أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th March,2001 العدد:10388الطبعةالاولـي الخميس 13 ,ذو الحجة 1421

العالم اليوم

أضواء
شر البلية ما يضحك
جاسر عبدالعزيز الجاسر
شر البلية ما يضحك... والبلية التي يشعر بها المسلمون جميعاً والفلسطينيون خاصة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الظلم والقهر والقمع التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وما يضحك أن هناك بعضاً من الغربيين يشغلون أنفسهم بالدفاع عن حقوق الحيوان والدفاع عن حقه في حياة كريمة مليئة بالاحترام.. وأن هؤلاء الغربيين يكلفون أنفسهم عناء السفر والتفرغ للعناية بالحيوان الذي يتعرض للإيذاء والإبادة في فلسطين.!
والقصة أن لوسي فنسوم استقالت من عملها كمضيفة في شركة الطيران البريطانية وتركت عائلتها في انجلترا وجاءت إلى فلسطين المحتلة.. وهجرة فنسوم ليس للاستيطان في الأرض المحتلة، بل للدفاع عن الحمير..!
قالت فنسوم لرويترز في مزرعة جماعية إسرائيلية تأمل أن تبني فيها الدار )نظراً للوضع السياسي يضحك الناس عند الحديث عن الحمير. الجميع يقولون إنه ليس وقتاً مناسباً وهناك حرب تقريباً والناس يموتون في الشوارع. ولكن الحيوانات ومنها الحمير تعاني في هذه الظروف أكثر منها في وقت السلام(.
الحمير لا تلقى احتراماً في الشرق الأوسط. وكلمة حمار ترادف لفظ )غبي( في العربية والعبرية.
أنقذت فنسوم )35 سنة( أول حمار في الأراضي المقدسة ويدعى )دونك( في 1993م عندما كانت متطوعة في دار للرفق بالحيوان في القدس.
كبل صاحب دونك سيقانه الأربع بسلك شائك حتى لا يهرب. عانى من جروح بالغة وكاد الحمار يصاب بالشلل. وكانت بداية حملتها لانقاذ ما تعتقد أنها أكثر حمير العالم معاناة.
جمعت فنسوم تبرعات وأرسلت دونك للعلاج في بريطانيا. قالت: )الحمير ضحية للقسوة والعمل الشاق والتعذيب وسوء التغذية(.
وتقول فنسوم إن أغلب أصحاب الحمير في الأراضي المقدسة عرب أو بدو يستخدمونها في جر عربات محملة بشحنات ثقيلة ويجبرونها على السير حثيثاً بضربها بالسياط.
وعندما تصاب الحمير بمرض أو جراح يتركها تهيم على وجهها أصحابها الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل نفقات ايوائها مؤسسة بيطرية.
وبجانب حثها أصحاب الحيوانات على معاملتها برفق تمتلك فنسوم صوراً فوتوغرافية لحمير تعرضت للتعذيب منها حمار قطعت أذناه وآخر أزيلت خصيتاه وثالث أصيب بحروق عندما أشعل فيه صبية النار.
قالت فنسوم: )يعتقد الناس أن الحمير أدنى المخلوقات، ويسود الاعتقاد بأنه يجب كراهية واحتقار الحمير والاستهزاء بها(.
وأضافت كيف اغرورقت عيناها بالدموع عندما رأت حمارين صغيرين في حديقة الحيوان الفلسطينية في قلقيلية بالضفة الغربية. لم يكن الحماران ضمن المعروضات ولكنهما كانا مربوطين لإطعام أسدين بالحديقة.
وحاولت فنسوم العثور على حمار طلي جلده بشعارات معادية لإسرائيل ودفع به إلى منطقة تبادل اطلاق النار بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بالقرب من بيت لحم بالضفة الغربية.
ولكن القوات الإسرائيلية والأصدقاء الفلسطينيين لم يستطيعوا العثور على الحمار وهو واحد من عدة حمير فقدت في الصراع المسلح.
والحمير موضع احتقار الفلسطينيين لدرجة أن أطفالهم يسمون الحمار )شارون( إشارة إلى رئيس وزراء إسرائيل المنتخب الذي يصمه العالم العربي بأنه مجرم حرب.
وهكذا نرى أن الأنكليزية لوسي فنسوم المولعة بحب الحمير الذي أعمى عينيها فلم تشاهد سوى اضطهاد الحمير ولم تر ما يعانيه الفلسطينيون من قتل وتشريد وتجويع.. ولم توضح )رويترز( هل هذه الفنسوم يهودية انكليزية تطوعت لانقاذ حمير اليهود.. وإذا كانت كذلك فننصحها بالاهتمام بالحمار الأكبر شارون الذي لا نعرف هل ظلم الأطفال العرب الحمير بضم شارون إليها.. أم اضافوا هماً آخر للإنكليزية المهتمة بالحمير بعد انضمام شارون إليها.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved