| عزيزتـي الجزيرة
كانت ولا تزال المشرفة الاجتماعية مظلومة سواء في السلم الوظيفي او حتى في حصر نشاطها الميداني بأسوار شائكة من الضوابط الادارية والمعايير الاجتماعية والتحفظات البشرية ممن تحتك بهن من قبل الاخريات في مزاولة مهنتها الانسانية.
فالمشرفة في مجتمعنا المدرسي ينظر اليها من عشر سنوات خلت تقريبا ولا تزال رواسب من هذه الافكار لدى بعض المديرات والموظفات مدققة حسابات ومشرفة مقصف، فإذا ما حاولت ان تثبت مكانتها المهنية كموظفة تترجم ما درسته نظريا في الكلية فمهنتها تعتبر نموذجا للمهنة التي تعتمد على السمات الشخصية من سعة الحلم والصدر الرحب وبعد الافق وحب الناس.
فهي تتعايش مع الطالبات وتتفاعل مع قضاياهن ولها احتكاك مباشر بمشاكلهن فهي ضوء اخضر في دجى حياتهن وتذليل للصعوبات التي تواجههن وتعيق طموحهن وتحصيلهن العلمي. ولا ابالغ اذا قلت انها تعتمد على شخصيتها اكثر من اعتمادها على ما درسته نظريا.. لذلك مهم جدا جدا المقابلة الشخصية والدقة في اختيار الطالبة التي تتشرف بالانتماء لهذه المهنة الانسانية فإذا ما فعلت ذلك المشرفة لتثبت جدارتها ومكانتها في الوسط المدرسي قوبلت من قبل الاخريات بسوء الادب والتعدي على حدود الاخريات.. وربما تضاف نقطة سوداء في سجل وظيفتها.
وان كانت هنالك جذوة توهج ضوؤها وذلك عندما قام مكتب التوجيه التربوي بخطوة ايجابية ومثمرة وجديدة في سلك الاشراف الاجتماعي وسمح للمشرفات بزيارة احدى الثانويات المتميزة بعمل ابتكاري ونتمنى من مكتب الاشراف التربوي حيال هذه الخطوة الايجابية خطوة اخرى لا تقل اهمية.. باعطاء شهادة تقدير لكل مشرفة تقوم بعمل مميز حيث تفتقر لمثل هذه الشهادات حتى كتابة هذه الاسطر لا لأنها ادت عملها المناط بها فهذا من صميم واجبها ولكن كحافز لعمل تنفرد به المشرفة يضيف لبنات راسخة الى بناء الجدار الاجتماعي .. والكيان الاسري والمجالات الرحبة للخدمة الاجتماعية سواء النظري منها او الميداني ولا اقول تكريما فالتكريم للعمل الابتكاري الخارق للعادة وان وجد فليس المقابل له التكريم حتى لا نستهين بمفهوم التكريم.. فزميلتها المعلمة لها مصادر عديدة لقياس كفاءتها وابراز هذه الكفاءة والاستفادة منها من قبل الاخريات الحاضرات كأداء درس نموذجي.. حضور مشرفة تربوية مديرة.. الاشتراك بدورات تربوية الخ..
فطبيعة عمل المعلمة تسهل لها مثل هذه الفرص ولكن عمل المشرفة يجعل من الصعب تحقيق ذلك لتثبت كفاءتها وجدارتها.
وان كانت هنالك قنوات تستطيع المشرفة التربوية من خلالها ادراك عمل المشرفة الاجتماعية ميدانيا تستشف فيه رؤية الظواهر السلبية او الايجابية بمستوى الاداء وتزويدها بوجهات النظر المهنية.. التي ترفع من مستوى كفاءة الاداء سواء العملي او النظري مستقبلا.. وكلي امل ان اجد صدى لهذه الكلمة لدى مكاتب الاشراف التابعة للرئاسة العامة للبنات.
سارة السلطان
|
|
|
|
|