أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th March,2001 العدد:10390الطبعةالاولـي السبت 15 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

الغربال
د.عبد الله بن محمد أبو داهش
قال عمرو بن كلثوم التغلبي:


إن الكريم ليُخفى عنك عسرته
حتى تراه غنيا ًوهو مجهود
وللبخيل على أمواله علل
زرق العيون عليها أوجه سود
إذا تكرمت عن بذل القليل ولم
تقدر على سعة لم يظهر الجود
بثّ النوال، ولا تمنعك قلته
فكل ما سد فقراً فهو محمود)1(

قلت: هذه معان تدخل في باب الجود وتندرج في رحاب مكارم الاخلاق، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»)2( الا تلاحظ هذا الاستهلال الجميل في البيت الاول:


إن الكريم ليخفى عنك عسرته
حتى تراه غنيا وهو مجهود

صورة نعرفها في مجتمعنا ولكنها قد تغيب عنا فلا نحققها ولا نشيد بها، وربما غمطناها أحياناً حقها هذا الانسان المجبول على الكرم والطبيعة السمحة يتصف حينا بالتجمل وعدم المباهة فهو يصبر لنيل المنى وتحقيق الذات و الانتصار عليها، هو صاحب فاقة لاشك، ويشكو الفقر ولكنه يعتد بنفسه، فلا يعرضها للهوان بل يلاطفها، ويتجمل لشرفها فلا يبدي حاجته وسؤاله، طبعه السمو ونيل المكارم كما قال الشاعر:


ولقد أتيت على الطوى وأظله
حتى أنال به كريم المأكل)3(

ومحصلة كل ذلك شرف الطبع وسموه حتى انك: «تراه غنيا وهو مجهود».
نعم مجهود من العوز والفاقة والصبر على مشقة الزمان، وهكذا ينسحب المعنى على بقية الابيات وبخاصة في البيت الثالث ليكتمل المعنى وتتحقق الصورة.
الهوامش:
)1( علي بن الحسن البصري، الحماسة البصرية م/63.
)2( ابن الأثير الجزري، «جامع الأصول» 4/4.
)3( البيت لعنترة بن شداد العبسي.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved