|
| عيد الجزيرة
* تحقيق رياض العسافي
مظاهر العيد متشابهة الى حد بعيد في الدول الاسلامية كافة وفرحة العيد بالنسبة للكثير تعني جمع الشمل ولقاء الاهل والاقارب، لكن اذا ما حل العيد في الغربة يشعر الناس بوحدة ولوعة.. الا ان هذا الشعور يختلف في بلاد الغربة لظروف البعد عن العائلة والانشغال بغمرة العمل.
ومع ذلك يقاوم الوافدون غربتهم ويحملون راية العيد محاولين جهدهم الاحتفال كل على طريقته فبدلا من الزيارات تقتصر المعايدات على الاتصالات الدولية فكيف تحتفل الجاليات الاسلامية في الرياض بالعيد وماهي الفروق بين ما يتم هنا وما اعتادوا في بلادهم؟
هذا ما سنعرفه في هذا التحقيق:
ففي مصر لا تنام القاهرة في العيد وتزدحم الشوارع بالسيارات والمارة ويخرج الناس جماعات الى الطرقات والمنتزهات.
وللعيد في مصر وجهان الاول يظهر فيه حرص المصريين طوال ايام العيد على زيارة الاقارب والاصدقاء لان مشاغل الحياة اليومية تحول دون ذلك باستمرار والوجه الثاني هو انطلاق الاطفال ومعهم الاهالي الى الحدائق والاماكن العامة.
ولضرورة عمله سوف يعيّد محمد عبدالفتاح هذا العام في الرياض ولن يذهب الى مصر لقضاء العيد مع اهله وهو يتذكر بلده بغصة المشتاق قائلا:
العيد عندنا استقبال الاقارب والجيران وصنع الحلويات والخروج ليلا ونهارا اما هنا فنحن نجتمع مع الاصدقاء لكي لا نشعر بالوحدة في العيد.
الفرحة فرحتان
اما في السودان فتختلف مظاهر العيد من اقليم الى آخر فلكل محافظة أغانيها الخاصة وعاداتها التي تحافظ عليها حتى اليوم الا ان السمة المشتركة في العيد هي صناعة كعك العيد في البيت والبسكويت المحلي ولعل اجمل ما يميز السودان ايام العيد انه ما من بيت يخلو من زينة العيد الخاصة والحميمة وهي الشراشف والسجاد التي تحفظ طيلة السنة ولا تفرش الا ايام العيد احتفاء بكل جديد.
وبسبب الوضع الاقتصادي اصبحت ملابس العيد الجديدة تقتصر على الاطفال فقط الا اذا ارسل الاقارب من الجاليات المقيمة في الخارج الى ذويهم الهدايا من الملابس فتكتمل فرحة العيد وتصبح فرحتين.
الجالية السودانية واحدة من اكثر الجاليات تضامنا في المملكة العربية السعودية كما في اي بلد آخر بطبيعة السودانيين الميالة للتأقلم والانسجام مع بعضهم في مطلق الاحوال.
فان الاحتفال بالعيد يكون اكثر حميمية فكما يذكر محمد طه ان الشيء الوحيد الذي يشعره بالعيد هو التجمع عند الاكبر سنا من اقاربه هنا في الرياض وهذه عادة شائعة في السودان وقال: الحمد لله ان السودانيين على تواصل دائم مع بعضهم في الغربة وفي العيد لابد ان نجتمع لتناول طعام الافطار.
ذكرى الشهداء
العيد في بلاد الشام تكاد تقاليده تتشابه ففي لبنان مثلا يرتبط العيد دائما بذكرى الشهداء والموتى وتنقلب فرحة العيد صباحا حزنا.
وبعد ذلك تجتمع الاسرة في البيت لتناول الفطور وغالبا ما يكون اما كنافة بالجبن او فول وحمص ثم يلتف الاولاد حول والدهم بقصد التودد اليه للحصول على العيدية وتنصرف الام الى المطبخ لاعداد الخروف المحشي والصيادية والكبة لأن وليمة العيد امر ضروري في البيوت اللبنانية.
وفي فترة المساء تعج الشوارع والمنتزهات والحدائق بالناس كبارا وصغارا ويعتبر صلاح علوش العيد بعيدا عن الوطن تشتتا ويشعر المغترب بالغربة الحقيقية في كل عيد يمر عليه خارج الوطن وقال: نحن والحمد لله مرتاحون جدا في الرياض بيت العرب لكننا نعاني من الوحدة ومرارة البعد عن الاهل في المناسبات السعيدة ونعزي انفسنا بالاتصالات الهاتفية ومشاهدة القنوات اللبنانية الفضائية.
فلسطين الغارقة بدماء الشهداء لم تسمح للصهاينة بأن يسلبوها فرحة العيد واهلها هناك مصرون على الاحتفال بعد صلاة العيد مباشرة حيث يفتتح الفلسطينيون يومهم بتذوق قطعة الحلوى ومن العادات الاساسية التي ما زالت سائدة حتى يومنا هذا تغيير المفارش والمساند والوسائد ووضع الجديد منها وترتيب البيت بشكل يليق بالعيد وباستقبال الضيوف حيث تجهز القهوة العربية منذ الصباح الباكر.
وتحرص النساء على لبس الجديد اما الاطفال فيعدون العدة للحصول على ما يتيسر من العيدية وفي القرى والارياف يدقون على الابواب قائلين: اعطوا الله يعطيكم فمن استجاب لهم دعوا له بالرحمة وشكروه ومن لم يعرهم اهتمامه دعوا له بالعكس.
كيف يحتفل الفلسطينيون بالعيد في الرياض؟ يجيب نجيب عوض ان فرحة العيد لن تكتمل الا بعودة القدس وهذا دين يحمله كل فلسطيني بعيد عن ارضه الا انه لابد للانسان ان يتأقلم لذلك نحرص هنا على زيارة الاكبر سنا حتى وان لم يكن من العائلة فالفلسطينيون كلهم اخوة وبعد زيارات العيد نصطحب الاطفال الى ساحات اللعب والملاهي حتى يشعروا ببهجة العيد التي كنا نعيشها في بلادنا الا اننا هذا العام لن نحتفل تضامنا مع اهالينا وما يتعرضون له في القدس وغزة ورام الله.
محرمة السطح
دول المغرب العربي تتشابه كلها في طريقة استقبال العيد فقبل يومين من حلوله تبدأ الامهات بتحضير المأكولات الدسمة وتجهيز الملابس الجديدة لاولادهن والتي يحِكنها بأنفسهن اكثر الاحيان.
وتأخذ الحنة حيزا مهما من تحضيرات العيد والبنات الصغيرات اولى المتزينات بها ومن العادات التي تتميز بها الجزائر ان الاهالي يحرصون على وضع محرمة صغيرة على باب السطح كتقليد قديم ما زالت الارياف محافظة عليه حتى الآن هذا بالاضافة الى انه بعد صلاة العيد لابد ان يتصافح المصلون الفقراء والاغنياء حتى ولو لم يكونوا على سابق معرفة.
ويذكر الصادق بوكنة جزائري مقيم في الرياض ان العيد في الغربة لا نكهة له بعيدا عن الاحباب والاقارب خاصة ان الجزائريين في الرياض منعزلون ومنطوون على انفسهم ولا احد يعرف الآخر والسبب برأيه انه لا توجد مراكز ثقافية تقرب الجالية من بعضها.
والواحد منا اذا كان وحيدا هنا فالعيد لا يعني له سوى البقاء في البيت طبعا للراحة.
رضا الرب
الباكستانيون متمسكون بعادات الاجداد في العيد ولابد لهم ان يلقوا تحية العيد والسلام باليد على كل كل فرد من العائلة حتى ولو سبقت لهم زيارته فمن زارهم يزورنه وان لدقائق.
يقول اخطر جول واسمه يعني عيد في اللغة الاوردية الذي يعيش في الرياض منذ عشرة اعوام ان العيد بالنسبة له راحة البال ورضا الرب وهو في العيد يزور خاله واخته المقيمين في الخرج ويتناول معهما البرياني والشاي ويشتري لاولادهما البالونات.
العيد الأكبر
ويتميز الهنود في عيد الفطر باجتماع الاسرة لشي اللحوم والاسماك في الهواء الطلق وتقاليد العيد في الهند ان يزور الصغير الاكبر سنا واذا تقاعس احدهم عن اداء الواجب لسبب من الاسباب نبذته العائلة لارتكابه خطأ فادحا.. تاج الدين علي خان يقول: لو كنت استطيع السفر الى الهند ولو ليوم واحد في العيد لكنت فعلت لكي اشعر بطعم العيد في بلادي لكني ملتزم باجازتي السنوية التي تحددها الشركة وانا اعتبر وجودي مع زوجتي واولادي هو العيد الاكبر.
|
|
|
|
|
