| العالم اليوم
يكشف أرييل شارون اليوم عن اسماء حكومته التي اكتملت عناصرها بعد الاتفاق النهائي مع حزبي العمل وشاس اللذين سيؤمنان اغلبية مريحة لتجمع الليكود الذي يرأسه شارون والذي يستطيع بهذا الائتلاف بالاضافة الى بعض الاحزاب الصغيرة من جمع اصوات مؤيدة أكثر مما يحتاجه، الا ان شارون هدف من اشراك كل الاحزاب السياسية الاسرائيلية الصهيونية والدينية والقومية لإظهار عزم اليهود صهاينة وتوراتيين ومستوطنين على مواجهة الانتفاضة الفلسطينية التي تواصل تحديها للاسرائيليين منذ خمسة أشهر دون هوادة بل وفي تصعيد مستمر فرض على شارون السعي الى تشكيل ما يسمى ب)حكومة وحدة وطنية( وهذا تأكيد على اهمية الانتفاضة الفلسطينية وقدرتها على اجبار الاسرائيلين على التسليم بحقوق الفلسطينيين، ورغم الشهداء الذين يقدمهم الشعب الفلسطيني في هذه الانتفاضة المباركة الا ان تواصلها سيجبر الاسرائيليين على الرضوخ لارادة الحق، ومثلما اجبرت الانتفاضة الاولى حكومة اسحاق شامير والتي لا يقل اعضاؤها تطرفا وتشددا عن اعضاء حكومة شارون التي تضم ارهابيين ومتشددين من رئيسهم شارون الى وزير الحرب الى وزراء البنية التحتية، بل وحتى شيمون بيريس حامل جائزة نوبل للسلام يعد في المفهوم العام مجرم حرب يحمل وزر مجزرة قانا، ولكن ورغم كل هؤلاء )الجزارين( والمتشددين فان استمرار الانتفاضة الفلسطينية وتواصل الكفاح دون هوادة وتحمل المعاناة التي لا ينكر احد بأنها شديدة الوطأة على الشعب الفلسطيني كفيلة برضوخ حكومة شارون بكل عناصرها الارهابية والمتشددة للحق الفلسطيني، ولقد كشفت العملية الفدائية الاستشهادية التي نفذت في نتانيا هشاشة الموقف الاسرائيلي النفسي والسياسي بل وحتى العسكري، اذ يعيش الاسرائيليون ومنذ نجاح الفدائي في اختراق الحواجز الامنية وتفجير الشحنة التي كان يتحزم بها حياة، يتخبط فيها المسئولون الاسرائيليون، السياسيون منهم والامنيون والعسكريون وتسيطر عليهم حالة من الارتباك والحيرة خاصة بعد تأكدهم بعد التنفيذ في نتانيا ان الفدائيين الفلسطينيين جادون في ارسال عشرة استشهاديين لتفجير عمليات اخرى يوم اعلان تشكيل شارون لحكومته. واذا كانت عملية نتانيا هي اشارة التأكيد فإن القادم سيكون اخطر وافظع والحقيقة التي يجب ان يعيها الاسرائيليون ويفهموها جيداً بأن الفلسطينيين على استعداد للتحول جميعا الي استشهاديين اذ لم يعد يخيفهم شيء ولا يحرصون على شيء بعد ان حرمتهم سلطات الاحتلال من كل شيء وحاولت ارهابهم بكل شيء فحتى اسلحة الدمار الشامل من قذائف اليورانيوم المخصب الى الغازات السامة مرورا بالصواريخ والطائرات والبوارج فشلت في ارهاب الفلسطينيين .. وجاء الدور الآن على الاسرائيليين ليجنوا ارهابهم الذي ارتد الى نحورهم.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|