أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th March,2001 العدد:10388الطبعةالاولـي الخميس 13 ,ذو الحجة 1421

منوعـات

وعلامات
أستاذي.. محمود عارف! )2/3(
عبدالفتاح أبو مدين
* ذكرت ذلك الشريط الطويل.. مدة خمسين سنة، وقد ووريت في مقبرة )الفيصلية( غير بعيد.. من المنزل الذي أسكن فيه. وأدركت مراحل الزمن.. وكم هي قصيرة في عداد السنين التي تعيشها البشرية.. وأحلامها وآمالها!
ولم استطع ان أكتب حرفا وقت الرحيل، لأني أحس أنني مسلوب القدرة عن الحديث.. عن عزيز يرحل، وتلك حالي، رغم إلحاف الذين يعملون في الصحافة.. أن أمدهم بشيء من خلجات النفس إزاء فقد غال، ولكني لا أستطيع!
* وبعد أن تهدأ النفس من صدمة الفراق، هناك.. يبدأ تحرك الوجدان، ليفيض الوجد! وفداحة الفراق عبر علاقة طويلة، حافلة بالود والاحترام والتقدير، وهي قيم شائعة بين البشرية، حين تنفصم عراها بالموت.
تحدث شرخا في القريب اللصيق، كالحال بين الولد والأسرة.. التي يرعاها رمزها القيّم على حياتها، ولام شملها، فهو منها، وهي منه.. بعضهم من بعض!
* وحين استقرئ الأيام التي خلت، وأنا أقرأ في صفحات الأستاذ محمود عارف، من خلال جوانب لم أتحدث عنها في كتابي: )هؤلاء عرفت( ولا عبر إشارات فيما كتبت عن الأستاذ الفاضل. أجدني أمام نموذج ذي سمات جميلة، خلقا وسماحة، ووفاءً، ووداداً.
صفات هي قيم في رجل مسالم.. كريم عزيز. عاش حياته.. التي امتدت خمسة وتسعين عاما، راضية وهيّنة، من خلال صحة لم يعكرها سقم، ورزق كريم وحظ.. صاحبه حقيق به!
* لم يكتنف حياة الرجل نصب ولا عناء. بدأ حياته مدرساً.. حين تخرج من مدارس الفلاح بجدة، ثم تقلب في الوظائف العامة، حتى انتهى به المطاف في مجلس الشورى، وبقي فيه حتى التقاعد، مع رجال أحبوه وأحبهم، لأنهم كرماء أفاضل، منهم الشيخ الأديب الشاعر: أحمد بن إبراهيم الغزاوي، نائب رئيس مجلس الشورى يومئذ ، والشيخ فيصل المبارك والأساتذة: هاشم زواوي، أحمد محمد جمال، صادق دحلان، محمد حسن عواد، وغيرهم من وجوه البلاد.
* وأدباء البلاد في الماضي، كانوا موظفين في دواوين الدولة وكانوا يلتقون في لياليهم في جدة ومكة والمدينة، فيما يشبه النادي الأدبي.. في بيت أحدهم، يقرؤون الكتب الأدبية والشعر، والمجلات التي تأتي من مصر ولبنان والعراق وغيرها، ويتحاورون حولها، وكانت الروافد التي ملأت نفوسهم بجمال الأدب والثقافة، وكان في بيت الأستاذ عارف في حارة المظلوم بجدة، ملتقى الأدباء كالعواد، وحمزة شحاتة، ومحمد علي باحيدرة، وعباس علواني وغيرهم.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved