أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th March,2001 العدد:10390الطبعةالاولـي السبت 15 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

قادها خادم الحرمين الشريفين
جهود جبارة في خدمة المقدسات
عزيزتي الجزيرة الغراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله رب العالمين. أكمل لنا الدين وأسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنة والصلاة والسلام على رسوله الأمين. ونشهد أنه عبدالله ورسوله بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده.. وبعد.. قال الله تعالى : «وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا» الآية. وقال سبحانه : «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين». وقال عليه الصلاة والسلام ) يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا( فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم )لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم( ثم قال ) ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه( . رواه مسلم.
أخي القارئ. الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وقد فرضه الله سبحانه مرة واحدة في العمر على كل مسلم قادر عليه قدرة مادية وقدرة معنوية. ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة فهو كما هو معروف لدى الجميع لم يحج سوى مرة واحدة تسمى حجة الوداع. وبين فيها صلى الله عليه وسلم مناسك الحج وأركانه وواجباته ومسنوناته ومحظوراته وما اشتملت عليه خطبة يوم عرفة من أسس ومبادئ للتعامل بين المسلمين بعضهم ببعض وإيضاح لقدسية المكان والزمان واستجاب المسلمون لنداء الحق تبارك وتعالى وأخذوا يتوافدون على مكة المكرمة مع حلول كل موسم حج لأداء هذه الشعيرة المباركة وأصبحت أعدادهم في تزايد كل عام رغم ما كان يكتنف الحج فيما مضى من صعوبات كثيرة ومخاطر جمة تواجه البعيدين عن مكة علاوة على صعوبة التنقل بين المشاعر المقدسة ومنذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فقد ظهر الحرص على تأمين السبل للحجاج وأصبح العمل على راحة الحجاج وأمنهم ديدنا لأبناء هذه البلاد عملا بتوجيهات الحكومة الرشيدة. وتحقق ذلك بفضل الله، وتوالى الحرص والاهتمام بحجاج بيت الله الحرام في عهود أصحاب الجلالة الملوك سعود وفيصل وخالد يرحمهم الله حتى بلغ الاهتمام ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي سخر كافة الامكانيات المادية والبشرية لتمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم في يسر وسهولة وتابع ذلك شخصيا. ولعل من المناسب التنويه عن بعض المشروعات التي نفذت في عهده الميمون في مكة المكرمة والمدينة المنورة لخدمة الحجاج والعمار والزوار ويأتي في مقدمتها توسعة المسجد الحرام وهي أضخم توسعة شهدها تاريخه وعلى أحدث النظم. وكذلك توسعة الساحات المحيطة به وما يتبعه من خدمات ومرافق على أرقى مستوى وشقت الطرق التي تربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وما يتبعها من جسور وأنفاق سواء للسيارات أو للمشاة وبالنسبة للمسجد النبوي الشريف فقد شهد توسعة جبارة لم يشهدها من قبل وما يرتبط بها من ساحات وخدمات ومرافق وأنشئ بالمدينة المنورة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. هذا المجمع الذي قام ولا يزال يقوم بدور ريادي بارز لنشر وطبع وتوزيع كتاب الله الكريم على كافة المسلمين أينما كانوا، كما أوجدت الطرق السريعة المؤدية لمكة المكرمة والمدينة المنورة من كافة الأماكن. وقمة الاستعدادات والاهتمامات وانتقال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين يحفظهما الله الى مكة المكرمة أيام منى للإشراف المباشر على تنقلات الحجيج واستقبال ضيوف المملكة الحجاج من رؤساء الدول الإسلامية وعلمائها ورؤساء بعثات الحج وإكرامهم ولقاء آخر كذلك بقادة قوات أمن الحج ورؤساء القطاعات في أعمال الحج لتوجيه الشكر لهم مباشرة على ما قاموا به من مجهودات لخدمة ضيوف الرحمن وتوجيه النصائح والارشادات التي تهدف للوصول الى عمل منظم مدروس هذا وغيره الكثير ابتغاء وجه الله ثم راحة الحجاج والعمار والزوار وقد تحقق بفضل الله نجاح كبير لموسم حج هذا العام كماهي الحال بالنسبة للأعوام الماضية.
ثم وجه الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله كلمة لحجاج بيت الله الحرام حوت العديد من المضامين والاستيحاءات المنطقية من خلال الدراسة المتأنية لمستجدات الأحداث على الساحة الإسلامية وعلى مستوى العالم عامة استهلت بتهنئتهم بالعيد السعيد وما أنعم الله به عليهم من أداء هذه الشعيرة المباركة في أجواء إيمانية عامرة بالأمن والاستقرار والتفرغ لذكر الله وتوحيده وأداء النسك على الوجه المطلوب وان المملكة لن تدخر وسعا في سبيل تقديم المزيد من التسهيلات والخدمات الميسرة لحجاج بيت الله ونوها يحفظهما الله الى انه يجب الاستفادة من كل ما وفر لخدمتهم والتفرغ لعبادة الله والتقرب اليه في أجواء عامرة بالخشوع والطمأنينة. ثم إيماءة كريمة للأحداث المتسارعة على الساحة الإسلامية في إشارة للإرهاب ونبذه بكافة صوره وان الاختلافات في الآراء تُناقش بالحجة والاقناع ولا تُعالج بالسلاح كما تطرق المليك المفدى الى ما يعانية المسلمون في فلسطين المحتلة وفي كشمير والشيشان وبورما.. وكل الأقليات المسلمة.
وأمور كثيرة ذات مساس مباشر بالأمة الإسلامية تطرقت إليها الكلمة السامية.
أخي القارئ.. لقد شرّف الله بلادنا ان تكون هي بلاد الحرمين واهتمت حكومتنا بخدمتهما والعناية بهما وبقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار وجندت الأعداد الكبيرة من أبنائها ليتشرفوا بالقيام بهذا الواجب النبيل وأصبح يفد مئات الآلاف من المسلمين لأداء فريضة الحج من مختلف بلاد الإسلام فيلقون جميعا خدمة مميزة بحمد الله، وأبناؤنا المشاركون في أعمال الحج يقومون بتلك الأعمال بتفان وحماس بالغين رفعة لشأن وطنهم واقتداء بقياداتهم التي تعمل على إنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسموولي عهده الأمين يحفظهما الله.
ولي أن أنوه الى ان ما يقدم لحجاج بيت الله الحرام من رعاية واهتمام بكافة أمورهم الأمنية والصحية وأمور التوعية الإسلامية والارشاد لما يجب عليهم ان يقوموا به من خلال نسك كل منهم. كل ذلك وغيره تقوم به هذه البلاد المسلمة بتوجيهات من قيادتها الحكيمة الكريمة التي عُرف عنها بفضل الله العناية بالإسلام والمسلمين في كل مكان وزمان ولا غرو في ذلك فمن مكة المكرمة شع نور الإسلام الخالد ومن المدينة المنورة انطلقت رسل السلام تبشر بالإسلام وتدعو الناس إليه.
وقد أخذت بلادنا على عاتقها حمل لواء الإسلام والدعوة الى الله فأرسلت الدعاةوفتحت المراكز الإسلامية في كثير من البلاد غير الإسلامية خدمة للمسلمين في تلك البلاد وأنشأت وزارة الشؤون الإسلامية تقوم على ذلك واحتضنت بالمدينة المنورة الجامعة الإسلامية لتعليم أبناء المسلمين من مختلف الدول كما أخذت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على عاتقها تعليم علوم الشريعة واللغة العربية وفتحت الكثير من المعاهد خارج المملكة وقامت بتمويلها ولا شك ان هذا وغيره الكثير تقوم به بلادنا بحرص واهتمام ومتابعة دؤوبة من لدن مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين، خدمة للإسلام ورعاية للمسلمين وأبنائهم أينما كانوا، ولا يُراد به سوى وجه الله تبارك وتعالى. نرجو الله ان يحفظ لنا ديننا وبلادنا من كل سوء ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار ويحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وعلماءنا والمخلصين من أبناء هذه البلاد وندعوه سبحانه أن يهدينا جميعا سبيل الرشاد والله أعلم وصلى الله على محمد.. والسلام عليكم..
مالك ناصر درار

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved