| منوعـات
* والذين عرفوا الاستاذ عارف في صباه، يقولون انه كان مشكلا فتى في الحارة، يشارك في لعبة المزماز اللعبة الشعبية، التي تقام في الأعياد والمناسبات، ويلتقي فيها فتوّة الحارات، ولا تخلو من تصفية حسابات ..
بين المتخاصمين، الذين لهم ثارات، فتسيل في المزمار الدماء، ويهرع شيخ الحارة، وربما تدخلت الشرطة.
فالاستاذ عارف اذن كان من رجال النزال ، لأنه شجاع ..
وله تاريخ في الفتوّة، كما كان عند العرب القدماء فتوة شجاعة باسلة!
وأنا لم ادرك هذا التاريخ.!
* وحين كان الشجار .. بين الاديبين الكبيرين: حمزة شحاتة ومحمد حسن عواد رحمهما الله، امتد حتى تحول الى قذى وتنابز وأهاجٍ مقدعة. كان لكل من الأديبين شحاتة والعواد انصار من الأدباء . وكان مع شحاتة: أحمد قنديل ومحمد علي مغربي، وكان مع العواد محمود عارف وعبد السلام الساسي . وكان العارف وفياً لصديقه العواد، من خلال تلك المعركة وعبر حياة الاديبين، وحتى بعد وفاة العواد، ظل محمود عارف وفيا لصديقه، وقد بدأت العلاقة منذ ايام الدراسة في الفلاح بجدة .
وكان عارف .. حين يذكر العواد وهو أسن منه ..
يذكره بالثناء، وأنه أديب بارز شجاع عنيد وقوي .
وعلاقات القلم تظل باقية وان اكتنفها خلافات وفتور بين الاصدقاء حين لا يكون هناك ضغائن واحقاد وترهات وسخف!
ان محمود عارف: ليس له أعداء وشانئون طوال حياته، لأن قلبه أبيض، لا يحقد على أحد، ولا يحسد أحدا، وانما هو رجل محب سمح، يتسم بالوداعة والصبر، ويصنع المعروف، وفيّ لاصدقائه وعارفيه، يتفقدهم اذا غابوا، ويزورهم ويؤدي الواجب.!
* واذا حدث شجار أدبي وأقحم فيه، فانه يبادر الى النزال، ويكتب دفاعا عن نفسه، ويقف بجانب الصديق، شجاع لا يهاب.
وكان ناشرا ..
بجانب انه شاعر، فله في النشر كتابان: حصاد السنين، ليل ونهار الى مجموعته الشعرية في مجلدين كبيرين!
والاستاذ محمود عارف ..
الشاعر الكاتب، رغم حياته الطويلة، وولوعه بالأدب ومتابعته للأدباء الكبار في الوطن العربي والمهجر، لم يكن خطيبا فهو لا يلقي شعره عبر المنابر، ولم أره يقف على منبر يحاور ويداور او يلقي قصيدة . وانما نشاطه ينصب فيما يخط قلمه شعراً ونثراً.!
* هذه وقفات عابرات ، مع رجل ذي مروءة ووفاء، رجل محب، متسامح، يصنع الجميل، ويشيع الخير، ويحب الناس ويحبونه . رحمه الله وغفر له وأرجو سبحانه ان يرطّب ثراه انه هو البر الرحيم.
|
|
|
|
|