| عزيزتـي الجزيرة
عندما يستفيد الإنسان من مرحلة أو من شيخ أو من علم فهو يتمثله دائماً فيظل ذلك عالقاً في ذهنه مدى الحياة. كيف لا؟! وهو مجسد له بشخصه ومترجم له بفكره وقوله ودعوته وكل شيء في حياته، فتكون هذه الاستفادة ظاهرة في قوله وحركاته وسكناته. وعندما يكون هذا الأمر شرعاً أو متعلقاً بالعلم الشرعي تكون الاستفادة أسمى.
هذا ما حدث لي مع شيخنا الجليل المحدث د. عبدالغني مزهر التميمي أستاذ الحديث وعلومه، حيث كنا نرى في شخصه ونسمع مع نبرات صوته في درسه وتوجيهاته أهل الحديث في كل عصر ومصر لم تكن دراستنا على يده قاصرة على الحديث فقط. بل كان بكل ما حباه الله من علم وخلق يعلمنا في كل درس شيئاً وأمراً جديداً لا نمله ولا نكله.
في محاضرات الحديث كنا نشعر بفضيلة وأهمية هذه المجالس ومكانتها خاصة أنها تعيد الذاكرة الى مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم ومع صحابته، كانت كل واحدة منا تحاول أن تسبق أختها للإجابة رجاء أن يدعو لها الشيخ فيستجاب لدعوته في مجلس الذكر المقام، لم يبخل علينا بعلمه ولا بوقته. مازلنا نذكر نصائحه ووصاياه خاصة وصيته التي أهداها لنا عند تخرجنا من الكلية بعنوان )وصيتي إليكِ(. فلا نملك إلاّ أن ندعو له بظهر الغيب دائماً وليس هذا كل ما تكنه قلوبنا من احترام وتقدير لشيخنا لكن القلم يكتب بدافع من قوله صلى الله عليه وسلم )حسن العهد من الإيمان( وما دفعني لهذه الكتابة إلاّ لما علمت بقرب سفره عنا ولأقول لشيخنا إننا مازلنا طلبة له وحتى ونحن بعيدون عنه وفقه الله في الدنيا لطاعته وفي الآخرة لجنته.
شيخة غنام القريني
المزاحمية
|
|
|
|
|