أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th March,2001 العدد:10392الطبعةالاولـي الأثنين 17 ,ذو الحجة 1421

محليــات

لنا في الله خير عزاء
صالح بن سعود آل علي *
مساء أمس الأول السبت 15/12/1421ه حل المقدور برجل من أكرم الرجال وأخلصهم، حل برجل نحسبه إن شاء الله من خير طلبة العلم الذين استنارت بعلمهم وفقههم منطقة حائل: مدينةً ومحافظات ومراكز وهجراً: دعوةً إلى الله بالحكمة واللين وامراً بالمعروف برفق وروية، ونهيا عن المنكر بأناة وتودد واسهاماً في أعمال الخير والدعوة إليه والترغيب فيه.
إن فضيلة الشيخ سليمان العامر الذي أفنى عمره الذي ينف على الستين عاماً بأن تفرغ في عقوده الأربعة الأخيرة آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولولاة امر هذا البلد ومتصدياً للفتوى بإجازة من مشايخه المعنيين.
ان مثل الشيخ سليمان العامر عندما يذكر في مناسبة وفاته إنما يذكر للاشادة بأعماله الخيرية ومساهماته الدعوية وحبه للخير وبذله له وغيرته على دين الله ونصحه لولاة الأمر وسيرته على طريقة السلف الصالح من أهل السنة والجماعة، فقد كان رحمه الله من خلال عمله في هيئات الأمر بالمعروف ومن خلال اضطلاعه بأعمال الدعوة في وزارة الشؤون الإسلامية ومن خلال تطوعه بجماعات تحفيظ القرآن والجمعيات الخيرية سواء في مدينة حائل أو محافظاتها أو في مواسم الحج فقد كان له قدح مُعلى في هذه الميادين وكان يقوم بها بنفس رضية وبرغبة توحي بالاحتساب بها عند الله والطمع في نيل رضاه.
كان يتصدى للفتوى ويستقبل المستفتين بقلب مفتوح متمثلاً الهدي النبوي الذي قالت عنه عائشة رضي الله عنها: ما خُيِّر رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما،
وكان كذلك محباً لإصلاح ذات البين وقد حقق الله على يديه الكثير من الصلح والإصلاح وكان من أبرز خلاله كرم اليد وسخاء النفس وما زاره أو وفد عليه وافد من خارج المنطقة إلا وكان ألذ ما لديه أن يكرم مثواه ويحسن قراه.
إن الحزن على مثل هذا الرجل ليس مبعثه انه قدِم إلى بارئه وهو قافل من الحج وفي حادث مروري نرجو ان يجعله الله من الشهداء بسببه، نعم ليس هذا هو مبعث الحزن فقط ولكن الباعث له هو الثغرة التي كان قائماً عليها والمهام التي كان ينوء بها، ونحن بهذا لا نقول: من لها؟ بل نقول: إن الأمل بالله مكين في ان يجعل في زملائه وتلاميذه من يواصل المسيرة ويتحمل التبعة بنفس الروح التي كان المرحوم يتحلى بها وعلى نفس المنهج السمح الذي سار عليه.
ومع هذا فإننا لفراقك يا أبا حمود لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ونقدم عزاءنا لذويك ومحبيك ولنا ولهم في الله خير عزاء.
*عضو مجلس الشورى

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved