرتكب في حق شيء منها، فيشيع، وتتداوله الألسنة، ويتناوله الكتاب، فيثبت، وبالشيوع يقره «الذوق»، «والسماع»، ومن ثم يصبح «مقبولاً»... كما حدث على سبيل المثال مع كلمة «عضو» حيث يتم تأنيثها عندما تسند إلى المرأة أو العكس، حيث أُقرَّ استخدامها فلا تجد امرأة في فريق، أو هيئة، أو مجتمع إلا ويقال: «عضوة لجنة»، عضوة هيئة تدريس، وهو خطأ فادح تم تمريره، وقبوله بل إقراره، فالمرأة في الفريق أو الهيئة أو المجتمع الصغير مثل «اليد» التي هي )عضو( في الجسد، والعين التي هي عضو في )الرأس(، وليس لأن اليد، أو العين، مؤنثتان يتم التجاوز بتأنيث «دورهما» أو «موقعهما» من الجسد، ويقاس على هذه الكلمة استخدام عشرات بل مئات النماذج التي أصبحنا نقع فيها «عفو الخاطر»، و«عفو القلم»، لأن ما يشاع، وتقرُّه الأذن بالاستخدام يكون أقوى تأثيراً...، لذلك هناك فجوة حقيقية بين واقع اللغة العربية وبين صحة استخدامها وصوابها على الألسنة والأقلام، ولا يتم التعامل مع هذا الواقع كي تنجو هذه اللغة الجميلة من الانتهاك الاستخدامي لها إلاَّ بتضافر الجهود من أجلها كي يتشذَّب اللسان العربي في الأفواه العربية عند أبنائها في ممارساتهم اليومية. وهذا يتطلب تعميم استخدامها فصيحة في الخطاب اليومي وفرض ذلك على الجميع، فهلاَّ يحدث ذلك كي تقرب )الشُّقَّة( بين )النظرية( فيها و)التطبيق(؟!
لك تحياتي يا )نورة( وأحيي فيك هذه النزعة الغيورة نحو لغتك العربية فهلاّ كان ذلك على يديك؟... فهي تستحق الاهتمام... وتحتاج إلى أن تكون «ممارسة» في أبهى وأيسر أشكالها.
وإلى:
خديجة محمد: لا أستخدم البريد الالكتروني لعدم حماسي له، وتسعدني مراسلتك محتفظة بخطك الجميل الذي يوصلك بي مباشرة... دون حواجز الآلات!!
صالح م. الغامدي: أجل، من الذي لا يؤيد أن تكون الطائف مصيفاً، وهي من أكبر المصائف وأجملها، ولها في التأريخ وجه جميل؟...
علي ن. السالم: لن أتردد في خدمتها، و... إني في انتظارها بعد اتمام محاضراتها خلال أيام وجودي في الجامعة، وسوف أحاول أن أجد لها حلا لهذه المشكلة مع الزميلات.
وفاء عامر الموسى: ولسوريا أيضاً )خيال الطيف( الجميل... وكثيراً ما رددنا مع المتغني بها: «قم ناجي جُلَّق...» ونشدنا رسوم الذين مضوا، وتلمسنا في وجوه الذين هم فوق أرضها الجمال والعطاء والشعر والفكر ... فلا تحسبي أن دمشق التي حُفِر اسمها في أذهاننا منذ عهد الطفولة الفكرية والتأريخية يمكن أن نسقطها من القلب... ولسوف اكتب في الموضوع الذي طلبتِ، ولسوف ألبي هذه الدعوة ما استطعت... وشكراً لأهل دمشق وكل سوريا.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص. ب 93855.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved