رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th March,2001 العدد:10389الطبعةالاولـي الجمعة 14 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

ما قل ودل
د. عبدالإله بن سعد بن سعيد
** بعضهم ليس وجهه بذلك الوجه الناظر الجذاب والذي يعكس السماحة ونقاء السريرة،ولا حديثه يمكن أن يغريك بالاستمرار معه في النقاش. مظهره الخارجي لا يشجع بتكوين علاقة دائمة.. ارتفاع صوته المستمر يدل على مرارة الطبع وسوء المزاج. ومع ذلك ندفع له المال مجبرين!! ونسلم له فلذات اكبادنا كل صباح!!. فهل عرفته؟؟ يا لها من معاناة.
** الطفل في المجتمع السعودي يعيش الى حد ما وضعاً مختلفاً عن بقية أطفال العالم. عندما يصل الى الثانية عشرة من عمره ينتقد بعنف لو مارس بعض لعب الصغار؛ باستثناء لعب الكرة بالطبع!!. وعليه أن يصحب والده في المناسبات ليجلس مع الرجال ويتعلم منهم حتى لو كان ذلك على حساب وقت لعبه. ولو وهب الله هذا الطفل طولا، وجسامة.. فسوف تتحجب النساء عنه عند قدومه!! كما أنه سوف يمنع من دخول الأماكن العامة مثل الحدائق، والمطاعم، والملاهي لهذا السبب. كل ذلك سوف يكبت في اللاشعور عند هذا الطفل لينفجر يوماً ما عندما تتقدم به السن.
** لا يستطيع القادم من خارج مدينة الرياض ان يفرق بين مباني مدارس البنين ومباني الكليات في المدينة. كلاهما يقف أمامه مئات السيارات.
هل عدد الأساتذة أكثر من عدد الطلاب في تلك المدارس؟!! أم ان «حصان ابليس ».. «وخط البلدة».. وهما الأكثر وسيلة نقل انتشاراً في طرقات المدينة .!!جعل أولياء أمور الطلاب يلجؤون إلى التحايل على النظام باخراج تصاريح قيادة لاطفالهم .وش حدك على المر؟!....
** بذلت وتبذل المملكة العربية السعودية جهودا خارقة لراحة الحجيج وسلامتهم وصرفت مليارات الريالات لانشاء الطرق والمساكن والمستشفيات في الأماكن المقدسة وعملت المستحيل لخدمة ضيوف الرحمن.
بيد ان سلامة الحجاج لن تكتمل مهما بذلت الدولة من جهد إلا بوجود الوعي الكامل والاحساس بالمسؤولية لدى الحجاج أنفسهم، والاتباع للتعليمات الاسلامية التي امرنا بها نبي هذه الأمة عليه افضل الصلاة والتسليم.
فالتعامل الاسلامي الصحيح يحتاج الى قيم ومبادئ ومثل يتشبع بها الانسان منذ طفولته وتنشأ معه من خلال التربية السليمة وتظل هي المسيطرة على سلوكه وتصرفه في المناسبات الدينية وغيرها ومنها الحج والعمرة. وفي رمضان الماضي شاهدت مجموعة من مواطني بعض الدول الاسلامية جاءوا لمدة يومين فقط واعتمروا عشرين مرة في هذين اليومين اعتقاداً منهم بوجوب ذلك.
والمشاهد لافواج الحجيج والمعتمرين في المطاف، في المسعى، عند رمي الجمرات، في كل مكان مقدس يتمنى لو ادخلت في المناهج الدراسية لدول العالم الاسلامي كافة مادة خاصة بالحج، والعمرة من حيث توعية المسلمين وتوجيههم التوجيه الاسلامي الصحيح اثناء الحج وتصحيح معتقداتهم. وعدم التدافع والحرص على السكينة، والتعقل، والهدوء، وعدم الانفعال والرفث. الى جانب توجيه اعلام دول العالم الاسلامي على الأقل قبل الحج بشهر لنشر الوعي وتوجيه الحاج توجيهاً سليماً. وما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود يحتاج بالمقابل الى جهود لتوعية الحاج قبل سفره من بلده للحج حتى تكتمل منظومة امن الحجيج. والله الموفق.
** تتميز الطرق والشوارع عندنا بوجود بعض اللوحات التي كتب عليها كلمات جميلة تذكر الفرد بعبادة ربه. وهو عمل يثلج الصدر ويطمئن القلب. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. جزى الله صاحب هذا العمل ألف خير.
حبذا لو زيدت المساحة قليلا وكتب عليها بعض الآيات الكريمة او الأحاديث الشريفة التي ترسخ قيم العمل المهني وتدعو الى عدم الاتكالية او الاعتماد على الغير كما ترسخ القيم الاسلامية التي تحث على مكارم الاخلاق والتعاون وتفريج كربة المحتاج واغاثة الملهوف. نحن في حاجة ماسة لهذا التوجيه بالذات في هذا العصر الذي طغت عليه الماديات.
**لو كنت ممن انعم الله عليهم بالاستيقاظ مبكرا كل يوم . وقدر لك ان تتجول صباح الخميس في شوارع مدينة الرياض. عليك ان تمعن النظر في سائقي السيارات ذلك الصباح، سوف لن تجد سعوديا واحدا يسير بسيارته في الشوارع الا ما ندر . السعودي يخلد في ذلك اليوم للراحة التامة ولذا ينام نوماً عميقاً حتى الظهر!! ولا نلومه فقد بذل جهداً بدنياً !! وعملاً قاسياً طوال الاسبوع!! تاركاً اعمال يوم الخميس للاخوة المقيمين، تلك الأعمال التي كانت في يوم ما سعودية مائة بالمائة.
ثم اتجه بعد تجولك في الشوارع الى الأسواق الكبيرة «السوبر ماركت» ايضا لن تجد سعوديا يتسوق الا ما ندر وستجد غالبية المتسوقين من المقيمين من مختلف الجنسيات وربما السبب هنا ان هؤلاء المقيمين كانوا مستمرين في سهرهم عند الفضائيات!! وعندما اشرقت الشمس ذهبوا للتسوق مواصلين سهرهم !! قد يكون هذا اقرب تفسير لهذه الظاهرة . وقد يكون لدى القارئ تفسير آخر.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved