| عزيزتـي الجزيرة
عزيرتي الجزيرة: بعد التحية
لعلها المرة الأولى منذ عشقت الكتابة والحوار ان أقرأ هذا الرأي الذي جادت به قريحة الأخ الأستاذ عبدالرحمن بن منصور القاضي عنيزة حيث بدأ مقاله المعنون : )اتركن الكتابة( بتاريخ 10 فبراير )عفوا بتاريخ 16 ذي القعدة 1421ه( قائلا: ) حتى اليوم لم أجد امرأة واحدة قد كتبت كتابة أعجبتني أو حتي لفتت انتباهي( ثم يستطرد حتى آخر فقرة في مقاله المذكور حيث يقول : )حتى يومنا هذا لم تستطع واحدة منهن الوصول إلى زاوية يتسابق على قراءتها الناس..
للأسف... كتابات مملة. أفكار باردة.. طرح عفوي وبسيط كلمات مصفوفة بطريقة غير متناسقة(.
والأدهى من ذلك ان المرة الوحيدة التي قرأ فيها مقالا نسائيا أعجبه قال له أحدهم انه متيقن ان كاتب هذا المقال رجل استعار اسما نسائيا.
ليس من حق أحد غيرهن الرد على أخينا عبدالرحمن لأنهن الأولى، ولكن كلمة الحق يجب ان تقال: هل بالإمكان الجزم ان جميع الكتاب )الرجال( حتى المحترفين كتاباتهم على مستوى واحد من الجودة والتميز؟؟
لا أعتقد يا أخي الكريم
أما التعميم بانعدام الجودة كلية في كتاباتهن فاسمح لي أن أخالفك الرأي فهناك الكثيرات ممن أقرأ لهن وأحاورهن، ليس هذا فحسب، بل أستفيد وفعلا استفدت من حوارهن وحرصهن.
والدليل على صحة ما أقول.. بتاريخ 8/12/1415ه كتبت الأخت ليلى المقبل من بريدة مقالا تضمن كلمة فوارس جمعا لكلمة )فارس( وبتاريخ 20/5/1995م عقبت عليها متسائلا عن صحة هذا الجمع، وبتاريخ 15/1/1416ه فوجئت بتعقيب تحت عنوان ضخم لافت جدا يقول : نعم.. أخطأت، وفلان على حق، أفادت أنها لم تدخر جهدا أو وقتا في الرجوع الى أمهات الكتب، وما حوته بطونها، ثم أعلنتها مدوية لم تأخذها العزة أو يمنعها كبرياء.
في ذات الوقت كانت هناك أخوات فاضلات من الهواة أمثالنا أذكر منهن: هيا هادي السهلي، فوزية الناصر النعيم، ليلى بنت محمد المقبل.
ثم يا أخي.. هل يعقل، وقد وصلت المرأة السعودية الى ان اصبحت وكيلة وزارة وأستاذة جامعية ودبلوماسية ومديرةعامة، وباحثة ، ومبدعة ومساعدة للأمين العام للأمم المتحدة )د. ثريا عبيد( هل بعد هذا كله تكون أفكارهن كلهن باردة وطرحهن عفوي وبسيط!!
يا أخي
إن هناك كاتبات )صحفيات( مبدعات فعلا، لسن مبدعات أو حتى أنصاف أو أرباع مبدعات في رأيك الشخصي، وهذا حقك، وبالتأكيد هناك آخرون يشاطرونك الرأى والفكرة، لكن ليس معنى هذا ان حكمك عام ونهائي فالناس فيما يعشقون مذاهب، ولا أريد أن أذكرك بقول القائل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم |
هل جرِّبت ان تقرأ لسلطانة السديري، أو لرقية الشبيب، أو لإحدى فوزيات الجزيرة الثلاث؟ هل قرأت للدكتورة خيرية السقاف أو الدكتورة رقية بنت محمد أو الدكتورة هند الخثيلة أو الدكتورة سعاد المانع أو الدكتورة نجلاء السويل أو الدكتورة غربية الغربي، أو الدكتورة أفراح الحميضي؟
يا أخي الكريم
جرب أن تقرأ لبعضهن دون الالتفات الى اسم الكاتبة لأن من الواضح ان مجرد معرفتك بأنك ستقرأ لكاتبة يثير حساسيتك وينغص عليك ذائقتك فأصبحت تماما تكره المادة لأن الذي يدرسها هو )فلان( ولو تغير هذا ال )فلان( أحببتها بل قد )تعشقها( ومرة أخرى..
صدقني إن عدم تجاوبك مع كتاباتهن، أو أن كتابات بعضهن تحرك شيئا في نفسك ليس دليلا على فقر ملكةالكتابة عندهن.
أما هذا الذي أوحى لك بأن المقال )النسائي( الذي أعجبك هو لكاتب )رجل( استعار اسما نسائيا هل وقفت أنت على حقيقة هذا الأمر؟ وهل لرجل ان يفعل هذا؟
وبالله عليك ألا تدل هذه الاستعارة على ان هناك من الجنس )اللطيف( من هن أكفأ من كثير من الرجال في أفكارهن وطرحهن؟؟
حمدين الشحات محمد
|
|
|
|
|