أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th March,2001 العدد:10390الطبعةالاولـي السبت 15 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

مركاز
أيتها الكراسي؟
حسين علي حسين
كتابة متأخرة، ربما كذلك، لكنني وجدت أنه لابد منها خاصة وأنها تتضمن شكراً خاصاً للأستاذ فيصل المعمر، المشرف على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فهذا الرجل يقف وراء الأنشطة المتتابعة، التي تتبناها هذه المكتبة، وعلى رأس هذه الأنشطة المحاضرات والندوات، التي تحرص عليها المكتبة، رغم أن الحضور أحياناً لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، وهذه آفة منتشرة للأسف في كافة المنتديات الثقافية العربية، وإذ أقول ان أهل الشأن أنفسهم أقل الناس حضوراً أو حرصاً، فكيف بعامة الناس، الذين يبحثون عن المعلومة عبر هذه المنتديات!
ولم تقف المكتبة عند هذا الحضور المنبري المتألق بما يطرحه من قضايا وآراء، أغلبها تصب في ما يعتري حاضر الأمة ومستقبلها، من مشكلات ثقافية وحضارية وعلمية، فقد دعمت دورها عبر نشر عشرات الكتب الجادة والمفيدة، التي تهرب منها العديد من دور النشر، لتكلفتها العالية ولقلة مردودها المادي.
ما هي مناسبة ما أوردناه آنفاً؟
أولها الشكوى المريرة والدائمة، من عدم الإقبال على العديد من الندوات، التي أدرجت ضمن البرامج الثقافية لمهرجان الجنادرية، وعزوف المثقفين وأهل الشأن العلمي والحضاري والمعرفي، عن حضور هذه الندوات، وقد قال ذلك فيصل المعمر في واحدة من الجلسات، التي يتم خلالها، تداول العديد من الهموم الثقافية، في صالة الفندق الذي ينزل فيه ضيوف مهرجان الجنادرية، ولا أدري لماذا أحسست أن هذا الرجل، يرسل سهامه إلى الريح والهواء، حيث لا يوجد سوى الصدى والصمت المطبق، فالمشكلة ليست مشكلة مكتبة الملك عبدالعزيز أو مهرجان الجنادرية، لكن المشكلة أولاً وأخيراً عامة، وهي عربية تحديداً وليست سعودية فقط، فقد حضرت ندوات في العديد من الدول العربية، وكان حالها وواقعها مثل حالنا، ما هو حجم الحضور في الندوات التي تعقد في معرض القاهرة الدولي للكتاب ومهرجان أصيلة أو الشارقة؟ كلهم على نفس الخط، جمهور قليل وتجاوب أقل،وليست بعيدة واقعة ذلك الشاعر، الذي حضر من مدينته، بعد أن عطل كافة التزاماته، ليلقي بعض قصائده في أمسية شعرية، حين دخل قاعة المحاضرات، وجدها قاعاً صفصفاً إلا من بضعة أشخاص، تم جمعهم من النادي، على عجل، وقد أرتج على الشاعر حينذاك، فبدلاً من أن يبدأ أمسيته بعبارة )أيها الحضور الكرام( بدأ أمسيته قائلاً )أيتها الكراسي الكريمة!!(.. ولم يقل الشاعر إلا الحقيقة، فالكراسي هي الحضور الدائم، والكاملة العدد في كافة الأمسيات.. كل ذلك يجعل احترامنا وتقديرنا يزيد، لكل رجل يتصدى لخدمة الشأن الثقافي، دون كلل أو ملل، فسيأتي ذلك اليوم الذي ندخل فيه إلى الأمسيات الثقافية، بتذكرة مدفوعة القيمة، مثلما ندخل إلى المسرح والسينما ودور الأبرا.. قولوا انه حلم، ولكن حتى الأحلام تتحقق أحياناً!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved