| مقـالات
هذا الباب الواسع الذي دخلت منه كافة الامم الى التاريخ هل سيبقى محافظاً على السلالات من الاندثار كما حدث لمخلوقات سمعنا عنها ولكننا لم نشاهدها حية انما اكتفينا برؤية هياكلها وبقايا عظامها؟ وإذا كانت الحضارة قد فرضت ان نعنى بكافة الكائنات فإن عوامل اخرى ما زالت تحبط هذه المحاولة والإنسان نفسه المتسبب بتلك العوامل، فالدول الصناعية على سبيل المثال تدفع بالحياة عامة وليس الفطرية فقط إلى هاوية الفاجعة باستعمال تلك الغازات الحارقة في صناعات ادت إلى تغيير المناخ واضطراب التوازن البيئي مما ادى إلى اشتعال تلك الحرائق في الغابات باتجاه التصحر ثم احدث ثقباً في طبقة الاوزون التي تحمي الكرة الأرضية وهذه التطورات الخطيرة تجد الصمم عن التحدث عنها لأن الدول الصناعية الكبيرة تملك السلطة لكتم الأصوات والعبث بمقدرات الشعوب الضعيفة . وفي جلسة ثقافية كان الحديث يدور حول اختفاء بعض السلالات القبلية قال أحد المشاركين وهو رمز ثقافي بارز بأنه سأل الدكتور ابو زنادة المسؤول عن حماية البيئة الفطرية في بلادنا ألا تفكرون بحماية السلالات الانسانية من الانقراض أسوة بالسلالات الحيوانية؟ وكان هذا السؤال الخطير مبعثاً لطرح تساؤلات غائمة حول أسماء الكثير من القبائل في العصر الجاهلي التي تكاد ان تندثر أو انصهرت في مسميات أخرى جديدة لا يستدل عليها بسهولة ان لم تكن قد هاجرت من الجزيرة نهائياً.
وهذا يفسر سبب اختفاء الكثير من العادات والتقاليدالتي كانت سائدة واحلال البديل الباهت عنها تحت مظلة المفاهيم العصرية. ولعل الجهل تارة وبداية العولمة وراء الكثير من تلك المآسي والجرائم التي نراها في الأقطار المختلفة مثل هذه الحروب القبلية في الدول الأفريقية والتي تعمل على افناء وتشريد القبائل الضعيفة بل ان الدول الكبيرة تسعى إلي القضاء على اقطار بكاملها كما تفعل مع أطفال ونساء الشعب العراقي الذي تحارب حكومته الفاشية عن طريق تجويع اطفاله ومنع الدواء عنهم وكأنما دكتاتورية صدام وبطانته الطاغية تعادل جميع أفراد ذلك الشعب المقهور بل ان اسرائيل بتأييد ومناصرة من امريكا الظالمة وحلفائها يحاولون تصفية الشعب العربي في فلسطين بشتى انواع القتل والتنكيل حتى لا يبقى في الساحة سوى العنصر اليهودي ..فأين هي جمعيات حقوق الانسان وحماية البيئة والحيوان من هذه المآسي والمجازر البشرية؟ انهم يدللون الكلاب والقطط ويثورون عندما «ينبح» كلب صغير متذمرا ولكن يبتسمون عندما يشاهدون بالصوت والصورة يومياً التدمير والقتل العلني بمختلف الأسلحة المحظورة دولياً بل يصفون من دافع عن مقدساته ووجوده بالارهابيين والسفاحين، وهذا ما فعله الصرب كذلك في البوسنة والهرسك عندما شردوا ذلك الشعب واختطفوا اطفالهم ثم هجروهم الى مختلف انحاء العالم وهو ما تفعله روسيا اليوم مع الشعب الشيشاني المسلم الذي يعاني من البؤس والفاقة بل والقهر والتنكيل للدفاع عن وجوده في وطنه السليب تحت أقدام الآلة الروسية الباطشة. هذه المآسي والجرائم التي تعرضها الشاشات المرئية يومياً لم تعد تحرك الضمائر لأن الدول الاستعمارية تباركها وان تململت شعوبها متذمره اكتفت باصدار بيانات شجب لا تسمن أو تغني من جوع. ان الدول الرأسمالية التي تحكم العالم تدفع بالبشرية نحو هاوية لا قرار لها من المآسي والظلم وليس أمام الشعوب الضعيفة سوى ان تتحد في وجه من يسعون الى تصفيتها من خارطة العالم حتى تعيش في أمن وسلام بعيداً عن هذه النهاية البشعة المبيتة لها ولاسيما الشعوب الاسلامية المستهدفة بالابادة ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم، فمتى نستيقظ من هذه الغفلة؟ نسأل الله أن يحدث ذلك قريباً. )وإنا لله وإنا اليه راجعون(.
للمراسلة: ص. ب 6324الرياض 11442
|
|
|
|
|