أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th March,2001 العدد:10390الطبعةالاولـي السبت 15 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

مكانته أصبحت في مهب الريح!
إعادة الهيبة إلى المعلم تحتاج لمعالجة جذرية
ان مكانة المعلم المخلص الاجتماعية عالية ومرتفعة وبدخول الكثير لسلك التعليم من غير اهله تم الاساءة الى المعلم واصبحنا نتغنى على المعلم أيام زمان والذي لم يكن معلما فحسب بل كان موجها ومربيا وقدوة صالحة ناصحة.
ولست هنا لأبين مكانته وما له وما عليه وانما اشكو حال المدارس الحكومية في تدني مستوى بعض او اكثر من المعلمين والدليل على ذلك بعض بل غالبية المعلمين او منسوبي الادارات التعليمية اتجهوا الى المدارس الاهلية لتعليم ابنائهم «بنين وبنات» وعند السؤال عن السبب تكون الاجابة: لارتقاء مستوى التدريس باستخدام الوسائل التعليمية الحديثة او لزيادة الاهتمام بسبب قلة الطلبة في الفصل الواحد او لاسباب اخرى يمكن تلافيها وتوفيرها في المدارس الحكومية مثل وسيلة النقل حيث بالامكان التعاقد مع مؤسسة برسم معين للمضطرين وتحت اشراف وزارة المعارف مثلا المهم ان تلك الاسباب والمبررات يمكن القضاء عليها وعلى معوقات شبيهة لها واتمنى صدور اوامر تمنع الانضمام للمدارس الاهلية لكل من ينتمي لسلك التعليم العام الحكومي.
وليس هناك ثمة مبرر يجعل المعلم يتجه بأبنائه الى المدارس الاهلية الخاصة في الوقت الذي يحرص فيه على الرقي بمستواه والعمل على تقديم ما في جعبته لأبنائه الطلبة ولن اضع مقارنة بين المعلم بالمدارس الحكومية وزميله في المدارس الخاصة.
وانما اتساءل اين معلم الأمس القدوة؟ ولماذا تدنى مستوى معلم اليوم رغم كل المميزات التي يحصل عليها المعلم ويكفيه لقب «مربي الاجيال» واحترام الاهالي للمتميزين منهم.
لا اطلب ان يكون جميع المعلمين في مستوى واحد بالرغم من نهلهم من معين واحد وكونهم تربويين وخضوعهم لادارة واحدة لعلمنا بوجود الفوارق الذاتية بين المعلمين ولكن لنخلق بينهم التنافس.
وان اراد المعلم اعادة صلاحيته بالضرب فليكن ذلك بقيود بسيطة وتسحب عند اساءة استخدامها. نريد طلبة علم ولا نريد ان يقف طالب في وجه معلم ويهدده، نريد الحزم والشدة لنخرج اجيالا أكفاء يمكن الاعتماد عليهم.
وان كان الطالب في المدارس الخاصة يهدد استاذه بل يتوعد مدير المدرسة لكونه يدرس بفلوس ابيه وضامن النجاح على حد فهمه وفهم ولي امره الفهم القاصر، فهل يسمح بمثل ذلك في المدارس الحكومية؟ نريد التضحية بنوعية ليسوا اهلا للعلم بلفظهم لتتلقاهم بيوت آبائهم وامهاتهم.
اخذت مكانة المعلم تنزل شيئا بسبب تفشي اسراره عبر التعاميم السطحية التي تنشر في الانترنت مثل منع افطار المعلم بالمدرسة والتفتيش عليه عند الدخول اسوة بالطالب الذي كبر حجمه رغم صغر عقله.
اصبح المعلم لا يستطيع النظر في وجه الطالب «البجح» وفي السابق كان الطالب لا يستطيع النظر في وجه معلمه اجلالا واحتراما لشخصيته القوية.
لست معلما وانما اشفق على المعلم لتنازله عن حقوقه وشخصيته التي تفرض الاحترام واسلوبه وتصرفاته التي تجبر الطالب ان يكون طالبا ليس إلا.
نريد حلولا جذرية من الجهات المعنية بدراسة الوضع وعدم التهرب من المسؤولية واعادة هيبة ومكانة المعلم واعطاءه شيئا من المرونة وتوفير المناخ الملائم الذي يجعله ينتج ويخلص في عمله ويتفوق ويتنافس مع زملائه، ربما المعلم اليوم وكذلك الطالب في الناحية المعلوماتية يتفوق على قرينه في الماضي بسبب ارتفاع درجة الوعي والثقافة بسبب نظم الاتصالات وتوفر المعلومة بسهولة والتي يجب تصفيتها من الشوائب.
اخي المعلم لا تكن حبيس المنهج، طور نفسك، ازرع بصماتك، فكلنا يتذكر اساتذته الذين استفدنا منهم وما عداهم ذهب في عالم النسيان.
فلنسأل المعلم ذاته عما ينقصه ثم لنحقق له ولنخفف بعض الاجراءات الادارية القاسية التي تسيء له فيصغر امام ابنائه الطلبة، والضرب وسيلة وليست غاية وهو نوع من التأديب المباح شرعا وليكن ضربا غير مبرح كما يوصينا ديننا الحنيف ويوجهنا سيدنا ومعلمنا الاول محمد عليه الصلاة والسلام. وانت ايها المدير تذكر انك معلم وان كل معلم تحت ادارتك ماهو الا طالب لك وان كل معلم في فصله وقاعته ومعمله ماهو الا مدير طلبته وتذكر انك في السابق معلم وسوف تعود معلما فحافظ على مكانة المعلم امام الطلبة وامام اولياء امورهم ودافع عنه يخلص لك.
وعلى ولي امر الطالب ان يقتنع ان ابنه او ابنته عندما يبدأ اليوم الدراسي وحتى ينتهي تنتهي ولايته وتبدأ ولاية معلمه ومعلمته وهكذا العملية الادارية دوما فليس هناك ثمة مدير دائم وانما لفترة معينة ولوقت من الاوقات ودع المعلم يتصرف ولا تتدخل الا في الامور التي تستدعي ذلك ولا يكون ذلك امام ابنك او ابنتك وليتم التعامل بوعي مع الادارة المدرسية التي عليها تقع المسؤولية امام الله عز وجل ثم امام المسؤولين الذين يحرصون كل الحرص على ابنك وابنتك وما وجدوا الا من اجلهم.
وعلينا جميعا ان نتدارس هذه المشكلة وان نجد الحلول الناصعة. وفي النهاية المستفيد الاول والاخير نحن ابناء هذا الوطن الذي يأمل ويطلب الكثير من ابنائه كرد للجميل.
ونحن في مركب واحد وقد سئمنا من التهرب من المسؤولية وقذفها كالكرة مرة في خانة المنزل واخرى في المدرسة وتارة في الشارع، فالمجتمع بأسره مسؤول عن ذلك وعلينا التفرقة بين التعليم والتربية وان كان بينهما عوامل مشتركة. لنحرص جميعا على تلمس الخلل وايجاد البلسم الشافي والمساعدة والتعاون في اية ناحية نجد فيها القصور فالمدرسة والمنزل والمسجد والشارع والجيران كل له دور وفي النهاية تعود المنفعة المشتركة على المجتمع باكمله.
نسأل الله الاخلاص في العمل بالامتثال لاوامره والاجتناب لنواهيه والامة بخير ما ان تمسكت بكتاب الله.
ابراهيم بن عيسى العيسى
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved