| تحقيقات
*تحقيق / سعد الخرجي
تعيش محافظة الخرمة حالياً نقلة حضارية في كافة المجالات والخدمات التي يتطلبها المواطن والمقيم على حد سواء في ظل رعاية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة حيث شهدت مؤخراً افتتاح العديد من المشاريع التنموية العملاقة في مختلف المجالات الحيوية، ويتبع لمحافظة الخرمة الكثير من المراكز الامنية والقرى والهجر التي يتجاوز عددها 55 موزعة بين مركز وقرية وهجرة، ومنها ضاحية الدغمية التي زارتها «الجزيرة» بجولة ميدانية في مهمة نلقي الضوء من خلالها على ما وصلت إليه هذه المنطقة من تطور ونمو في الوقت الحاضر وما تتطلع إليه من خدمات ملحة يحتاجها المواطنون .
الموقع
في البداية كان لقاؤنا مع المواطن مغرق بن مجفل السبيعي الذي قال: تقع منطقة الدغمية في الجزء الشمالي من محافظة الخرمة ويربط بينها وبين مركز المحافظة الطريق السريع الذي عملت بلدية الخرمة على تشجيره وانارته كمدخل رئيس للمحافظة ويتوسط الدغمية الطريق العام الذي يربط بين محافظتي الخرمة ورنية مروراً بوادي سبيع وتمتد المنطقة على طول الضفة الغربية للوادي وتحتل موقعاً تجارياً هاماً لمرور عدة طرق رئيسية بها وكونها ايضاً نقطة عبور حيوية لمرور قوافل الحجاج والمصطافين بها على طريق الخرمة رنية بيشة .
الخدمات والمدارس
ويشير المواطن فائز بن مناحي السبيعي «رجل أعمال » بقوله يوجد بالدغمية مدرسة ابتدائية للبنات ومدرسة متوسطة واخرى ثانوية وعلى مستوى تعليم البنين يوجد متوسطة وثانوية ويبلغ عدد السكان بها ما يقارب العشرة آلاف نسمة يعمل الكثير منهم بالزراعة ورعي المواشي .
أكبر سوق للأغنام
ويشير المواطن غالب بن فائز سمران السبيعي «موظف» الى انه يوجد بالمنطقة العديد من الاستراحات والمحلات التجارية وورش الصيانة والمطاعم وكذلك تضم الدغمية اكبر سوق على مستوى المنطقة لبيع الأغنام ويفد لهذا السوق في يومي الاثنين والخميس العديد من تجار المواشي من محافظات الطائف ورنية وتربة والمويةه وظلم حيث يقوم مربو المواشي بجلبها الى هذا السوق الكبير ويطغى نوع الضأن النجدي والماعز الحري على النوعيات المباعة فيه حيث تلافي اقبالاً كبيراً من قبل تجار المواشي .
نصف مليون نخلة
اعداد هائلة من النخيل تمتد امام عيني وانا احاول ان اصل الى آخرها من خلال هذا الوادي الممتد امامي قال لي المواطن سالم بن علي الناقول السبيعي ان هذا العدد الذي تراه امامك من نخيل لا يمثل شيئاً لما كانت عليه المنطقة وما فيها من نخيل في السابق أتت على الكثير منه عوامل الاهمال والنسيان والسنين الطويلة وأوضح ان البعض من كبار السن الذين شهدوا هذا المكان في سنين مضت يقولون ان هذا الوادي لم يكن يتوقف عن الجريان بالمياه طوال العام حيث كانت الامطار تهطل بشكل مستمر دون انقطاع خلال فترة الامطار مما كون الكثير من الجداول التي كانت بدورها تستقي هذه النخيل ، كما توجد في وادي سبيع الكبير الكثير من الآبار الغنية والوفيرة بالمياه وقال ايضاً ان كبار السن يؤكدون ان نخيل الدغمية كانت تمتد بامتداد الوادي وكان عدد النخيل آنذاك لا يقل عن نصف مليون نخلة تناقص عبر السنين الى اقل من النصف بسبب هجر اصحاب هذه المزارع لها وعدم العناية بها !!!.
مركز للدفاع المدني
ويحدثنا الاستاذ ماجد بن ناصر بن جروه السبيعي «معلم » بقوله كما هو معروف تعتبر منطقة الدغمية من اقدم المناطق التابعة لمحافظة الخرمة وقد توفرت بها الكثير من الخدمات بفضل عناية حكومتنا الرشيدة ولكن هناك العديد من الخدمات التي نحتاجها والتي نعلم يقيناً بأن المسؤولين مهتمون بها ومن أهمها مركز للدفاع المدني حيث ان الدغمية تتوسط الطريق العام الذي يربط بين محافظة الخرمة ومحافظة رنية ومحافظة بيشة الذي يشهد العديد من الحوادث المرورية المروعة ولان اقرب ادارة للدفاع المدني توجد في محافظة الخرمة فإن الحاجة ماسة لايجاد هذا المرفق الهام حتى يخفض من الخسائرالتي قد تنجم لا سمح الله عن حوادث الحريق والسير اضافة الى ان هذا المركز سيقدم خدماته للقرى المجاورة مثل الوطاه والسلمية وأبو جميدة وغثاه والمفيصل وام راكة والدبيلة .
الخدمات الصحية
وتأتي الخدمات الصحية في مقدمة الاحتياجات الملحة لسكان الدغمية حيث ذكر لي المواطن ثواب بن سلطان السبيعي انه لا يوجد أي نوع من أنواع الخدمات الصحية بالمنطقة رغم كثافة السكان بها الذين يتراوح عددهم مابين عشرة آلاف الى ثلاثة عشر ألف نسمة حيث لا يوجد مستشفى في هذا المكان ولا يوجد مركز للرعاية الصحية الاولية وكذلك لايوجد مستوصف اهلي به ويناشد المسؤولين في الجهات ذات العلاقة باتخاذ التدابير اللازمة حيال أخذ الاجراءات السريعة واللازمة تجاه هذه المعاناة التي اصبحت تؤرق ذوي المرضى من هذا النقص في الخدمات الصحية وخاصة عند الحالات الطارئة مثل حوادث الحريق وحوادث الطرق والاصابات الخطيرة ونحوها .
شوارع ترابية
اما المواطن هذال بن شبيب السبيعي «موظف في القطاع العسكري» فيقول ان اكثر واغلب احياء المنطقة تفتقر الى الاضاءة والكثير من شوارعها مازالت ترابية لم يدخلها الاسفلت والترصيف ورغم وعود البلدية بتوفير هذه الخدمات الا ان الامر مازال على ما هو عليه. كما ان الكثير من الاراضي المخصصة للحدائق مازالت اتربة ولا توجد فقط الا على اوراق مخططات البلدية دون ان تكون على ارض الواقع لم تفعل لها البلدية أي شيء ولم تحولها الى حدائق تضفي على المنطقة لمسة جمالية نتطلع اليها. ويضيف نظرا لزيادة الكثافة السكانية فإننا نحتاج الى تفعيل فرق النظافة لانه لايوجد الا العدد القليل من عمال النظافة الذين لا يغطون بخدماتهم اغلب الاحياء بالاضافة الى حاجة اكثر الشوارع الى التشجير وارى ان افتتاح مكتب للخدمات البلدية بالدغمية سوف يساهم في خدمة المنطقة في مجال النظافة ومراقبة الاسواق والمطاعم والمحلات التجارية ومحلات بيع المواد الغذائية واصدار التراخيص اللازمة لهذه المحلات والعاملين فيها .
طريق الموت
الطريق العام المار بالدغمية الذي يربط بين محافظتي الخرمة ورنية بعد توسعته وكونه طريقاً سريعاً اصبح يشكل خطورة بالغة على عابريه من المشاة وايضاً كون المنطقة آهلة بالسكان وبها العديد من المدارس على اختلاف مراحلها هكذا بدأ الاستاذ سعود بن عبدالله السبيعي مدير متوسطة وثانوية الدغمية ويفيد ان هناك الكثير من الحوادث المرورية الأليمة التي وقعت على هذا الطريق ذهبت ضحيتها ارواح الابرياء والحقت التلفيات والخسائر في الممتلكات وذلك نتيجة افتقار هذا الطريق لوسائل الامن والسلامة التي تكون بمشيئة الله تعالى كفيلة بالحد من وقوع حوادث الدهس والاصطدام وذلك مثل عدم وجود اشارات مرورية ضوئية وعدم وجود جسور خاصة بالمشاة في هذه المنطقة الخطرة التي اصبحت هاجساً للاهالي.
الخدمة الهاتفية معدومة
ويداخلنا في الحديث الاستاذ سعد عبدالله سمران السبيعي« رجل اعمال» بقوله رغم مطالبنا المتكررة لشركة الاتصالات السعودية يتوفير الخدمة الهاتفية حيث اصبحت ضرورة من ضروريات الحياة العصرية التي لا يستطيع الانسان العيش دونها الااننا نأخذ من المسؤولين «مواعيد عرقوبية» تنفذ على الورق وحسب، وفي هذه الاثناء وخلال كلامه معي اخرج من ملف كان يحمله برقية صادرة من مدير الاتصالات بمحافظة الطائف أحمد بن عبدالخالق الغامدي لمشائخ الدغمية وبعد ان قمت بالاطلاع عليها وجدت فيها :
«اشارة الى الاستفسار المقدم من مشائخ الدغمية بخصوص موعد تنفيذ المشروع الخاص بالخدمة الهاتفية بالمنطقة نفيدكم بإنه مقترح خدمة الدغمية ب 512 خطا بنظام الشبكة اللاسلكية وحسب الجداول الزمنية المقدمة من الشركة المنفذة سوف يتم خدمتهم خلال ستة اشهر من تاريخ 20/10/1419ه وسوف نتابع تنفيذه في الموعد المحدد مع الشركة المنفذة من خلال الاجتماعات التي تعقد بهذا الخصوص.. ..
وكانت البرقية موجهة الى محافظ الخرمة »
ويضيف الاستاذ ابن سمران مع هذه الوعود الوهيمة المتكررة نعيش مع احلام لانراها الا على الورق فهل سيستمر الوقت طويلاً على هذا الوضع ؟ والى متى ؟!!
رد المسؤولين
وبعد ان انتهت جولتنا الميدانية التي استمرت يوماً كاملاً رافقنا فيها بعض ابناء الدغمية حملنا ما في جعبتنا من ملاحظات وطلبات سجلناها عبر هذا التحقيق واتجهنا لطرحها على المسؤولين فكانت محطتنا الاولى مع محافظ الخرمة فهد بن مطلق العصيمي الذي اكد ان المحافظة تحظى باهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ..وسيكون لمنطقة الدغمية بإذن الله نصيب كبير ووفير من المشاريع والدعم واضاف ان سموه أولى اهتماماً كبيراً بجميع المشاريع التي تخدم المواطن مبيناً ان هذه المنطقة سيكون لها الاولوية من الخدمات الضرورية التنموية وسنتابع تحقيقها خلال الاشهر القليلة القادمة .
العمل مستمر
من جهته أوضح رئيس بلدية محافظة الخرمة راجح بن عبدالله البقمي ان اعمال السفلتة ستشمل احياء متفرقة من منطقة الدغمية بالاضافة الى سفلتة بعض الضواحي التي لم يدخلها الاسفلت ومعتمد لها مبلغ يقدر بثلاثة ملايين ريال وسيتم البدء في تنفيذها قريباً .
وعن الطريق العام المار بالدغمية رد بقوله : الطريق قبل التوسعة كان طريقاً مفرداً وتزدحم عليه الحركة المرورية مما يتسبب في وقوع حوادث خطيرة وكثيرة وبعد توسعة الطريق الى اتجاهين منفصلين بمسارات متعددة قلت خطورته وانتظمت حركة السيارات عليه. الا ان حركة المشاة لا تزال تحتاج الى تنظيم وتم وضع لوحات ارشادية لهذا الغرض وستقوم البلدية ان شاء الله باستعمال الدهانات ريثما تتم دراسة اهمية وجدوى اقامة جسور للمشاة على هذا الطريق العام .
إيضاح الاتصالات
وكشف مدير فرع شركة الاتصالات السعودية بمحافظة الخرمة فهيد بن عبدالله السبيعي النقاب عن ان الشركة ألغت المشروع المخصص لمنطقة الدغمية بنظام الشبكة اللاسلكية والمعروف بخدمة الهاتف الريفي او الخدمة الهاتفية عن طريق الاسقاط وذلك لكون هذه الخدمة غير مجدية ولكثرة اعطالها وقال ان الشركة استبدلت هذه الشبكة اللاسلكية بشبكة وكبائن الكترونية بسعة 1000 خط هاتفي جديد وصرح بان الخدمة الهاتفية سيتم ايصالها لمنطقة الدغمية خلال العام الميلادي الحالي 2001 م
|
|
|
|
|