| منوعـات
* لندن )الجزيرة خاص(:
إليكم أولاً النبأ السيئ : بعد نحو 50 سنة من المتوقع أن تكون نحو 25% من نبات العالم قد زالت من الوجود. أما الخبر المفرح فهو أن البذور تشكل 20% على الأقل من الأجناس المعرضة للخطر التي سيتم خزنها في مكان أمين في منشأة فائقة التطور قائمة في جنوب إنكلترا.
افتتح بنك الألفية للبذور القائم في ساحة وايكهورست في ساسيكس، حيث تملك حدائق كيو الملكية مركز أبحاث مهماً، في/ أكتوبر 2000 وهو واحد من أكبر مشاريع الحفاظ على الأجناس التي تنفذ بموجب تعاون دولي.
أقيم هذا المشروع بسبب ازدياد المخاوف حول خسارة عدد كبير من النبات مما من شأنه أن يهدد مستقبل آلاف الحيوانات ويشكل مشاكل خطيرة للإنسان. فالنبات لا توفر المحاصيل الزراعية الأساسية للإنسان فحسب بل إنها كذلك مصدر للكثير من العقاقير كما إنها توفر الوقود ومواد البناء في أنحاء عديدة من العالم.
أما المنشأة العالمية هذه فقد بلغت كلفتها 80 مليون جنيه استرليني وهي مؤلفة من طبقتين. في الدور الأعلى بني معرض للجمهور يشرح فيه المشروع كاملاً ويمكن فيه للزائرين أن يقوموا بجولة افتراضية على الصالات الموجودة في الخزنة القائمة في الدور السفلي. وفي هذه الخزنة يتم تخزين البذور في حرارة عشرين درجة مئوية تحت الصفر. ومن المتوقع أن تبقى نسبة كبيرة من هذه البذور على حالها في هذه الظروف لما يعادل المئتي سنة.
وانطلاقاً من صالات العرض، يستطيع الجمهور أن يشاهد العلماء منكبين على عملهم في مختبرات تنظيف البذور ومعالجتها التي تعتمد أحدث التجهيزات ومن البلدان التي وقعت على اتفاقات للاشتراك في المشروع. ومن الدول المشاركة الأخرى جنوب أفريقيا والولايات المتحدة ومدغشقر، كما تجرى مداولات مع عدد كبير من البلدان الأخرى مثل استراليا وزامبيا.
أما الهدف الأول من بنك الألفية للبذور فالحفاظ على بذور تنتمي الى نباتات المملكة المتحدة الأصلية وجمع وتخزين بذور من نحو 10% من باقي نباتات العالم الحاملة للبذور، وذلك بحول العام 2010 ويعقد المسؤولون في حدائق كيو الأمل على أن يتمكنوا بحلول عام 2020 من تخزين بذورنحو 20% من النباتات العالمية.
خلال افتتاح المنشأة، شدد مدير حدائق كيو، البروفسور بيتر كراين على أن بنك البذور ليس مجرد أرشيف بل إنه مصدر للبذور. فالبذور المخزنة ستتاح، في ظل شروط معينة، للباحثين والمعاهد العلمية في أنحاء العالم ليفيدوا منها.
وكانت نشأة تخزين البذور التابعة لحدائق كيو قائمة في ساحة وايكهورست منذ السبعينات وجمعت فيها بذور من 122 بلداً مختلفاً. أما البذور التي ستجمع لتخزينها خلال السنوات العشرة المقبلة فستكون في معظمها من البذور التي تنمو في الأراضي الجافة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أجزاء من الولايات المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا والسعودية والهند وبورما واستراليا.
والسبب الرئيسي في ذلك يعود الى أن الكثير من النباتات التي تنمو في تلك المناطق قابلة للتخزين في حرارة منخفضة جداً. والمناطق الجافة هي المناطق التي يعيش فيها الإنسان وسط تهديد بيئي خطير بسبب مشاكل التصحر وإزالة الاحراج والغابات.هذا وساخزن البذور المجموعة من هذه المناطق كذلك في مواطن منشئها. ويتمثل أحد الأهداف العلمية الكامنة وراء بنك البذور هذاالقيام بأبحاث حول طرق المحافظة على البذور التي لا يمكن خزنها في حرارة منخفضة جداً.
|
|
|
|
|