| مقـالات
ستظل السعودة هماً لكل من يهمه شأن الوطن والمواطن، أياً كان المستوى الثقافي للمواطن، ففي بلادنا فرصة عمل لكل مواطن، إذا رتبت الأمور ترتيباً سليماً، وانتقلت السعودة من مجال التنظير إلى مجال العمل والتنفيذ.
وقد قرأت تصريح الدكتور عبد العزيز العوهلي وكيل وزارة المواصلات للنقل في صحيفة الجزيرة يوم 6/12/1421ه حول سيارات الأجرة العامة، وقد جمعتني بالدكتور عبد العزيز أكثر من مناسبة عمل وسفر ورأيت فيه من سعة الأفق والحرص على مصلحة الوطن ما هو جدير به، وأجتزئ من تصريحه المشار إليه مناشدته المواطنين بدعم وتشجيع سائقي الأجرة العامة السعوديين لكونهم مواطنين يسعون لكسب لقمة عيشهم بشرف، ثم اشارته إلى أن جميع التراخيص الجديدة فيما يتعلق بممارسة نشاط الأجرة العامة تنص على سعودة جميع الوظائف ادارية وفنية وسائقين أما القديمة فيسري عليها نظام السعودة بنسبة 5%.
والواقع ان سعودة سائقي الأجرة العامة بحاجة إلى قرار أكثر صرامة، فهو مجال يمكن أن يستوعب عدداً من طالبي العمل السعوديين اذا نظم بشكل أفضل، ومن ذلك ان تعقد دورات تأهيلية لكل من يريد الدخول في هذا المجال وتكون تلك الدورة شرطاً للحصول على رخصة العمل، ويمكن التنسيق في ذلك مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وتكون مدتها على الأقل شهراً واحداً يتعلم فيها السائق فن التعامل مع الجمهور، فالسائق في كل العالم هو أول من يواجه القادم في المطارات، ومنه تتكون الصورة الأولى عن البلد، ويجب أن نعترف أن المواطنين ليس لديهم الحد الأدنى من مهارة التعامل مع الزبون سعودي أو غير سعودي، فالسيارة لا تكون في مظهر لائق، والجلافة هي الطابع الغالب على سائقينا، ثم الحرص على أخذ أكثر من زبون في مشوار واحد مما جعل الناس ينفرون منهم ومن تعاملهم، ومن أيسر الأمور انهم لا يعرفون العملات حتى الدولار، فإذا ركب معه زبون لا توجد معه عملة محلية لا يقبل العملة غير السعودية بل لا يعرف معادلة الدولار مثلاً بالريال.
ثم اللغات الأجنبية التي يعرفها أكثر السائقين الأجانب ولا يعرف منها السعوديون شيئاً، فلابد أن تحتوي تلك الدورة على معرفة شيء منها، وبخاصة من سيعملون في المطارات أو في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولنا مثال في السائق الأجنبي الذي يعرف من العربية ما يمكنه من العمل وأكثره عن طرق التلقي.
ان مما يشجع سعودة السائقين ان يكون السائق تحت مظلة شركة يدفع لها رسوماً يسيرة مقابل رعاية شؤونه، ومنها أن الزبون اذا أراد الشكوى يتصل بتلك الشركة فيشعر السائق ان عليه رقيباً، أما التصاريح الفردية فيجب ان تنتهي، ثم يجب أن يكون لدى الشركة سجل لسلوكه بحيث ينسق من الخدمة اذا تكررت منه تصرفات غير لائقه، ويمكن للشركة ان تساعد غير القادر على شراء سيارة بالتقسيط.
ان فئة السائقين السعوديين لسيارات الأجرة فئة بحاجة إلى خدمة من أجل مساعدتهم على أنفسهم لأنفسهم، أما إذا بقي الوضع كما هو فان المجال سيكون للسائق الأجنبي فهو مدرب وجاذب للزبون بعكس المواطن ويجب أن نتجاوز العواطف إلى العمل.
* للتواصل ص. ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
|
|
|
|
|