| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين فقد اطلعت وقرأت ما كتبه الأخ الأستاذ عبدالرحمن السماري وفقه الله في جريدة الجزيرة في يوم الثلاثاء 4/12/1421ه في العدد رقم 10379 بعنوان )لماذا غابت هذه السنة عن مساجدنا( والأستاذ عبدالرحمن وفقه له كتابات جيده يشكر عليها.. وقد تكلم في مقاله هذا حول مسألة الجهر بالذكر بعد الصلوات المفروضة وأثناء أيام عشر ذي الحجة.. وقد صدق وفقه الله حين قال إن هذه السنة قد غابت عن الكثير من المساجدوأصبحت هذه السنة مهجورة في بعض المساجد بل إن سنة التكبير أثناء أيام العشر على وجه الخصوص أصبحت مهجورة لا يعمل بها إلا القليل واختصارا للكلام وبيانا للسنة وكلام أهل العلم كما طلب الأخ الكاتب في هذه المسألة.
فأقول: أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : )كنت أعرف انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير( وأخرج أيضا بسنده إلى أبا معبد مولى ابن عباس ان ابن عباس أخبره )ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم(.
والحديث متفق عليه)1(.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح )وفيه دليل على جواز الجهر بالذكر عقب الصلاة()2( وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله وقدس روحه فإن المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه انهم بعد الصلاة يذكرون الله بصوت مرتفع.. فرفع الصوت بالذكر بعد الصلاة سنة أ.ه)3(
وقال الشيخ سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله بعد ذكره لحديث ابن عباس المذكور آنفا : )وبهذا يعلم ان رفع الصوت بالذكر في أدبار الصلوات مما جاءت به السنة()4(.
قلت: وبهذا يعلم ان رفع الصوت بعد الصلوات سنة ثابتة ينبغي للمسلم ان يحافظ عليها ويحرص على إحيائها ولولا خشية الإطالة لذكرت تفاصيل اكثر لكن فيما ذكر خير..
وهنا فائدة أذكرها ألا وهي ان بعض الناس يظن ان الجهر بالذكر بعد الصلاة خاص بالتهليل فقط مع ان السنة ان يرفع صوته بالتهليل والتكبير والتسبيح والتحميد كما هو ظاهر حديث ابن عباس وهذا الذي كان يراه شيخنا ابن عثيمين رحمه الله.. ولابد ان يعلم ان رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة هي محل خلاف فمن العلماء من يرى عدم الرفع ولكن الراجح ما ذكرته.
وأما التكبير والتهليل في أيام العشر فهو سنة مهجورة ينبغي لنا الحرص عليها وإظهارها لقوله تعالى: )ويذكروا الله في أيام معلومات( وقد حصرها ابن عباس بأنها أيام العشر وعند أحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما : )ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد(. وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما انهما كانا يخرجان الى السوق في العشر فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما فيستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والمساجد وينبغي الحرص على ذلك ومن أحيا سنه فله أجرها وأجر من عمل بها. والتكبير ينقسم إلى قسمين مطلق وهو من بداية العشر ليلا ونهارا وفي كل وقت الى صلاة العيد وذهب بعض العلماء الى انه إلى عصر آخر أيام التشريق وهو أقرب. مقيد ويبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفه الى عصر آخر أيام التشريق ويبدأ للحاج من ظهر يوم النحر ومعنى المقيد الذي يكون أدبار الصلوات ويكون بعد قول اللهم انت السلام ومنك السلام والاستغفار ثم يذكر ويكبر وللاستفادة فليراجع كتب الفقه كشرح المجتمع للشيخ العثيمين رحمه الله وغيره والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبدالله بن راضي المعيدي
المدرس بالمعهد العلمي في حائل
1 البخاري ح 841 و 842 ومسلم ح 853
2 فتح الباري 2/378.
3 فتاوى أركان الإسلام للعثيمين ص 340
4 مجموع فتاوى ابن عثيمين ص 113.
|
|
|
|
|