أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th March,2001 العدد:10390الطبعةالاولـي السبت 15 ,ذو الحجة 1421

الاقتصادية

وزير الداخلية بين العصامية والعظامية
علي بن سليمان العطية*
عندما يريد الانسان الحديث عن رجل من مشاهير الساحة ممن له اليد الطولى في مجريات الأحداث على مسرح الواقع، فلا شك في ارتباك يده واهتزاز قلمه وتلعثم لسانه وتوارد الخواطر عليه من كل حدب وصوب. مع كل هذا وذاك فلابد من أن يعن في خاطره أيضا المثل السائر الذي قاله النابغة في حاجب النعمان: عصام بن شهير الجرمي )نفس عصام سودت عصاما، وعلمته الكر والاقداما( وهو مثل يقال فيمن اعتمد بعد الله على مواهبه وقدراته في تصريف الأمور بكل حنكة ودهاء مستخرجا ما وراء الأكمة، لذا كانت العرب تقول أنت عظامي أم عصامي؟ فالعظامي من يفتخر بآبائه دون أن يصبح ذا همة عالية، والعصامي من يعتمد على نفسه بعد الله دون الالتجاء للآخرين.
ولكن لابد من الاشارة الى أن من جمع بين العصامية والعظامية فقد حاز المجد والظفر من جميع أطرافه، لذا قال المتنبي:


إذا لم تكن نفس النسيب كأصله
فماذا تغني كرام المناصب

وقال البحتري:


إن النجابة لا يكون تمامها
لنجيبة قوم ليس بابن نجيب

وعندما سأل الحجاج أحد الرجال عنده مختبرا له، أعصامي أنت أم عظامي؟ فقال عصامي عظامي، فأعجب الحجاج بحسن إجابته وتخلصه وجعله من خاصة نفسه.
هذا مما توافر لوزير الداخلية حفظه الله، بكل جدارة وشرف حيث جمع بين عراقة الأصل وعلو الهمة والجميع يشاهد سياسته في ضبط الأمن في جزيرة مترامية الأطراف ضبطا غير عادي وهذا الضبط لم يشغله لحظة واحدة عن الاهتمام بكثير من أمور وقضايا الدولة الحساسة، فمن ذهاب واياب وغدو ورواح وحل وترحال في سبيل الرقي بالمجتمع وأهله واحتضان مشاكله الداخلية والخارجية و افتراض الحلول لكل شاردة وواردة، إلا أن هذا العبء الضخم والبحر الخضم من المشاغل التي أثقل بها كاهل الأمير لم تصرفه عن الاهتمام بقطاع القوى العاملة، وكأن لا عمل له سواه ليس في هذا المضمار فحسب بل في كل ما يوكل اليه اهتمام شامل لا مثيل له في عصر عجز فيه عظماء الرجال عن حمل ما حملوا من المشاق.
أعود من جديد الى احتضان وزير الداخلية لقطاع القوى العاملة احتضان الأب الرؤوم، كيف لا وهو يقف على رأس الهرم فهو رئيس مجلس القوى العاملة. لقد خصص الوزير حفظه الله جزءاً ليس باليسير من وقته الثمين للاجتماع بمسؤولي المؤسسة حاثا وواعداً ومشجعاً لهم على مضاعفة الجهد لتدريب الكوادر الوطنية البارعة لسد حاجة سوق العمل وهذا الحث والتشجيع ينبىء حقا عن دهاء الأمير وحنكته وسياسته حيث يعالج هذا الاهتمام أمرين مهمين:
الأول: ايجاد فرص عمل لشباب هذا الوطن الرؤوم، مما يدل على حرصه عليهم وكأنهم فلذة كبده بل أشد.
ثانيا: سد حاجة سوق العمل كما أشرت قبل قليل.
ولا أدل على ذلك من الاجتماع المنعقد يوم الأربعاء الموافق 20/11/1421ه حيث تشرفنا بالجلوس مع سمو الأمير مجلسا يدَّون ما قيل فيه بماء الذهب، وصدق من قال:


بالله لفظك هذا سال من عسل
أم قد صببت على أفواهنا العسل

فلا أدري أكان اعجابي بحسن منطق الأمير ورزانة لفظه، أم باحاطته الشاملة لجميع ما يدور في الساحة، حيث لاحظت احاطة شاملة لا مثيل لها، ومن ذلك ما أنا بصدده. فلقد كان لسمو الأمير القدح المعلى في دعم المؤسسة العامة دعما غير عادي فهو وراء دعم ميزانية المؤسسة للعام المالي 1421/1422ه وذلك باعتماد عدد من الكليات والمراكز والمعاهد لاستيعاب المتقدمين للالتحاق ببرامج المؤسسة.
وعلى كل حال فالشيء من معدنه لا يستغرب وما قدمه بهذا الخصوص فهو غيض من فيض، ونهر من بحر وما جهود كثير من العاملين إزاء جهوده حفظه الله الا كساقية لاطمة بحراً.
ولا يفوتني هنا أن أنوه بالسواعد الفتية التي تولت كثيراً من المهام في هذا الحقل فقامت به حق قيام كمعالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة وكذا معالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الأستاذ محمد بن سليمان الضلعان حيث لم يألوا جهدا بتطوير المؤسسة وقطاعاتها في شتى الميادين وبمختلف سبل التطوير من انشاء أو ايجاد أو تأسيس أو ابتعاث واعداد دراسات وما شابهها، ومعالي المحافظ يتابع بكل حماس وجد ونشاط تنفيذ توجيهات ولاة الأمر يحفظهم الله للنهوض بالتعليم الفني والتدريب المهني.. وقد حرصت المؤسسة على اشراك القطاع الخاص في مجالسها المختلفة لكي تتواكب مخرجاتها مع حاجة سوق العمل، لا حرم الله الجميع الأجر والثواب.
* مدير عام الادارة العامة للشؤون الادارية والمالية
بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved