| مقـالات
كانوا يقولون.. وما زالوا.. إن للنوم سلطانا. ويقصدون أن النوم متى ما داهم الإنسان.. فإنه لا يستطيع مقاومته. لكن ما الذي يجعل الإنسان ينام هل تركيب فسيولوجي.. يتمم أسلوب الحياة للجسم الإنساني.. أم أن الأسباب مثل التعب. والخمول.. يجلبان هذا النوم.. المعروف أن الله سبحانه وتعالى.. جعل الليل لباسا وجعل النهار معاشا. فرتب حياة هذا الإنسان مع خلقه. وهيأ له الطبائع التي تتناسب وتركيبه. ولذلك قال سبحانه: )ومن آياته أن جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا( والسكون يجلب النوم. والذين يغالبون النوم.. ويرفضونه خاصة من السائقين يتعرضون للكوارث والحوادث التي تؤدي الى الموت. وهناك أناس قليلو النوم. كما ان هناك أناساً لو سقطت عمارة بأكملها حولهم لما استيقظوا .. وكل ذلك يتمشى مع التكوين لهذا الجسم.. ويحلل العلماء مظهر الإنسان بعد الاستيقاظ من نوم هادئ ومريح بأن الوجه ظل فترة طيبة خاليا من التفاعل مع المشاهد التي يقابلها. والإنسان نفسه يظل فترة نومه سالماً من الشد العصبي. ومشاهدة ما يؤذي من المشاهد.. ومقابلة الثقلاء.. ففي هذه الفترة يكون الإنسان مرتاح البال سالماً من المثيرات والمكدرات. ولذلك يكون وجهه مشرقا بعد الاستيقاظ. . ويكون مزاجه معتدلا..
والذين يعيشون حياة السهر أكثرهم يصبح قلقا. وذا مزاج حاد.. وحتى وجهه يكون أميل للعبوس منه للاستبشار والسرور..
وهذا الجسم كما يقولون معمل كيماوي فهو أثناء النوم يرتب حركة حياته.. لكن ماذا يفعل كثيرو الأحلام. خاصة الذين تهاجمهم الكوابيس. لا شك أنهم يستيقظون وهم في قلق وهم وغم وغالب هؤلاء لا يحصِّنون أنفسهم قبل النوم بالأوراد المطلوبة. هذا فيما يتعلّق بالمسلمين.. ومن الناس من يستغرق في النوم لدرجة الخمول الدائم.
ومثل هؤلاء لا شك أنهم قد رموا بمشاكل حياتهم اليومية خلفهم.. فهم لا يفكرون فيما وقع. ولا ما سبق ويتركون الأمور تجري في مجاريها بل إن بعضهم لو وقعت لهم مشكلة كبيرة فإنه يجابهها بالابتسامة الصفراء. فهو تكوين خلقي. إن الإنسان أثناء النوم يفقد الكثير مما يزاوله وهو صاح. يفقد مثلا الحديث والمصادمات والنقاشات الحادة ومقابلة الناس. ويفقد الحركة والمشي والاهتمام بمتطلبات الأولاد والبيت والزوجة. .
ويفقد التفكير في مستقبل حياته. كل هذه الأشياء توفر للإنسان حياة هادئة ومستقرة تنعكس على المظهر الخارجي للإنسان. ولذلك نقول لمثل هذا عندما نشاهده بعد النوم وجهك مشرق وجميل. إن العلماء يتابعون البحوث في كل ثانية ودقيقة من أجل هذا الإنسان وحياة هذا الإنسان ويجرون التجارب على الكثير من الحيوانات..
من أجل هذا الإنسان وسعادته. مع أن هذا الإنسان قد ينكب الكون في لحظة من اللحظات. كما حدث في الحروب الماضية. فالإنسان يهتم بحياته.
لكنه يسعى من غير أن يشعر الى تكدير حياة بني جنسه بكثرة البحث والتفكير والاختراعات. ولذلك فإن النوم أحسن وسيلة لكف شر هذا الإنسان.
|
|
|
|
|