| العالم اليوم
وضع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الجنرال كولن باول حكومات الدول الإسلامية والدول العربية في وضع حرج.. وحرج جداً.. فالجنرال الذي رحب بتسلُّمه حقيبة الخارجية الامريكية العديد من الحكومات العربية وتفاءل به العديد من الفلسطينيين والعرب بالذات باعتباره أول وزير خارجية من أصل أفريقي وأنه سيكون أكثر تعاطفاً مع قضايا المظلومين والأقرب لنصرة الحق ومواجهة الباطل.. هذا الجنرال أصاب كل المتفائلين والمتعاطفين بالصدمة، بل بالغضب بعد سماع شهادته أمام لجنة العلاقات الدولية التابعة لمجلس النواب الأمريكي مساء الأربعاء 7/3/2001م والتي وصف فيها القدس بأنها عاصمة إسرائيل...!!
والجنرال باول الذي قد يكون مثله مثل كثير من العسكريين الغربيين الذين يجهلون تاريخ المدينة المقدسة يفترض فيه أن يكون مطلعاً على قرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وموقف الوزارة التي يديرها. فالخارجية الأمريكية وحتى عندما كانت على رأسها وزيرة يهودية كانت متمسكة بموقف الشرعية الدولية التي تعتبر مدينة القدس مدينة محتلة يجب أن يعالج وضعها النهائي وفق نصوص القرار الدولي 242 وأن الولايات المتحدة الأمريكية منذ عهد الرئيس جونسن حتى عهد كلينتون الذي قدّم كل شيء للكيان الاسرائيلي إلا الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لم يجرؤ كل الرؤساء السابقين على تقديم هذه )المنحة( رغم كل الطلبات اليهودية من اللوبي الامريكي والحكومات الاسرائيلية.
واللافت للنظر انه في الوقت الذي يتجاوز ارييل شارون ذكر المصطلح الاسرائيلي )القدس الموحدة( يبادر باول إلى إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .. والأدهى من ذلك إعلانه عن البدء في دراسة لإيجاد آلية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. وهنا )بيت القصيد( في إحراج الجنرال الصديق...!! للحكومات العربية والإسلامية فالدول العربية اتخذت قراراً في القمة الطارئة الأخيرة في القاهرة بقطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها للقدس وكذلك اتخدت القمة الإسلامية المنعقدة في العاصمة القطرية قراراً مشابها، فهل تنفذ الحكومات العربية القرار وكم من الدول الاسلامية ستحذو حذو الدول العربية إذا ما نفذ باول أقواله ووضع آلية نقل السفارة للقدس موضع التنفيذ؟
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|