| عزيزتـي الجزيرة
يقام مهرجان الأيتام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز. والمعروف أن حضور سموه وتشريفه لمناسبات كهذه تجسيد لأهمية الموضوع ودعوة إلى تفاعل مجتمعي مع قضايانا أسرية كانت أو فردية، فهذه الشريحة من أبناء الوطن التي تحتضنها دور الرعاية والتربية هم بحاجة إلى نظرة حانية من كل طبقات المجتمع ليكونوا لهم بمثابة اليد الدافئة والقلب الرحيم بعد أن فقدوا أقرب الناس إليهم، أمّاً أو أباً أو كليهما وآلت حالتهم إلى الأقسام الداخلية التي ترعاها الدولة أعزها الله.
فقد تأسست أول دار للأيتام عام 1375ه ومازالت تؤدي دورها كاملاً بدءاً من حضانة اليتيم وحتى تخرجه من مراحل التعليم كما حظيت خلال السنوات الماضية بالعديد من التطوير والمتابعة والإشراف المباشر من المسوؤلين بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. ولا شك أن الدولة وهي تضفي صفة الحنو والعطف على هذه الفئة من شرائح المجتمع وتهيىء كل الوسائل لاسعادهم تربية وتعليما وتوفر لهم المأكل والملبس والسكن تعرف ما ينتظر هؤلاء الصغار من مستقبل حين بلوغهم سن الرشد وانخراطهم في ميادين العمل يؤدون الواجب تجاه وطنهم وأمتهم كيف لا وقد قدم لهم كل ما يمكن تقديمه في سبيل إعدادهم لحياة كريمة. ولقد شهد التاريخ لأشخاص كانت بداية حياتهم بنفس الصفة فكان منهم الطبيب والعالم والتاجر خدموا أوطانهم بكل اعتزاز وفخر وهو ما يترجم ويبرهن في آن واحد أن ما يقدم في هذا السبيل هو استثمار لا يستهان بنتائجه على كل المستويات وهو ما يقتضي أيضاً أن يعطي للعملية إضافات ترقى بتلك النتائج إلى مستويات أفضل فهذه النوعية من أفراد المجتمع تحتاج إلى رعاية تأخذ جوانب متعددة وخاصة من هم في مرحلة الطفولة المبكرة الموجودين في دور الحضانة وكذا الأيتام الآخرين، ولقد أوضحت الجهات المعنية في تلك الدور أنواع المساعدات المطلوبة وقد أحسنت جريدة الجزيرة في نشر تلك اللقاءات والتحقيقات مع المختصين ومسؤولي الدور في عددها 10365 في 19/11/1421ه إلى جانب المقالات الأخرى مما أعطى فكرة كاملة وواضحة عن تلك المؤسسات الخيرية والدور الذي تضطلع به وما تحتاج إليه من مساعدات ودعم مادي ومعنوي وإنساني لتكمل المسيرة وتتحقق الأهداف المنشودة لرعاية تلك البراعم والوصول بهم إلى حيث الحياة المستقرة والهانئة بإذن الله وهو عمل قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : «أنا وكافل اليتيم هكذا » وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. هذا المهرجان دعوة للمقتدرين من رجال أعمال وأسر ولجميع الراغبين في كفالة اليتيم أو المشاطرة في جانب من الأعمال التي ترغب الدور مشاركة المواطنين في تبني بعضها أو كلها. وهنيئاً لمن وفقه الله وساهم بماله وجهده في احتضان واحد أو أكثر من هذه البراعم فلربما يكون في هذا العمل سعادته وفوزه بنعيم الآخرة.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب
الرياض
|
|
|
|
|