أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th March,2001 العدد:10392الطبعةالاولـي الأثنين 17 ,ذو الحجة 1421

الفنيــة

أشهر صانع أعواد سوري لـ« فن الجزيرة » :
صنعت أول عود وكان عمري ستة عشر عاما
تعلم من عمه فن صناعة العود الشرقي واجاد صناعته وهو لا يزال صغيرا.. وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره صنع اول عود له فأغرته تلك التجربة المثيرة الى التفكير في امتلاك مصنع خاص له يديره لحاله.
وكسب رهانه مع نفسه عندما بلغ التاسعة عشر.
كان كل همه ان يصنع العود الشرقي الأصيل بنفس قياسات العود القديم. والآن وبعد مضي نحو خمسين عاما قضاها في مصنعه الخاص، اتته الفرصة لابراز مواهبه بشكل كبير عندما اختاره مخرج مسلسل )المغنون( من بطولة أصالة نصري لانتاج اعواد قديمة بقياسات سابقة. التقيناه في مصنعه واجرينا معه هذا الحوار.. انه السوري المبدع سميح شعبان.
*متى ابتدأت في تصنيع العود.. ومن شجعك على ذلك .. ؟
انا صنعت اول عود وعمري وقتها ستة عشر عاما وما زلت احتفظ بذلك العود وتدرجت الى ان اصبحت معلماً بعد ثلاث سنوات.
وهذا يرجع لاستمراريتي واكتساب الخبرة من عمي.. وكان وقتها يصنع العود منذ فترة زمنية طويلة يعني ان العود الأول اخذ مني ستة اشهر وهذا يختلف عن وقتنا الحاضر وبطبيعة الحال الاعواد التي تأخذ وقتا اطول هي الأميز والأفضل لما فيها من نغم اصيل ونقوش زخرفية دمشقية وهذا يكاد يختفي إلا حسب الطلب.. اذا امهلنا ولم يستعجل على طلب عوده.
* المنافسة الفعلية في صناعة العود كيف تتم هل هي بالكثرة ام بالجودة .. ؟
الجودة اولا: الخشب ومدة تخزينه )نشفانه( اضف الى ذلك ان خشب الجوز والذي يعتبر من افضل الاخشاب لابد ان تتم فترة تخزينه مدة لا تقل عن ثماني سنوات ومتى ما طالت تلك الفترة كان الخشب افضل وأرقى وبالنسبة للتصنيع فهناك قياسات للعود وهذه تعتبر اهم شيء لكيلا تختلف النغمة الشرقية الموسيقية ايضا التصنيع بالغراء الاحمر وممكن يتجاوز تصنيع العود اربعين يوما وكل يوم يضاف اليه زيادة.. فعمر الخشب كلما قدم كلما كان اجمل وهذا ما نسعى اليه فالمنافسة بالجودة لا تأتي الا بهذه الطريقة.
* من المسؤول عن تقليد وتصوير آلة العود وجعل البعض منها كآلة الجيتار .. ؟
عملية الانتاج تلعب دورا فعالا في هذه الناحية وهنالك من لم يلتزم بالفترات الزمنية وحتى جودة الخشب وصناعته وقياسه بل كل همه كان تزيين وتصوير الاعواد ثم بيعها بأقل الاسعار ايضا ليسوا محترفين بصناعة العود وبعض المصانع اخذوا من هذه المهنة الكسب فقط فهم لم يلتزمون باخلاق وفنون هذه المهنة.. ويوجد بسوريا ومصر عدة ورش والاغلب منهم اغلق مصنعه وهذا راجع لتعديهم على هذه المهنة بدون اذن مسبق.. والنوعية الاخرى تحاول ان تقرض العود لانهم يصنعونه بدون قياس وغير مطابق لمواصفات العود الشرقي فهنالك عود القزاز وعود الخشب MPF المطابق لمواصفات الجيتار.
* الاعواد السورية لم تأخذ مسارها الفني.. وأصبحت صناعتها كيفما اتفق ..؟
طبيعي جدا وهذا لان معظمها اصبح تجاريا وأذكر في وقت مضى كانت هناك عائلة )النحات( تصنع العود بشكل دقيق ولفترة زمنية طويلة ولهذا كان العود موسيقياً وبدون عيوب وكذلك مصانع سورية كانت تصنع العود بشكل دقيق أما الآن فاختلف عن السابق وهذا لكثرة المزيفين والذين يستغلون انتاجهم لدول الخليج وللسياح فهؤلاء اغلقوا المنافذ علينا لكي نبرز ما في مصانعنا من اعواد.. ولاثبات جودة الاعواد السورية فالموسيقار فريد الاطرش صنع عوده ولمدة سنة وزينه بالفضة والصدف والمزاييك وهذه نقوش دمشقية قديمة.. وكذلك محمد عبدالوهاب يأخذ كل سنة ثلاثة اعواد وكذلك عبدالحليم حافظ )يرحمهم الله( وغيرهم من المطربين الكبار استمروا يتنافسون على شراء الاعواد السورية وكان آخر العمالقة المطرب العربي محمد عبده والذي اخذ عود الفارس المشتاق من مصنعنا كذلك الملحن عدنان خوجة والمطرب الكويتي عبدالله الرويشد.
* هل كثرة العاملين الفنيين تفيد في صناعة آلات العود كما نشاهد بالمصانع .. ؟
ممكن ان يصنع العود اثنان او ثلاثة ولكن يستحسن ان يصنعه شخص واحد فقط لانه سيكون ادرى بخفايا العود الذي امامه من قياسات وجودة الخشب ونوع الغراء ايضا فتحات القمره وعوارض الصدر.
*الاعواد الخليجية سيطرت على سوق الاعواد وبشكل كبير لماذا ... ؟
طبعا كعود )سالمين( مصنع من خشب السيرسان وهذا خشب جيد وصوته قوي ولكنه سريع الكسر والعود البحريني منافس ان لم نقل هو الافضل حاليا وهذا راجع لمعالجته بمسألة البخ البلاستيكية التي تمنع دخول الرطوبة على الخشب وبالنسبة للاعواد الخليجية فقد اثبتت وجودها منذ القدم اما الاعواد المصرية والسورية فليس هناك اي تحسن فيها ولا يمكن تحسينها الا اذا اتيحت الفرصة للأيدي الماهرة ذات الخبرة.
* الى ماذا تعزو قلة تواجد الاعواد السورية بالسوق السعودي .. ؟
السعودية مركز سوق كبير فالتجار يطلبون اعواداً رخيصة الثمن وبكميات كثيرة ولا يهتم بنوعية الخشب ولا قياسه وأصبحوا يطلبون تصوير الاعواد كالعود العراقي والعود التركي )سابقا( السالمين )حاليا( وهذه تدخل على اسواق السعودية بكميات كبيرة على انها اعواد سورية.
* اذاً هناك تسيب في صناعة الاعواد الموسيقية السليمة .. ؟
نعم وهذا لكثرة المصانع والانتاج غير الجيد الذي يوزع على المحلات التجارية ويقتنيه بعض الناس كتحفة وذلك لانهم لا يعرفون عزفه وهذا قلل من صناعة العود كذلك اصبحت المحلات التجارية تطلب العود بأي شكل وهذه من اسباب المضايقات التي تحرجنا كثيرا.. ونحن لا نبيع ولا نجتهد الا للعازفين فهم يأتون لشراء العود من مصنعه والوقوف على صناعته وهذه تعتبر ايجابية مثلا جاءنا المطرب اللبناني وديع الصافي وطلب عودا بمواصفات معينة عندما كنت اعمل مع عمي الذي استفاد من النحات كثيرا فأصبحت لديه القدرة في صناعة العود الشرقي وصار فيما بعد اكثر قربا لدى بعض النجوم امثال نجاح سلام والمطربين الكبار مثل فريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ.
*من اين اتت فكرة صناعة الاعواد القديمة في مسلسل المغنون وماذا استفدت منها ..؟
الملحن حسين نازك والمهندس موفق السيد طلبا مني ان اصمم لهما آلات العود القديمة والواردة بمجلد ابو رجا الاصفهاني فكان لدي الرغبة في ان اصنع مثل هذه الآلات بدون ثمن.. وفعلا بدأت في تصنيعها من جلد الماعز بإشراف المهندس موفق الذي كان وجوده معي من أجل أخذ القياسات الواردة في المجلد.. وكان عندهم اوتار تعطي الصوت فقط.. اما تصميم العود الموجود حاليا فهو من العهد العباسي بنفس القياس في تلك الفترة.. اما من حدّد قياسه فهو الفارابي وهو ايضا من عمل الفتحات الموجودة على صدر العود وهذه لها قصة لا يسعف الوقت لذكرها.. وهذه الاعواد موجودة في متحف الاذاعة والتلفزيون والآن لدي الفكرة الكافية في ان اصنع هذه الآلات واشارك بها في معارض كمعرض )ميونخ( بألمانيا وهذه من اجل الدلائل وتطوير العود.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved