| الثقافية
*القاهرة مكتب الجزيرة محمد حسن:
أشاد المؤتمر السنوي السابع لتعريب العلوم بالقاهرة بدور المملكة العربية السعودية البارز في تعريب العلوم والمحاولات المستمرة لتطبيق اللغة العربية في عموم مجالات التعليم بها، واكد المؤتمر على ان المملكة خطت خطوات واسعة في هذا الاتجاه قياساً الى الدول الاخرى ، وطالب المؤتمر الذي انهى اعماله مؤخرا وشاركت فيه المملكة العربية السعودية بالاضافة الى العديد من الباحثين وخبراء التعليم واللغة العربية في الوطن العرب بضرورة ادخال التعريب في تدريس العلوم بالوطن العربي اعتباره عنصراً جوهرياً في تحقيق التنمية البشرية القومية وخطوة اساسية في تأهيل العلم والتمسك بالهوية العربية.
اكد الدكتور احمد محمد المعتوق من جامعة الملك فهد على ان المملكة تعد من ابرز الدول التي تعتني وتهتم بتطبيق اللغة العربية في عموم مجالات التعليم وخاصة العلمية وهناك مبررات لاتخاذ اللغة الانجليزية كلغة تعليم في نطاقات محددة في بعض الجامعات العلمية ليكون الاهتمام بالتعريب اكثر ولكن مع ذلك وقياسا بالدول الاخرى هناك اهتمام كبير بتلك القضية، فعلى سبيل المثال تولي كلية الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اهتماما بمجالات التطوير العلمي وخاصة برصد المصطلحات العلمية السليمة ورصد قواعد اللغة العربية وغير ذلك الكثير، بما يوحي بأن مستقبل التعريب ما زال يمتد بخطى حسنة وخاصة وهو يعتمد على مستقبل اللغة الفصحى بالدرجة الأولى، فقضية التعريب هي احدى الركائز الاساسية لنشر الفصحى في شتى المستويات التعليمية، وفي نطاق المهام القومية يرى د. المعتوق ان قضية العريب هي الاداة نحو تحقيق الهوية العربية وتدعيم الوحدة العربية، بجانب انها تعبر عن العلوم ومستجداتها بلغتنا العربية الاساسية وتستطيع ان تنقل للمجتمع العربي ما يحقق الديمقراطية الثقافية مما يتيح لنا مجال الانطلاق في مستجدات الحياة واستيعاب العلوم والمعرفة الحديثة.
وفي ضوء الدعوة للتعريب يرى د. المعتوق ضرورة ترجمة معلومات الانترنت ببرنامج عربي واحد ينشر من خلال الشبكة العالمية للمعلومات وضرورة وجود مواقع عربية متميزة تدعم الثقافة العربية.
الثقافة العلمية والتعريب
وتناول الاستاذ عبدالله القفاري الباحث بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية العلاقة بين اشاعة الثقافة العلمية وتعريب العلوم والمشروعات التي تهدف لنشر الوعي العلمي في المجتمع وعلاقاتها بالعناصر الفاعلة في اشاعة الثقافة العلمية وقضية التعريب بمفهومها الشامل والمتكامل، مشيرا الى ان اي محاولة لتعريب العلوم تبدو محاولة ناقصة اذا لم تستهدف المستويات الاجتماعية الاوسع بحيث يصبح العلم شائعة مصطلحاته ومتداولة بين شتى الفئات الاجتماعية ومن ثم تكون مهيأة بشكل اكبر لاي برامج واسعة تستهدف تعريب العلوم الذي يجب الا تقف مفاهيمه عند حدود المصطلح العلمي ولغة العلم وانما يتجاوزه الى ان تصير اللغة العربية لغة علم وتفكير وتأمل، واضاف انه يوجد عناصر عدة لها علاقة بمدى قبول المجتمع للعلم وقدرته على التفاعل معه عندما يكتب بلغة سطحية ميسرة وبين البرامج التي تستهدف إيجاد قاعدة تمكن من تعريب العلوم، فبدون اثر وجداني عميق في المجتمع تجاه المسألة العلمية لن يكون من السهل إيجاد اتجاهات وجدانية تدافع وتقبل وتسعى لتعريب العلوم باعتبارها قضية ضرورية مستقبلية وليست طرفاً علميا او نظريا تدعو اليه القلة من المثقفين او الباحثين، واكد على وجود تجارب الثقافة العلمية في المملكة العربية السعودية وهناك مشروعات لنشر كتيبات تعنى بمجالات علمية من المهم ان يتفاعل معها المجتمع ويستوعب آثارها على حياته وعلى مستقبله ومن تلك النماذج ما تتبناه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض من نشر دوريات علمية موجهة لخدمة هذا الغرض بالاضافة لسلسلة من الكتيبات التوعوية العلمية التي تخدم هذا الاتجاه.
التعريب والعولمة
وفي ظل ظهور العولمة اصبحت قضية التعريب مهمة ملحة وواجبة وعن هذا المحور تحدثت د. منى بشر الباحثة بقسم اللغة العربية جامعة الاسكندرية مؤكدة على اهمية التعريب في تقديم المستجدات العلمية الحديثة وتبسيطها للطلاب والباحثين، وان تعريب اللغة ينقذ اللغة من تدهورها، فقد وصلت اللغة لمستوى متدهور بسبب ضعف المستوى المدرسي وعدم اهتمام المدارس العربية بإعداد مدرس لغوي مؤهل وهذا بجانب انحدار لغة الاعلام واسلوب التدريس وضعف الوعي القومي بأهمية اللغة العربية واسلوب الكتابة في بعض اللوائح والقوانين بعربية غير سليمة الامر الذي ادى لظهور السلبية والدعوة للعامية والتوسع في تعليم اللغات الاجنبية على حساب العربية وترك قواعد النحو العربي عند التعلم، وفي النهاية اكدت ان قضية التعريب تحافظ على ثقافتنا في التغلب على التيارات الثقافية الخارجية والحفاظ على الامة والوحدة العربية.
العربية والتنمية البشرية
وحول التنمية البشرية وعلاقاتها بقضية التعريب تحدث د. اسماعيل حجي عن التنمية البشرية كمدخل للنهضة مؤكدا ان التعريب كقضية هي احدى محاور التنمية البشرية ففي ظل التحديات التي تواجه الوطن العربي من العولمة والثورة التكنولوجية والتي تستوجب الاهتمام باللغة العربية كأداة جادة للتنمية البشرية ومن هنا كانت ضرورة تطوير التعليم ليواكب الاحداث والتحولات العالمية، فمثلا قضية الصراع العربي الاسرائيلي لا يمكن ان تحسم الا بالتنمية البشرية وعمودها تعليم قومي ذو جدوى يعمق الانتماء القومي ولا يأتي ذلك الا من خلال الاهتمام بالعربية، فأهم معوقات التنمية البشرية في الوطن العربي تكمن في الامية وقلة اعداد المعلمين واندثار وانحدار العربية وانتشار العامية مما يهدد تكوين الشخصية الوطنية ويهدم سبل التنمية البشرية في المجتمع العربي.
وأوصى المؤتمر في نهاية فعالياته ان تعريب لغة تدريس العلوم عنصر جوهري في منظومة تنمية البلاد العربية قوميا وبشريا وخطورة اساسية في تأهيل العلم وتنمية البلاد العربية قوميا وبشريا ، وناشد وزراء التربية والتعليم في مختلف البلدان العربية ان تكون اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تدرس بها المواد العلمية في جميع مراحل التعليم قبل الجامعي والا يشرع في تعليم التلاميذ لغة اجنبية الا بعد تمكنهم من لغتهم القومية وكذلك ناشدت رؤساء الجامعات العربية البدء فورا في تعريب التعليم الجامعي استنادا الى القوانين التي اصدرتها الحكومات العربية وحث الجامعات على ان تكون السيادة للغة العربية في مختلف وجوه النشر العلمي وانشاء لجنة للتعريب والترجمة في كل كلية.
|
|
|
|
|