|
| الاقتصادية
نعلم جميعاً كمسلمين ان الحج والعمرة من الامور التي حثنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم على تكرارها، الا اننا نعيش وفي وقت يتوجب علينا ان ننظر إلى مصالح الامة، من اجل ذلك نجد ان وزارة الداخلية وانطلاقا من حرصها على مصالح وراحة المسلمين لم تتردد من التحذير باستبعاد كل من يثبت حجه خلال الخمس السنوات الماضية، بل ان وزارة الداخلية ذهبت إلى ماهو أبعد من ذلك من خلال التأكيد على ان مراكز الجوازات على الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة لن تتردد في اعادة كل من لا يحمل تصريحاً للحج. واذا كان يتوقع ان يؤدي التنظيم المتعلق بإلزام حجاج الداخل بالحج من خلال حملات ومؤسسات الحج، إلى الاسهام في منع الحجاج الذين أدوا مناسك الحج خلال الخمس السنوات الماضية، الا انني اعتقد ان تعاوننا وتجاوبنا جميعاً لهذا التوجه انما يمثل الاساس في نجاح هذا التنظيم.
ان هذا التوجه المحمود لوزارة الداخلية انما يأتي انطلاقا من الفتوى التي اصدرتها هيئة كبار العلماء في هذا الخصوص والتي جاءت مبنية على أهمية التعاون بين المسلمين ومحبتهم لبعضهم البعض من خلال اتاحة الفرصة لمن لم تتح له الفرصة بالحج من قبل. ان استجابتنا لأمر الدولة هنا سوف يؤدي إلى التوسيع على اخواننا المسلمين الذين يأتون للحج من مختلف بقاع الأرض ولأول مرة فلنهب جميعاً إلى طاعة ولي الأمر من خلال تمسكنا بهذا التوجيه ولندرك بأن المبالغة في كثرة الحج في الوقت الرهن انما له تأثيره السلبي على مستوى الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله مما قد يترتب على ذلك اضرار بهم، ناهيك عن الازدحام المبالغ فيه بين الحجيج مما قد يؤثر سلباً على خشوع الحجاج خلال تلك الايام المباركة.
كما أن علينا أن ندرك بأن اعداد المسلمين في انحاء المعمورة يتجاوز اليوم الألف وأربعمائة مليون نسمة. وكل منهم له حق في أداء هذه الفريضة وفقاً للاستطاعة والامكانات المتاحة، وبعملية حسابية بسيطة، فلو افترضنا ان متوسط عمر الانسان يبلغ )60 عاما(، فان عدد الحجاج الذين يمكن ان يحجوا كل عام قد يصل إلى )23 مليون حاج تقريباً( )1400 مليون على 60 عاما = 3.23 مليون حاج في السنة الواحدة تقريباً(.
وقد يقول قائل بانني شخص واحد ولن يكون لي تأثير ولكن يجب ان نعلم بأن المليون يبدأ بواحد.
فانطلاقا من كل ذلك تأتي أهمية إطاعة ولي الأمر من خلال عدم أداء مناسك الحج لمن حج خلال السنوات الخمس الماضية، ومما لاشك فيه ان الشخص منا مأجور اذا لم يقم بتكرار حجه اذا كان في نيته التوسيع على اخوانه المسلمين الذين لم تتح لهم الفرصة بالحج.
|
|
|
|
|
