| عزيزتـي الجزيرة
تحمل امثالنا العربية معاني حقيقية وواقعية لكل من يتمثل بها حيث ان الذين صاغوا تلك الامثال هم ممن مروا بتجارب وخبرات ومعاناة وعايشوها طول فترة حياتهم.
والمثل الدارج على ألسنة الكثير من الناس ان الخبر ليس كالمعاينة او ليس من سمع كمن رأى ولهذا سوف اجعلها مفتاحاً للحديث عن ادارة الطرق بحائل بسبب الخبر الذي قرأته بجريدة الجزيرة بالعدد )10324( بتصريحات لمدير ادارة الطرق بحائل عبدالرحمن الموسى الذي تحدث عن اطوال الطرق وتكاليفها المالية ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية وتزويدها بجميع وسائل السلامةالمطلوبة وصيانتها والمحافظة عليها.
الخبر في حد ذاته جيد على صفحات الجرائد ولكن سيىء على الواقع والحقيقة. وسوف اتناول جزءاً مما ورد فيما يتعلق بوسائل السلامة التي ذكرها حيث قدر لي ان اسلك طريقاً طوله اكثر من سبعين كم في 18/11/1421ه وهو طريق الهمزان ابتداء من قرية الحامرية ثم مريفق، هذا الطريق تم انشاؤه على حساب المواطنين وبمشاركة بسيطة من ادارة الطرق بعملية الردم فقط، وهو يفتقد جميع وسائل السلامة التي ادعاها مدير ادارة الطرق بحائل في تصريحه حتى ابسطها، فهو لا يعرف الخطوط الصفراء التي تحدد جانبي الطريق ولا الخط الابيض الذي يحدد منتصف الطريق او اللوحات التي تحدد المناطق المنخفضة او الاماكن التي توجد بها منعطفات خطيرة وهذا الطريق يوجد به منعطف خطير جداً وكان الله في عون مرتاديه وكفاهم شر الحوادث ومآسيها.
فيا ادارة الطرق أين وسائل السلامة التي تدعونها في تصريحاتكم الملمعة من هذا الطريق؟! ثم اتناول أيضا موضوعاً حساساً اصبح احاديث المواطنين بمنطقة حائل هو الحزام الدائري الذي طاله الاهمال وعدم المبالاة. ومن المعروف ان الحزام الدائري لاي منطقة او محافظة يعتبر واجهة جمالية وان الزائر او المسافر يتولد لديه انطباع حسن او سيىء عن تلك المنطقة او المحافظة بناءً على الاهتمام الجمالي بهذا الحزام.
فلقد شاهدت بنفسي احزمة دائرية في عدد من المناطق والمحافظات وكيف وصل الاهتمام بها الى درجة لا استطيع وصفها ابتداءً من طريقة استواء السفلتة المطابقة للمواصفات العالمية مروراً بعملية التشجير وتناسقها ثم المسطحات الخضراء المجملة بالزهور والورود ثم الاشكال الجمالية الرائعة ثم طريقة الانارة المعتدلة، الا ان الحال مختلف تماماً عند الحزام الدائري بمنطقة حائل، فعلى الرغم من عمره الطويل ودخوله مجال الخدمة قبل 14 عاماً الا انه قوبل باهمال واضح وفاضح من ادارة الطرق بحائل بحكم انها المعنية به، فهذا الحزام يطلق زفراته وحسراته ليلاً ونهاراً لانه سلب كثيراً من حقوقه المشروعة المتمثلة كما يلي:
1 انعدام وجود المسطحات الخضراء التي تعتبر الغذاء الجمالي له، فهو لا يعرف من المسطحات الخضراء الا عند الاشارات الضوئية فقط وبمساحة لا تتعدى 200م2 تقريباً.
2 الارصفة الجانية لم يعرفها الا قبل عامين فقط والتي وضعت في عجالة وبسرعة فائقة وبطريقة عشوائية يشوبها سوءالتنسيق والتنفيذ ورداءة عملية البناء لها حيث تم وضع جزء كبير منها بدون الاستعانة بالخلطة الاسمنتية التي تساعد على التماسك والثبات ولذا تشاهد جزءاً من الارصفة وقد اعياه النوم وحب التمدد والانسداح على الارض.
3 اما تلوين الارصفة فقد ابتكرت ادارة الطرق بحائل نظرية تقول نلون على كيفنا دون التقيد بالالوان المتعارف عليها نظاماً، ولذا تشاهد مزيجاً من الالوان الابيض والاسود والاصفر والاحمر والاخضر ومنها غير الملون، حقيقة تستغرب هذ التخبطات العشوائية في عملية التلوين ا لتي تسيء الى منظر المنطقة بشكل عام وللحزام الدائري بشكل خاص.
4 تم ايجاد فتحات الدوران ايضاً بطريقة عشوائية ففي كل عام يتم تغييرها واغلاق الدورانات السابقة بدون دراسة علمية وبأسلوب هندسي، وهنا اتساءل هل لا يوجد لديكم مهندسون متخصصون؟! ام لا زلتم تعتمدون على عمال شركات الصيانة في ايجاد مثل هذه الفتحات!!
5 وضع ادارة الطرق قبل ايام بضعة مجسمات جمالية بالمسمى وليس بالمعنى امام مركز الامير سلطان الحضاري الذي على جانب الحزام الدائري وكم كنت اتمنى لو بقي الموقع على حاله السابق دون وضع هذه المجسمات، وصدق المثل القائل «يبي يكحلها فأعماها»، هذه المجسمات ترغمك على الضحك ثم تضرب يميناً بشمال ولك ان تتصور ان ادارة الطرق احضرت بعضاً من الصخور متوسطة الحجم وقامت بتلوينها باللون الابيض الذي يستخدم في تحديد مسارات الطرق ولذا تشاهد لمعان الصخور وتغرر المارة كما انها وضعت في واجهة مهمة لكل زائر او مسئول قادم للمنطقة عن طريق المطار.وحقيقة استغربت وكما استغرب غيري هذا التخبط من ادارة الطرق وهل انعدمت الصخور ذات الالوان البيضاء في حائل التي تحتوي عليها العديد من الجبال ذات الالوان المتعددة، علماً بأن مصانع الرخام بحائل تجلب كتلاً من الصخور البيضاء من اماكن معينة في حائل.
وانني اتساءل هل لا يوجد لديكم معدات قادرة على تكسير الصخور واخرى قادرة على جلبها وحملها؟!
ام ان الكسل الخمول العجز الاهمال التهاون وعدم المبالاة بمشاعر واحاسيس الآخرين جعلكم تحضرون صخوراً عشوائية من اماكن لا تتعداكم.
ادارة الطرق.. لقد اصبح المواطن بحمد الله على ادراك ووعي ومعرفة تامة في مهام هذه الادارة التي انشئت من اجل تقديم افضل الخدمات وأرقاها سواء في مجال الطرق الرئيسية او الفرعية او في مجال الصيانة الحقيقية المستمرة.
واقول يا ادارة الطرق كفى الاهمال والتسيب ونريد بذل الجهد والاجتهاد والعمل الدؤوب تحقيقاً لتطلعات ولاة الامر حفظهم الله ليعيش المواطن في رفاهية وينعم بخدمات حقيقية لا وهمية.
وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
إدارة تعليم البنين بحائل
|
|
|
|
|