أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th March,2001 العدد:10390الطبعةالاولـي السبت 15 ,ذو الحجة 1421

لقاءات

أستاذة العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة وعميدة كلية الآداب بالدمام سابقاً ورئيسة تحرير مجلة «الشقائق» سارة بنت عبد المحسن بن جلوي في حديث لـ الجزيرة
العلم الشرعي أمانة ينبغي ألا يحملها إلا من هو أهل لها
مخرجات التعليم الحالية غير قادرة على معايشة العولمة لأنها تمنح شهادات ولا تمنح العلم الحقيقي
من يعملن في المجال الصحفي لدينا ينقصهن وضوح الهدف والغاية
* لقاء مريم شرف الدين:
تعد الاميرة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود من الوجوه النسائية السعودية التعليمية التربوية التي تستحق الاشادة والاعجاب عندما استطاعت رسم طريقها العلمي والوقوف على قاعدة مكنتها من ان تكون اصغر عميدة لكلية الآداب للبنات بالدمام وتكوين فكر رصين مكنها من حمل لواء مسؤوليتها من خلال المحصلة العلمية التي استقتها من دراستها الاسلامية والعقيدة الاسلامية والتخصص في المذاهب المعاصرة ودعمها له بذلك الرصيد الثمين الذي اكتسبته من مدرسة الامير عبد المحسن بن جلوي رحمه الله والتي كانت هي البداية الاولى لمشارف هذا النجاح ومما خولها للمشاركة في العديد من المؤتمرات الاسلامية على المستوى الدولي والاقليمي والملتقيات الثقافية والاسلامية في اوروبا ودول الخليج العربي والمملكة وإلقاء العديد من المحاضرات الاسلامية.
بالاضافة الى عضويتها في العديد من اللجان والجمعيات ونشاطاتها المختلفة.. وانتاجها العلمي الحافل الى جانب رئاستها لتحرير مجلة الشقائق.
عن حياة ضيفتنا العلمية والعملية كان هذا اللقاء:
* الأميرة سارة.. حصلتم في عام 1413ه على الدكتوراة في العقيدة الاسلامية )تخصص مذاهب معاصرة(.. باعتبارك اول الحاصلين على الدكتوراة في هذا التخصص.. ما هي النتائج التي سبق لسموك التوصل اليها من خلال هذه الرسالة؟ وهذا الحدث الذي جعلك تنفردين آنذاك على الجنسين ماذا كان له من تأثير في حياتك؟
لقد توصلت الى عدد من النتائج ومنها:
ان الفكر الغربي المعاصر وبشكل عام رفض التسليم بالعناية اللهم الا بعض الوجوديين الذين آمنوا تقليديا. يقوم على قاعدة عريضة من الشك لانه ايمان التسليم لا ايمان الاقتناع العقلي المستند الى الدليل الساطع او البرهان القوي.
)وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون(.
وكذلك البرجماتيون الذين توقفوا فلم يثبتوا عناية او يقرروا مصادفة وان كان ميلهم الى الثانية اكثر.
أولاً: ان الفلاسفة الغربيين الذين قالوا بالعناية لم يكن كلامهم منطقيا ولا أدلتهم مقنعة ولا براهينهم قوية ذلك أنهم انطلقوا من قاعدة النصرانية المحرفة فشق عليهم ان يستمدوا منها براهين مقنعة او ادلة قوية.
ثانيا: ان المتوقفين عن القول بإثبات العناية حاولوا التوفيق بين الوظيفة العملية للدين وضعف الاسس النظرية التي تقوم عليها فتنبوا القول بالوظيفة المذكورة ولم يجاهروا برفض الاسس النظرية حتى لا يقضوا على اثر الوظيفة فأقروا بعجزهم عن قبول هذه الاسس.
ثالثا: ان الباعث الحقيقي لرفض مبدأ العناية واقرار فكرة المصادفة عند الغربيين المعاصرين هو ما اتسمت به النصرانية المحرفة وهي الدين السائد في اوروبا من السطحية والخرافة والتناقضات الحادة التي لا يقبلها منطق العقل ولا تقرها سلامة الفطرة. يضاف الى ذلك ممارسات الطغيان والتحكم والقسوة والاستغلال التي كانت تقوم بها الكنيسة ورجالها باسم الدين ونسبة ذلك زورا وبهتانا الى المسيح عليه السلام.
ومن ثم قامت ظاهرة رفض العناية على ضعف ما كان يعرض من ادلة العناية في هذه البيئة والتي اتسمت بالغموض واحيطت بالاسرار التي لا يملك مفاتيحها الا رجال الكنيسة الذين صاروا هم الوسيط بين الله وعباده فسدت بذلك الطريق الى الله امام الانسان الغربي وساقته سوقا الى الالحاد والقول بالمصادفة.
رابعا: التطور السريع والمذهل الذي احرزه العلم والذي جاء مناقضا في كثير من القضايا العلمية والتاريخية لما سبق ان قررته الكنيسة وكتبها المقدسة مما أثار الحرب الضارية بين العلم والدين فعجزت الكنيسة ورجالها عن الصمود في وجه هذا التيار المتدفق او حتى محاولة التوفيق بين ما فيه وما عندها فكانت النتيجة انحسار الدين وانهزامية النصرانية وهرب الانسان الغربي عقليا ووجدانيا من غموض الكنيسة وضيق افقها الى تجدد معارف العلم ورحابة عالمه.
خامسا: ان الفكر الغربي المعاصر في انكاره للعناية او توقفه عنها لم يقدم لنا البديل المقبول فظهر تخبطه واضحا وعجزه بيِّناً.
سادسا: والنتيجة العامة التي يمكن الانتهاء إليها هي: ان غياب الدين الحق يحدث في النفس والروح والعقل فراغا رهيبا يدفع بالانسان الى الانسلاخ عن دينه والبحث عن البديل بالاضافة الى العديد من النتائج التفصيلية الدقيقة.
وفي الحقيقة لم افكر آنذاك بأني منفردة بهذا الامر او اني الوحيدة المتخصصة في هذا المجال.. فقد كان همي هو ان اقدم شيئا يخدم ديني الذي احبه وأمتي التي أنتمي إليها وهذا لا يكون الا اذا كان مجال العلم الذي اعمل به يمس الواقع المعاش ويعالج قضايا حية ويسهم في عملية تحقيق الحصانة الدينية والثقافية والمحافظة على الهوية الذاتية للمسلمين.
الواجب والمسؤولية
* ما هي الاسباب التي جعلتك تفكرين في اختيار هذا التخصص؟
لما لاحظته من تأثير المد الفكري للمذاهب الغربية في واقع المسلمين الفكري والثقافي والعلمي والادبي والذي كان له اسوأ الاثر في تحريف كثير من المفهومات الشرعية والتطبيقات العملية في واقع المسلمين اليومي والذى ألبس مع مرور الايام ثوبا اسلاميا.. فرأيت ان من واجبي الشرعي ومسؤوليتي امام الله ان اخوض في غمار هذا التخصص على الرغم من صعوبته لأخدم ديني بصورة عملية.
جتى اصبحت الآن ولله الحمد وبشهادة كثير من المفكرين المسلمين والغربيين على حد سواء والجامعات الغربية نفسها من اكثر الناس معرفة بالعقلية الغربية وطبيعة تفكيرها وكيفية التعامل معها. مما حدا ببعض الجامعات الامريكية الى توجيه دعوة لي للتدريس فيها لمرحلة الدراسات العليا في هذا المجال. وهذا في حد ذاته شهادة منهم بمدى تمكني من هذا التخصص واستيعابي لطروحاتهم الفكرية ونظرياتهم الفلسفية.
عقبات
* لقد سبق لكم وان تقلدتم عدداً من المناصب الاكاديمية لكن كون انك كنت اصغر عميدة كلية في العالم ما هي العقبات التي واجهتك من خلال تقلدك لهذا المنصب؟ كيف تقبلك المحيط الاكاديمي في الكلية؟ والمدة التي أمضيتها في هذا المنصب؟
لعل من اكبر العقبات التي واجهتني التعامل مع بعض رؤسائي الذين ينظرون الى الامور نظرة تختلف عنا نحن الذين نمارس العمل حقيقة مما جعلني اصطدم معهم في احيان كثيرة لرفضي تطبيق ما لا اقتنع به من التعميمات والانظمة مما جعلهم يطلقون عليَّ )العميدة المتمردة( اما محيطي التعليمي فقد استقبلني بترحاب لانهم يعرفونني حق المعرفة وقد امضيت في العمادة 7 سنوات.
الشخصية المسلمة
* هل شعرتِ بعظم هذه المسؤولية وكيف استطعتِ تجاوز او تخطي هذه المرحلة؟
الشعور بعظم هذه المسؤولية جزء من تكوين الشخصية المسلمة لان المسلم مسؤول امام الله اولا واخيرا وبقدر حجم العمل الذي يعمله واهميته يكون حجم مسؤوليته.
اما انا فقد كانت مسؤوليتي ذات اوجه متعددة: مسؤولية امام الله، مسؤولية امانة العمل، مسؤولية رؤسائي الذين وثقوا بي، مسؤولية امام زميلاتي وأساتذتي، مسؤولية امام الطالبات، مسؤولية أمام المجتمع. وفوق ذلك كله مسؤوليتي امام نفسي وقد تكون هي الأصعب والأقسى.
لقد كان الشعور بهذه المسؤوليات كلها هاجسا لا يفارقني لحظة واحدة وهو في الوقت ذاته دافع لكي ابذل ما استطيع للقيام بها ولأكون اهلا لها.
* وهل نجحتِ كامرأة قيادية في تحمل اعباء هذه المسؤولية؟ وما هي المحصلة التي استطعتِ الخروج منها من خلال هذه التجربة؟
لله الحمد والمنة فقد تمكنت بفضل من الله من تحمل اعباء هذه المسؤولية على الرغم من صغر سني وقلة خبرتي ولكن صدقي مع الله ومع نفسي والتفاف الجميع حولي جعلني انجح في تولي هذا العمل بل والارتقاء به حتى اصبحت كلية آداب الدمام في فترة عمادتي لها من افضل الكليات وحصلت على ثقة الجهات العلمية داخل المملكة وخارجها.
وقد استفدت من هذه التجربة كثيرا مما لا يتسع له المكان هنا.
الخبرة وأهميتها
* في تقديرك.. الى أي مدى من الممكن ان يؤثر عامل السن على ادارة دفة العمل في واحدة من المؤسسات التربوية التي تحتاج الى شيء من الخبرة الطويلة؟ وهل شعرتِ آنذاك بأنك في حاجة الى شيء من هذه الخبرة؟
الواقع ان الخبرة ضرورية ولكن هناك امر اهم من عامل السن وهو المؤهلات القيادية في شخصية المسؤول وقدرته على تحمل المسؤولية والقيام بها وقد وهبني المولى الكريم الكثير من المؤهلات القيادية مما لم اشعر معه بصغر سني. فقد تمكنت من ضبط الامور وقيادة الكلية بشكل اقرب ما يكون الى المثالية.
اما الخبرة فمن السهل اكتسابها وبخاصة اذا ما استفدت من خبرات الآخرين واستشارات المختصين وانا بطبعي اميل الى الاستشارة والشورى والاستفادة من خبرات الغير ولا اجد في نفسي حرجا من السؤال عما لا اعرف او لا استطيع البت فيه.
* بعد التفرغ لدراستك العليا ثم العودة الى سلك التعليم وتحولك من عميدة الى استاذة للعقيدة الاسلامية.. والمذاهب المعاصرة بقسم الدراسات الاسلامية بنفس الكلية..؟ ما هي الفروقات التي تلمستِها؟
أولا انا لم اتفرغ لدراستي العليا قط، فقد حصلت على الماجستير وانا عميدة ولم اترك العمادة الا قبل مناقشة رسالة الدكتوراة بأقل من شهرين وهذا يعني أنني كنت امارس العمل والدراسة في وقت واحد. الحقيقة اني كنت اعطي عملي وقتي كله اما الدراسة فقد كان نصيبها يوما الخميس والجمعة فقط، ومع هذا فقد تمكنت بفضل الله من أن أنجز رسالتي الماجستير والدكتوراة في زمن قياسي نسبة الى بقية زميلاتي المتفرغات واللائي سبقنني في الدراسة فقد كنت اول حاصلة على الدكتوراة من كليتي.
حقيقة لا ادري ما الفروقات التي تقصدينها ولكني اؤمن بأن الانسان الذي يحمل همَّ هذا الدين وهذه الامة ويعرف هدفه جيدا يعمل في اي مكان ويتحمل مسؤوليته امام الله وامام نفسه والآخرين والعطاء لا حدود له ولا مكان له ولعل من اهم الفروقات..
في ممارسة التعليم يستطيع المرء ان يؤثر مباشرة على شريحة كبيرة من الطالبات يبني خلالها عقولا ويرسخ مبادئ وينشئ اجيالا.
اما العمل الاداري فقد تكون ميزته الوحيدة هو انك تستطيع ان تكون صاحب القرار في بعض الاحيان لتنفيذ ما تراه حقا. اما ما سوى ذلك فهو قاتل للابداع الفكري والعطاء العلمي.
الوظيفة الأقرب إلى النفس
* أيهما اقرب الى نفسك، مركزك القيادي السابق كعميدة لهذه الكلية.. أم كأستاذة تمارسين دورك التربوي؟
على الرغم من نجاحي الاداري وعملي القيادي الا انني بطبيعتي لا احب الاعمال الادارية لأنها تستهلك الانسان في دوامة امور رتيبة تعيق عمله الابداعي والفكري لذا فان عملي التعليمي التربوي هو الأقرب الى نفسي لاني من خلاله استطيع ان أبني عقولا وافكارا ونفوسا وشخصيات تستطيع ان تخدم هذه الامة بدلا من اضاعة الوقت في مجادلات ومكاتبات عقيمة لا جدوى منها مع بعض الجهات المعنية ويبقى عملي الدعوي هو الاقرب والأحب عندي.
* لو سألنا عن قسم الدراسات الاسلامية ومن خلال معايشتك لهذا القسم عبر مراحل متعددة كطالبة.. ثم معيدة.. وحاليا كأستاذة.. ما مدى اقبال الفتاة السعودية على الالتحاق بهذا التخصص؟
الاقبال على هذا القسم كبير وهو في تزايد مستمر ولكن اقولها صراحة ليست كل من التحقت بالقسم لرغبة لها فيه، وانما لاعتقاد البعض بأنه الاسهل أو لأنه المتاح أو لأن مستقبله العملي افضل ويبقى تعامل كثيرات من منطلق الرغبة في النجاح والحصول على الشهادة ثم الوظيفة دون الاهتمام بالعمل على التعمق في العلم والاجتهاد في التطبيق وهذا مأساة كبرى وتجارة في الدين. وكنت ومازلت اصر على ان لا يلتحق بهذا القسم الا من من اهل لدراسة العلوم الشرعية فالعلم الشرعي امانة ينبغي الا يحملها الا من هو اهل لها.
أهداف التعليم والتنمية
* طالماً أننا نتحدث عن الفتاة السعودية.. كيف ترين المستوى الذي وصلت اليه في المجال التعليمي؟
استطاعت ان تحصل على مستوى عال من التعليم وتنال اعلى الشهادات.. والامكانات المتاحة ممتازة ولكن المشكلة ان تفعيل هذه الامكانات وللاسف الشديد ما زال قاصرا مما اثر على مستوى التحصيل العلمي.
ذلك ان الاهتمام منصب على الكم والعدد لا النوع والكيف والمضمون وهذا اخلال كبير في تحقيق اهداف التعليم ومدى تناسبه مع الخطط التنموية فالفرق جد كبير بين التعليم بمعناه الحقيقي وما يمارس عندنا في المدارس والجامعات. ان ادركنا المعنى الحقيقي للعلم والتعليم استطعنا ان نفعل الممارسة لهما ونخرج اجيالا محصنة واعية مسؤولة تسهم في إعمار الكون وبناء كيان هذه الامة وان لم نفعل فقد اسهمنا في ايجاد اجيال تشكل عبئا على المجتمع والامة.
إعادة نظر
* ومن وجهة نظرك، هل مخرجات التعليم الحالية سواء بالنسبة لمراحل التعليم العام او الجامعي.. هل تعتبر كافية للتعامل مع عصر العولمة والانترنت؟
لا أعتقد أنها تكفي لسبب انها تمنح الشهادات ولكنها لا تمنح العلم الحقيقي الذي يبني الشخصية المتكاملة الواعية والعقلية المفكرة المبدعة ويمنح الانسان حصانة دينية وثقافية وعلمية ضد الاخترافات الشرسة في ظل عولمة متعددة الابعاد..
لذا فنحن بحاجة الى اعادة النظر في مناهجنا التعليمية وخططنا المستقبلية ووسائلنا التطبيقية لتربية اجيال قوية تستطيع تحمل مسؤولية مستقبل هذ الامة، وتحقيق خيريتها وشهودها الحضاري والتعامل مع معطيات الحضارة بالشكل الصحيح السليم.
* بدخول المملكة الى المئوية الثانية.. واستقبالنا لعام هجري جديد.. المرأة السعودية الى اي مدى ساهمت في نهضة هذه البلاد؟ وهي في حاجة الى ماذا حتى يمكنها ان تستمر في حمل لواء هذه المسؤولية؟
لم تكف المرأة السعودية عن الاسهام في عملية النهضة حتى قبل تعليمها وخروجها للعمل فقد كانت تمارس دورها التربوي بفاعلية. خرجت لهذا البلد خير رجالاته وافضل علمائه ثم استطاعت بفضل الله وخلال فترة زمنية قياسية من التعليم الحصول على اعلى الدرجات العلمية واقتحام شتى المجالات العملية وهي بهذا تمارس عملية الاسهام بصورة فعلية فعالة وإن ران عليها بعض الشوائب ومرجع هذا في تصوري هو القفزات التطويرية او ما يطلق عليه )الطفرة( وهي الانتقال السريع من حال الى حال والذي لا يخلو من إحداث خلل وفجوة واضحة في المجتمع واهتزاز في الموازين واعتقد أننا وصلنا الآن الى المرحلة التي ينبغي ان نقف عندها مليّاً لمراجعة احوالنا وتقييم اوضاعنا ورسم ملامح المرحلة القادمة وفق تخطيط دقيق واضح المعالم محدد الاهداف بعيد عن الارتجالية والانفعالية او التقليد والمحاكاة لغيرنا.. على ان يقوم ذلك كله وفق قاعدة شرعية صحيحة تحفظ لنا هويتنا الاسلامية، وعزتنا الايمانية.
* وكيف تنظرين الى وضعها اليوم والموقع الذي هي موجودة فيه بين نساء العالم؟
بل انظر الى وضعنا مع الله، موقعها من الله عز وجل ومن شريعته ومن نفسها فان تمكنت من ان تتبوأ مركز الصدارة في هذه المواقع وتحقيق نفسها فيها فقد حققت الصدارة على نساء العالمين.
اما ان احدد وضعها وموقعها بين نساء العالم فقط فهو خطأ اوقعنا التعامل معه في شر كبير وخطر عظيم.
آثار نسبية
* هناك من يؤكد على ان خروج المرأة للعمل قد اثر على مسؤولياتها الاخرى.. ما تعقيبك على هذا الموضوع؟
الأمر في نظري نسبي. فهنالك من النساء من كان لخروجها للعمل جوانبه الايجابية الفعالة ومنهن من كانت نتيجة ذلك بالنسبة لهن ولمسؤولياتهن الاخرى وعلى الاخص تربية الابناء سلبية للغاية حيث اسندن هذه المسؤولية الخطيرة للإعلام والخادمات فكانت النتيجة كارثة للجميع الابناء والامهات والمجتمع والأمة ويبقى الامر في نهايته متفاوتا تفاوت الاشخاص والظروف.
* وما هي المعايير التي قد تمكننا من المحافظة على المرأة.. والتي تمكنها من المواءمة بين مسؤولياتها التربوية.. تجاه الاجيال الحاضرة والقادمة.. بالشكل الذي لا يتنافى مع أسسنا العقدية وقيمنا الاسلامية؟
الموضوع ليس موضوع معايير توضع وتحدد لكنه تربية حقيقية بأبعادها الايمانية والاخلاقية والعلمية والعملية نحن بحاجة الى اجيال محصنة تحصينا شرعيا وعلميا وثقافيا يؤهلها لتحمل المسؤولية من خلال قدرتها على التوفيق بين متطلبات دينها ومستلزمات عصرها وييسر لها القدرة على التميز بين ما يصلح وما لا يصلح ومن ثم تكون قادرة على مواجهة تحديات العصر والتدفق الحضاري لثقافة العولمة لان الحصانة الداخلية تحفظ للانسان مقوماته الشخصية بأبعادها المتنوعة.. وهذا يستلزم إعداد خطط تربوية متكاملة يتعاون فيها البيت والتعليم والمجتمع والاعلام وما لم يتحقق هذا الامر فسنبقى ندور في فلك التبعية والتقليد والعجز عن اتخاذ القرار في واقعنا ومستقبلنا.
فاعلية الخطوة.. وأبعادها
* وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد تسعى الان لدارسة فكرة الاستفادة من خريجات كليات الشرعية وكليات البنات والجامعات في المملكة للعمل في مجال الدعوة وايجاد وظائف لهن داخل الوزارة.. ما مرئياتك حول هذه الخطوة؟
أعتقد أنها خطوة فعالة ممتازة ولكنها تحتاج الى تخطيط دقيق، ومنهاجية واضحة متكاملة ودراسة متعددة الجوانب والابعاد يتم فيها التدقيق في اختيار تلك العناصر وفق ضوابط دقيقة محددة حتى يمكن الاستفادة منهن وتفعيل دورهن في خدمة الدين والوطن والامة. اما الاكتفاء بأن يكن خريجات الأقسام الشرعية فهذا خطأ اذ ليس كل من حملت اجازة شرعية هي حاملة لعلم شرعي مدركة لمسؤولية الدعوة الى الله فالعلم شيء والشهادة شيء آخر.
* وما هي المقومات الاساسية في تقديرك التي ينبغي على المرأة ان تتصف بها حتى يمكنها المساهمة في مجال الدعوة؟
هي المقومات التي قررها علماؤنا وهي شاملة للرجال والنساء وذلك وفق المعايير التالية:
الإيمان الصادق، العلم الكامل، فقه النص، وفقه الواقع، الوعي العميق، العمل الدائم، التقوى، الإخلاص والصدق، والأخلاق الفاضلة، والقدوة الحسنة.
* وما هو الدور الذي من الممكن ان تلعبه المرأة الداعية خاصة بعد ان اصبحت المرأة نفسها تقف اليوم امام العديد من التحديات التي تدعوها للتحرر والانحلال والتخلي عن الكثير من القيم؟
دور المرأة لا يختلف اطلاقا عن دور الرجل، فكلاهما يشكل اساس هذا المجتمع ولكن المهم في هذه المسألة هو الوعي العميق لاحتياجات الواقع، والفهم لمتطلبات العصر وطروحاته، والتفقه التام بالقواعد الشرعية: العقدية والفقهية.
والحقيقة لي تحفظ على عبارة )تلعب دوراً( وافضل استخدام كلمة )تقوم او تؤدي( ليكون اكثر مناسبة مع سياق الموضوع. فاللعب لا يتناسب اطلاقا مع حمل هم الدعوة الى الله.
مع مجلة الشقائق
* لو سألنا الأميرة رئيسة تحرير مجلة الشقائق.. وليست استاذة الشريعة او العميدة السابقة لكلية الآداب.. عن اسباب توجهها الى مجال العمل الصحفي فماذا تقول؟
بدأت قصتي مع المجلة حينما حمل اليّ البريد استمارة استبيان حول مجلة نسائية اسلامية والمقترحات التي يمكن ان تسهم في اخراجها الى النور وفق التصور الامثل ثم فوجئت بعد ذلك باتصال من احد القائمين على المجلة يعرض عليّ رئاسة التحرير فرفضت لكوني لم اخض غمار الصحافة من قبل ولكثرة مشاغلي وارتباطاتي ومسؤولياتي، وبقيت الاتصالات والمحاولات مستمرة فترة من الزمن لاقناعي بالفكرة وقبول العرض.. الى ان قبلت ذلك ثم بدأ العمل والاعداد لصدور العدد الاول حتى تحقق ذلك.
وكانت اهم الاهداف التي انشأت المجلة لاجلها:
الاهتمام بالجوانب الفكرية والعقدية والإيمانية للمرأة المسلمة.
والتركيز على الارتقاء بالجانب الثقافي الذي اهمل من قبل المجلات النسائية الاخرى التي حصرت المرأة داخل دائرة الجمال والازياء والمطبخ مهملة الجوانب الفكرية والنفسية والعقلية للمرأة.
وحاجة المجتمع الى مجلات جادة ترتقي بالثقافة وتقف في وجه الاسفاف والتسطيح، وتمييع الشخصية الاسلامية وغيرها من الاهداف.
أما المعوقات فالحقيقة ان ما بعد الصدور كان اكبر بكثير مما قبله، ذلك ان الاستمرارية في الصدور مسألة ليست بالسهلة وخصوصا بالنسبة لمجلة اسلامية جادة مما ادى الى تعثر خطى المجلة فتوقفت عن الصدور لفترة ثم انتقلت ملكيتها من صاحبها الاول وهو سعودي الى مالكها الحالي وهو إماراتي الذي تعامل معها على اساس انها طريق من طرق الدعوة الى الله، ومن ثم فلم يدخر وسعاً في دعمها مادياً ومعنوياً ولقناعته بأهداف المجلة ومنهاجها فقد ابقي مكتبها الرئيس في الرياض على الرغم من كونه من دولة الامارات العربية المتحدة، ومع هذا فطريقنا ليس ممهدا، بل هو مكتنف بالكثير من الصعاب وهو امر طبيعي لمجلة دعوية ثقافية جادة ذات منهاج واضح ملتزم بالوسطية.
وقد تمكنت الشقائق من ايصال رسالتها الدعوية الثقافية الجادة، ومازلنا نسعى الى الافضل ونطمح بالمزيد.
* طالما اننا نتحدث عن الصحافة.. كيف ترين مشاركة المرأة السعودية في هذا المجال؟
هنالك إقبال واضح من المرأة على خوض غمار الصحافة، وان كان بمجمله يجنح الى التناول العام لبعض القضايا، ومسألة التقييم امر غير متاح الآن وذلك لعدم إلمامي الكامل بهذا العطاء فهو يحتاج لمتابعة وتحليل وتدقيق ودراسات واحصائيات، ويبقى الحكم على نجاحها في هذا الامر مرهونا بالوقت وهي مازالت في اول الطريق.
* كرئيسة تحريرللشقائق.. ماذا ينقص صحافة المرأة؟
ينقصها الشيء الكثير، فنحن في تصوري مازلنا في اول الطريق اضافة الى ان كثيرات ممن يعملن في مجال الصحافة ينقصهن وضوح الهدف او وجود الغاية، فالصحافة بمفهومها الحقيقي رسالة تربوية توجيهية لا تقل اهمية عن بقية وسائل التربية، ومن ثم فهي بحاجة الى تحديد الاهداف ووضوح الغاية، وسلامة المنهج ومصداقية التناول فليست المسألة عبثاً او ترفيهاً وهذا ينطبق على الصحافة بشكل عام.
مشاركات فعالة
* سبق لكم المشاركة في مؤتمرات وندوات علمية.. ما هي أبرز هذه المشاركات والمحصلة التي استطعتِ الخروج منها؟
شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية وغيرها وجميعها كانت تدور حول موضوعات غاية في الاهمية ذلك اني ادقق كثيراً في الاختيار فعلى الرغم من كثرة ما يصلني من الدعوات الا اني لا اوافق إلا على ما اعتقد ان مشاركتي فيه لها دورها الفعال في خدمة الاسلام والدعوة اليه والدفاع عن هوية هذه الامة ووجودها الحضاري.
ولذا، فقد كان لمشاركاتي بحمد الله وفضله الاثر الكبير في تلك المؤتمرات والندوات ولا ابالغ حين اقول بأن جميع مشاركاتي كانت دائما موضع الحوار والمناقشة من قبل المشاركين والحضور وكذلك هي الابرز في التغطية الاعلامية لما تتسم به من الجرأة في الطرح والموضوعية في العرض والمصداقية في التناول.
ولقد كان لهذه المشاركات مردودها الكبير على جوانب كثيرة متعددة منها: معرفة الرأي الآخر عن قرب، التعرف على عدد كبير من الشخصيات العلمية والدعوية والاستفادة من علمها ومعرفتها، التعرف على الطروحات المختلفة وبخاصة ما يتعلق منها بمستقبل هذه الامة، وما يخطط لها، وما يراد بها، والدخول في حوارات مباشرة مع اصحاب تلك الطروحات مما اعانني على معرفة حقيقة الواقع وما يدور فيه والاطلاع على كثير من الامور التي لا تعلن لعامة الناس، التعرف على احوال المسلمين والاقليات الاسلامية وغير ذلك كثير مما اكسبني خبرة وقدرة على معرفة حقيقة الامور وكيفية التعامل معها مما لم يكن ممكنا قبل ذلك.
* وماذا عن مرئياتكِ حول مؤتمر المرأة والمبادىء الهدامة التي يهدف لها؟ وفي تقديرك كيف ينبغي ان تكون مشاركاتنا العربية في مثل هذه المؤتمرات؟
ليت الامر كان وقفاً على تلك المؤتمرات ولكن الخطورة الحقيقية تكمن في البرامج المنظمة من قبل هيئة الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية التي تختفي وراء تلك المؤتمرات والتي تستخدم تلك المؤتمرات وسيلة من وسائلها التي تبرز بها ما تريد نشره من افكار وطروحات تعمل على الترويج لها واقناع الناس بها تحت تغطية اعلامية كبيرة تهيئ الاذهان لقبولها والرضا بها تمهيدا لتطبيقها والعمل بها.. وهي في مجموعها تسعى لتمييع الشخصية الاسلامية المستقلة وتدمير المجتمعات الاسلامية وإبعاد الدين والأحكام الشرعية عن واقع الحياة العملي للأفراد والمجتمعات الإسلامية، والمتابع لتلك المؤتمرات يجد تركيزها الكبير على المرأة والطفل والمجتمع في الدول الاسلامية اولا والدول النامية ثانيا.. سواء في الطروحات او المشكلات او الحلول.. وهي في ذلك كله بعيدة عن الواقع الحقيقي لتلك المجتمعات ومن ثم فانني ارى ان مشاركتنا في تلك المؤتمرات ضرورة حتمية بل وواجب شرعي للوقوف في وجه تيارات الافساد ومحاربة الدين وذلك من خلال البحوث واوراق العمل والمداخلات والاصرار على المشاركة في صياغة القرارات اما الابتعاد والتجاهل فهو موقف سلبي وانهزامي لانها قائمة بنا او بدوننا بل ربما يكون غيابنا عنها فرصة ثمينة للقائمين عليها لتمرير مقرراتهم وتنفيذ خططهم وفق دعم سياسي ومادي وإعلامي عالمي كبير.
* كعضوة في رابطة الادب الاسلامي العالمية.. هل من الممكن تعريفنا بهذه الرابطة؟
أنشأت الرابطة في 2/3/1405ه الموافق 24/11/1984م.. وفي شهر ربيع الآخر من عام 1406ه الموافق شهر يناير 1986م وضع نظامها الاساسي وتم انتخاب مجلس الاعضاء وانتخب سماحة الشيخ ابي الحسن الندوي )رحمه الله( رئيساً للرابطة مدى الحياة.
ومن أهداف الرابطة:
تأصيل الادب الاسلامي وابراز سماته في القديم والحديث وارساء قواعد النقد الادبي الاسلامي، وصياغة نظرية متكاملة للادب الاسلامي، ووضع مناهج اسلامية للفنون الادبية الحديثة، وإعادة كتابة تاريخ الادب الاسلامي في آداب الشعوب الاسلامية اضافة الى اهداف نبيلة اخرى.
ذكرياتي والمربي الأول
* في حوار سابق لسموك أشرتِ الى ان سمو والدك الامير عبد المحسن بن جلوي يرحمه الله كان يتطلع الى مشاهدتك وأنتِ تحملين أعلى الشهادات العلمية ماذا عن ذكرياتك معه والمواقف التي مازالت مترسخة في مخيلتك؟
ذكرياتي معه كثيرة بعدد دقائق سنوات عمري التي عشتها في كنفه.. مواقفه معي ومع غيري كثيرة ورائعة ومن الصعب تفضيل احدها على الآخر.. ولكنها تدور حول زهده وعلمه وحكمته وتواضعه وبعد نظره ونزاهته وترفعه عن سفاسف الامور وصدقه مع ربه ومع الناس.
كل صفة من هذه الصفات تركت فيَّ اثرا عميقا وعلمتني كيف اتعامل مع ربي ونفسي والآخرين ويقولون عني بأني الاقرب شبهاً به خلقا وتعاملا..
لقد كان قدوة حية اكتسبت منها الكثير الكثير، وكان رحمه الله مرجعاً لي في كل شيء.. وقد كنا صديقين قريبين الى بعضنا جدا، والحقيقة فإن كان الوالد رحمه الله قد فارق هذه الدنيا بجسده فهو باق معي في كل شيء، وقد استكملت الوالدة حفظها الله دوره، فلها ايضا في حياتي وما وصلت اليه الفضل الكبير.
* اختيار الرياض مع الالفية الجدجدة كعاصمة للثقافة.. بعد ان استشفينا عبق هذا الحدث وتظاهراته الثقافية ماذا يعني لك؟ وكيف تقيمين واقع التطور الثقافي والفكري الذي وصلت اليه المملكة؟ واهم الملامح التي يمكنكم تصورها لمشاركة المرأة؟ ومفهوم الثقافة الحقيقي؟
شيء رائع ان تكون الرياض عاصمة للثقافة وتعرف بالفكر والعلم بعدما بقيت لسنوات طوال لا تعرف الا بأنها عاصمة النفط والمال فقط مما ترك انعكاسات سيئة لدى كثير من الناس في مختلف دول العالم، وقد لمست ذلك بنفسي في معظم دول العالم التي زرتها.
أما فيما يتعلق بالتقييم فاعتقد باننا خطونا خطوات كبيرة وسريعة بسرعة قفزتنا الحضارية وانفتاحنا على العالم، ومثل هذه القفزات او )الطفرة( لها تأثيرها الكبير في إحداث فجوات ثقافية، واختلال في البنى الفكرية عند البعض واضطرابات في الموازين عند البعض الاخر وهو امر طبيعي متوقع ولكن المطلوب الآن هو التوقف لمراجعة الواقع الفكري والثقافي لدينا وتنقيته من الشوائب والعمل على تحديد ملامح واضحة واهداف محددة لمسيرة الثقافة، ذلك ان الارتجالية والسير العشوائي في ظل هذا التدفق الحضاري لثقافة العولمة خطأ كبير سيؤدي حتماً الى فقدان الطريق وضياع الهوية والتحول بنا الى مسوخ ثقافية، تمارس التهجين وتعيش التبعية ومثل هذا النمط من الثقافة لا يمكنها ان تعيش فضلا عن ان تثبت وجودها في وسط صراع ثقافي حاد وشرس.
وهذه مسؤولية كل من الرجل والمرأة، فالثقافة الحقيقية ليست ثوباً يشترى ويغير بتغير نمط العيش، أو الطروحات الثقافية السائدة، لكنها تفعيل حقيقي للواقع الحياتي المعاش بأبعاده العلمية والعملية والفكرية والثقافية والاخلاقية وفق مستند ديني شرعي وثوابت عقدية راسخة وتراث اصيل يتمسك به، فليس صحيحا ان الثقافة منفصلة عن الدين، او لا علاقة لها به.
والمفهوم الحقيقي للثقافة هو الذي يستطيع الانسان من خلاله التوفيق بين الاصالة والمعاصرة، بمعنى استيعاب الواقع الفكري والثقافي للحضارة المعاصرة من خلال التمسك بالثوابت الشرعية: العقدية والعملية، وضوابط الفكر والاخلاق الاسلامية فيأخذ من الطروحات المعاصرة ما يتناسب مع الاسس والثوابت الشرعية دون ادنى اخلال بها، وفي الوقت ذاته العمل على تفعيل تلك الثوابت بنقلها للآخر، فلا يكون الانسان وعاء للتلقي فقط بل مبادر بنقل ثقافته وتراثه الحضاري الى الآخر والاجتهاد في تصفيته من الشوائب التي تكدر صفو منابعه بسبب تراكمات جاهلية او جاهله. فالانسان المثقف حقيقة هو الذي يستطيع أن يعيش عصره دون ان يتخلى عن هويته الحقيقية، او يقتلع من جذوره.
* ونحن نستقبل العام الهجري الجديد.. أين تتوقف احلامك.. وما هي تطلعاتك الخاصة.. والعامة؟
احلامي لا تقف عند حد.. فهي تمتد بامتداد تحملي لامانة مسؤوليه الدعوة الى الله، والدفاع عن هذا الدين.
وتبقى تطلعاتي الخاصة جزءاً لا يتجزأ من تطلعاتي العامة.. ذلك اني قد نذرت نفسي لخدمة هذا الدين بالوسائل المتاحة كلها وامكاناتي المادية والمعنوية ويبقى احساسي بالتقصير تجاه ربي وديني وامتي وارداً، ارجو ان اكون ممن باع نفسه لله فقبلت بيعته.
* ما هي مشروعاتك القادمة؟
كثيرة هي المشروعات بكبر الطموحات، وكثرة المهام والمسؤوليات، ولكن اسأل الله التوفيق والسداد والاخلاص وتيسير الامور لتحقيق الطموحات في خدمة ديننا والارتقاء بأمتنا والوقوف في وجه اعدائنا، ولعل اقربها الان هو قيامي على انشاء مركز إسلامي تخليدا لذكرى والدي وتحقيقا لرغبته في خدمة الاسلام والمسلمين وهو مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الاسلامية والذي اسأل المولى عز وجل ان يوفقني فيه الى جعله منارة هدي وعلم تشع نورها على العالم كله.
************
السيرة الذاتية
في سيرة ضيفتنا اليوم الاميرة سارة بنت عبد المحسن بن عبد الله بن جلوي آل سعود.
استاذ مساعد في العقيدة الإسلامية تخصص: المذاهب المعاصر.. العديد من المؤهلات العلمية والمهام العملية:
* المؤهلات العلمية:
بكالوريوس دراسات إسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
ماجستير دراسات إسلامية. تخصص: عقيدة إسلامية. بتقدير ممتاز. مع الطباعة.
دكتوراه في العقيدة الإسلامية. تخصص: مذاهب معاصر. مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجهات المعنية.
* السجل الوظيفي:
معيدة في قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب للبنات بالدمام.
وكيلة كلية الآداب للبنات بالدمام.
عميدة كلية الآداب للبنات بالدمام.
استاذ العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب للبنات بالدمام 1413ه وحتى الآن.
* الإنتاج العلمي:
1 نظرية الاتصال عند الصوفية في ضوء الإسلام 1411ه 1991م.
2 قضية العناية والمصادفة في الفكر الغربي المعاصر دراسة نقدية في ضوء الإسلام 1415ه 1995م.
3 الثقافة الإسلامية ومدى تأثيرها في الفكر المعاصر 1419ه 1998م.
4 المسلم المعاصر بين المعية والمسؤولية 1419ه 1998م.
5 السطحية وغياب الهدف )مجموعة محاضرات: فكرية، دينية، وثقافية( 1419ه 1998م.
6 نشأة الكون وخلق الإنسان بين العلم والقرآن 1419ه 1998م.
7 ثقافة الروح 1419ه 1998م.
8 المرأة والدراسات العليا 1420ه 1999م.
9 الصحوة الإسلامية ومعادلة النجاح 1420ه 1999م.
10 المرأة المسلمة والظلم الاجتماعي المعاصر 1421ه 2000م.
11 واقع الفتيات في ظل العولمة وتشكيل القيم 1421ه 2000م.
12 محاربة الإسلام من داخله 1421ه 2000م.
* نشاطات مختلفة:
الرئيس العام لمركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية بالشارقة.
رئيسة تحرير مجلة الشقائق.
زميلة بحث في كلية الشريعة والقانون جامعة الشارقة.
أستاذ زائر للدراسات العليا في بعض الجامعات في الولايات المتحدة الامريكية.
* عضوية اللجان والجمعيات:
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
عضو دائم في جامعة الصحوة الإسلامية بالرباط. المملكة المغربية.
عضو هيئة الأمناء بالمعهد الثقافي الإسلامي بسويسرا.
المشرف العام على لجنة التخطيط والمتابعة للملتقى العالمي للفتيات المسلمات الشارقة ورئيسة للجنة تقييم البحوث.
* عضو متعاون مع:
1 اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
2 اتحاد المنظمات الإسلامية في سويسرا.
3 الجمعية الثقافية للنساء المسلمات في سويسرا )عضو شرف(.
4 رابطة مسلمي سويسرا.
* المشاركات في الأنشطة العلمية والثقافية:
المشاركة في العديد من المؤتمرات الاسلامية دولياً وإقليمياً.
المشاركة في العديد من الملتقيات الثقافية والإسلامية في أوروبا ودول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية
إلقاء المحاضرات الإسلامية والثقافية والفكرية والدعوية داخل المملكة وفي العديد من الجامعات والأندية الثقافية في أوروبا وبعض دول الخليج.
التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة، في مجال التأليف العلمي.
التعاون مع رابطة العالم الإسلامي )هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية(.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved