| معايدة
* حاوره علي العُمري جدة
كعادته في صراحته ووضوحه ومرحه يمتعنا ضيفنا الكاتب والصحفي / محمد الفايدي / بهذه الاجابات الناصعة حيناً المغلفة بالحكمة حيناً آخر، وكيف نسميه ضيفاً وهو السابق المقدام لهذا الميدان والمجال بل هو من رسم بعض الخطى لنا على الطريق لنتبعه آملين تحقيق شيء من نجاحاته ونهجه وأسلوبه.. ستجدون إن صدق حدسي وفهمي أنه غلف بعض إجاباته وزينها لتبدو جميلة يشتاق إليها مستقبلها ليفاجأ بأنها عليه لا له ولكن ظرف ولطف المجيب سهّل مرورها وليّن وقعها غير انها لا تتعدى هذا المنحنى من الدعابة المحببة التي يعشقها ويطلبها من عرفوا صاحبها وانتظروها منه فهو ليس غريباً عن مناخها وليست بعيدة عن مناله..
* ماذا تفعل إذا أوقفك أحدهم في الشارع واحتفى بك وأنت لا تعرفه؟
سأضرب له التحية تقديرا واحتراما لأنه عاملني بما لم يعاملني به بعض رؤساء تحرير الصحف الذين لم يكتفوا بطردي بالشلوت بل أكلوا عرقي وشقاي بحجة أن الولد هذا )رأسه ناشفة ولا يسمع الكلام( لكنهم أين سيذهبون عندما سنتقابل يوما هناك عندما لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
* ماذا تفعل إذا كنت في عجلة من أمرك وسارت كل الأمور ضدك؟
لم أعد في عجلة من أمري ولم أعد مستغربا أن تكون كل الأمور ضدي فأنا أتعامل مع الأضداد بطريقة بسيطة جداً واسألوا د. عبدالله مناع رضا لاري تركي السديري أحمد محمود هاشم عبده هاشم.
* ماذا تفعل إذا منيت نفسك برحلة ممتعة مع أصدقاء ثم اكتشفت أنك في حالة سأم؟
ولماذا أصلاً أرافق أصدقاء يجلبون لي السأم ألا يكفي ياصديقي هذا السأم والاكتئاب المسيطر على حياتنا رغم )عولمة( القنوات الفضائية ووسائل المواصلات الحديثة والطائرات )وشفيق يا راجل( ثم لو دريت كيف أمتع نفسي بالرحلات الممتعة استلقيت على قفا من الضحك.
* ماذا تفعل إذا حدث أن صديقاً لك يقص على الجالسين حكاية أنت تعرفها ولكنه يكذب؟
إذا كنا نحن نتجمل في كتاباتنا دوما فما هو المانع من أن يكذب صديقي لم يعد للكذب ميزة سيئة بعد أن منعوا الضرب في المدارس وأصبح الجميع يكذب على طريقته وأتحدى أن يكون في هذا العالم واحدا صادقا فلو كان الصدق سلوكنا اليومي لما اخترعوا تخريجة )انني لا أكذب ولكن أتجمل(!!!
* ماذا تفعل إذا فاجأتك فواتير لم تكن في الحسبان؟
بالفعل أنت تريد بسؤالك هذا نكأ جراحي فالأمر لم يكن متعلقا بدفع مبالغ الفواتير أو عددها ولكن مطلوب منك حتى عند الدفع من حر مالك أن تقف في الطابور مثلك مثل )أبو اربعة( وإلا رمى موظف الشباك في البنك الفاتورة في وجهك.. أما لو نبست بكلمة فتحمل ماذا يجري لك!!
* ماذا تفعل إذا حل عندك ضيف ثقيل؟
الضيوف الثقلاءلا أستقبلهم في بيتي وإنما أنا وهم نلتقى على كيلو مئة وواحد فقد كفاني الرئيس أنور السادات وهنري كيسنجر مؤنة تطبيع العلاقات التي وصلت حتى الآن إلى طريق سف التراب والمزيد في الطريق أما يكفي ثقل ضيافة إسرائيل الجاثمة على نفوسنا كل هذه السنوات؟
* ماذا تفعل إذا كانت زوجتك تصر على بقائك في الوقت الذي تتحرق فيه أنت للخروج؟
أتزوج الثانية حتى يكون لخروجي مشروعيته ولا أعتقد أن رجلا يتزوج امرأة أخرى محتاج الى الاحتراق للخروج إلا إذا كانت الزوجتان اتفقتا عليه وهذا يستحيل واسأل مجرب ولا تسأل طبيب.
* ماذا تفعل إذا جاملك أحدهم وأحسست أنه يستغفلك ويستخف بك؟
لا أفعل أكثر من مسايرته كما أسايركم بالاجابة على هذه الأسئلة التي تجرح ولا تسيل دماً ولكنها في النهاية تعبر عن عنوانها خيال خيال ياناس.
* ماذا تفعل إذا سرت في المجلس روح النكتة ولم يكن مزاجك على ما يرام؟
أولاً أنا أضحك للنكتة الى درجة الاستلقاء على قفاي لكن بشرط أن لا أكون قائلها أما كوني لم يكن مزاجي على ما يرام فلم أذكر يوما أن كان مزاجي على ما يرام منذ تعلمت الف باء الكتابة إلى أن اقتحمتني أسئلتكم هذه الى ان يحين وضع القطنة في قفاي بعد عمر طويل ان شاء الله.
* ماذا تفعل إذا اختصم صديقان في أمر وكل منهما نسب إليك قولا على سبيل الاستشهاد وتعزيز الموقف ثم طلبا منك أن تقول كلمتك؟
لو كان مسموحا بقول الكلمة الصريحة لما طردت من أكثر من جريدة وكانت نهايتي يوما في )بقالة( أبيع وأشتري في السكر والشاي تحولت فيها الى ما يشبه المزار للزملاء مثلي مثل زيارة الجمهور للقرود في حديقة الحيوان.
* ماذا تفعل إذا كنت في السوق بصحبة زوجتك وكنت تتحدث إليها فاكتشفت أنها امرأة أخرى.؟
لو قلت لك الإجابة التي في نفسي لشطبها المجيز متحديا أن يتركها تمر حتى لو كان هذا المجيز خالد المالك أو عبدالعزيز المنصور وهل بالله عليكم أحد يتحدث مع زوجته في مكان عام أما إذا رأيت واحدا وواحدة تحت الإشارة داخل سيارتهما صامتان متجهمان فاعرف أنهما زوجان.. أليس كذلك؟
* ماذا تفعل إذا عرفت لحظة وصولك جوازات المطار وآنت مسافر في مهمة عاجلة أن جوازك قد انتهت مدته؟
أرجع إلى المنزل وأحمد الله على السلامة على طريقة كل حيرة وفيها خيرة لكن طرحك لهذا السؤال يعطيني أكبر من حجمي فلم أذكر أنني كنت يوما رجلا مهما أو سافرت في مهمة عاجلة وكل المرات التي سافرت فيها كانت مع صديقي وزميلي علي خالد الغامدي هروبا من صحفنا عندما يزداد ضغط العمل علينا رغم الفارق بيني وبين علي خالد الذي كان مديرا لتحرير جريدة المدينة وأنا صحفي )هلفوت(.
* ماذا تفعل إذا كنت تبحث عن مفاتيحك وبعد معاناة طويلة تبين لك أن أحد الزملاء في العمل كان يداعبك ونسي أن يردها لك قبل أن يغادر؟
إذا كنت أصلا ناسياً نفسي فماذا يهم إذا نسيت المفاتيح أما المفاتيح الوحيدة التي دائما موصدة في وجهي فهي مفاتيح أبواب مكاتب بعض المسؤولين الذين يفتحون لمن يعرف كتابة أخبار سافر وقدم ومعها )تصويرة( المسؤول على عمودين.
* ماذا تفعل إذا ذهبت إلى الأستديو للتصوير فجاء آخر وجلس الى جوارك أمام الكاميرا؟
لا أفعل أكثر من أن أتفرج عليه خشية من أن أقف أنا أمام الكاميرا فتحترق لمبة التصوير كما حدث أكثر من مرة عندما أراد مصوركم أحمد قيزان أن يلتقط )لسعادتي( صورة.
* ماذا تفعل إذا كنت مع زميلك في معرض تمازحه وتتحدث معه فجأة سحبته من يده للخروج وبعد برهة اتضح لك أنك تشد رجلاً غيره بادرك بردة فعل عنيفة؟
لا أمازح زملائي إلا على كراسي المقاهي حتى لو كانت المزحة ثقيلة قليلاً يكون رد فعلها أقل عنفا ثم من قال لك اننا نتمازح في المعارض نحن ممكن نتمازح هنا على الورق وليت في يدي القرار لسحب أكثر من مدعي صحافة من يده والقذف به الى الشارع بدلا من أن يرزأنا يوميا بأخبار وتحقيقات ليس لها طعم ولا رائحة شفت كيف أتبروز بالأستاذية على البعض؟
* ماذا تفعل إذا دعوت مجموعة من الرجال لأول مرة للتفاهم في أمر ما على غداء في مطعم ولحظة دفع الحساب أدركت أنك نسيت محفظتك في البيت؟
حدث هذا أكثر من مرة وقد دبست فيها صديقي محمد صادق دياب لكن بعد أن تحسنت الأحوال وركبت شوبيح )200( واستقررت كموظف في الشركة الوطنية للتوزيع بفضل مديرها العام إبراهيم فتوح أصبحت اتمنظر على أصدقائي أحيانا حتى في دفع الحساب ولكن لي في ذمة الفنان صالح العزاز أكلة سمك أتمنى أن يردها لي بأكلة لحم )حاشي( من الذي يحبه قلب أبناء المنطقة الوسطى.
* ماذا تفعل اذا قابلك أحد القراء وقال لك لماذا لا تتوقف عن الكتابة لأن ما تكتبه كلام عادي لا قيمة له؟
ومن متي وأنا أكتب كلاماً له قيمة فلو كان لكلامي قيمة لرأيت مواضيع ومشاكل كثيرة تطرقت لها قد حلت لكن هكذا نحن نكتب وهم يفعلون ما يشاءون وهكذا يتعامل معنا بعض المديرين والمسؤولين واللي ما هو عاجبه يشرب من البحر.
* ماذا تفعل اذا رشحت لجائزة مرموقة وأنت لم تكتب شيئا يذكر؟
وهل في ظنك أن كل الجوائز تمنح لمستحقيها؟ أطمئن بعض الجوائز تسبقها أشياء تحاك من تحت الطربيزة وأصبحت الأمور لا تقيم بقيمة المكتوب أما عن شخصي فسألقى ربي بجائزة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
* ماذا تفعل اذا وصلت الى مقر عملك ذات صباح ووجدت واحداً يحتل مكانك وان العمل قد استغنى عنك؟
تأكد ان الذين احتلوا مكاني في الصحافة رغم تواضعه كثيرون ولكن لم يستطع أحد منهم ان يحتل ما يعلو رقبتي بعدة سنتيمترات وهذا هو المهم وفخور ان أترك للآخرين أن يحتلوا مكاني ولا أحتل أنا مكان أحد.
* ماذا تفعل اذا كتبت عن شخص غني نقدا وبعد ذلك وصلك مبلغ كبير من المال منه؟
كل ما وصلني من الذين كتبت عنهم نقدا سواء من الأغنياء أو من خلافهم فهو التوقيف والمنع من الكتابة وأنا في الحقيقة كلما استغل هؤلاء نفوذهم في توقيفي ومنعي من الكتابة مددت لهم لساني شبرين ولجأت للحيطة المائلة من الموظفين الصغار وهات فين يوجعك.
* ماذا تفعل اذا سافرت من بلد غربي واكتشفت أن الذي يجاورك في المقعد ضابط اسرائيلي وليس في الطائرة مقعد شاغر؟
ولماذا بلد غريب والاسرائيليون مثل الرز في أكثر البلدان العربية ويكاد يصلون إلى ما هو أبعد من مقعد الطائرة وعليك ان تلتفت ذات اليمين وذات الشمال وبلاش نضحك على أنفسنا فالتطبيع وصل إلى حد نرى فيه الزعماء الإسرائليين في فضائياتنا العربية أكثر من الزعماء العرب.
* ماذا تفعل اذا كتب عنك أحد الكتاب مقالا يفشي فيه أسرارك التي لا يعرفها إلا أنت وهو؟
أشكره على ذلك لأنه ليس لدي ما أخفيه سوى ما تعارف الناس على ستره أما حكاية الأسرار هذه فلم يعد هناك سر طالما ان زوجتك فتحت عيونها لتعرف مع من تتكلم يا زايع النظرات.
* ماذا تفعل اذا كنت في السوق وفجأة أشار اليك طفل يبكي وهو مع والده وقال هذا هو الذي ضربني وأصر؟
الأطفال الأبرياء عادة ممكن التصالح معهم بحبة حلوى لكن المشكلة في الكبار الذين يذرفون دموع التماسيح لإقراضهم من مالك ثم عندما تطلب إعادة حقك يقولون لك: اضرب رأسك في الجدار وعندك مركز الشرطة والحقوق المدنية.
* ماذا تفعل اذا ركبت سيارتك وهممت بتشغيلها فإذا بامرأة في المقعد الخلفي تنبهك أنك قد أخطأت التعرف على سيارتك؟
حدث هذا وركبت فعلا واذا بامرأة في المقعد الخلفي تقول لي: امشِ دغري على المأذون الشرعي ولم أصدق ولكن بعد خمس دقائق كنت أنا وهي أمام المأذون الشرعي الشيخ أحمد المعبي اعقد زواجي على هذه التي تشاركني الآن في منزلي كشريكة لحياتي وقد أنستني عشرتها القصيرة نفسي واسمي ولم أعد أنا محمد الفايدي بل محمد عائشة الجهني.!!
* ماذا تفعل اذا كان معك ورقتان نقديتان فئة )500( ريال وفئة )5( ريالات فوضعت الصغرى في صندوق للتبرعات لكنك اكتشفت أن العكس هو الصحيح؟
لن أندم أبدأ وفي رمضان الفائت ذهبت الى احدى الجمعيات ودفعت كفالة يتيم ألفي ريال مع ابنتي انتظار وآلاء ولم يمض أسبوع حتى عوضني ربي عنها بعشرين ألف ريال لم تكن في البال ولا الخاطر.
* ماذا تفعل أن ضبطك رجل المرور في مخالفة صارخة وهو يعرفك كواحد من اصحاب الرأي ولكن ذلك لم يشفع لك؟
الشيء الوحيد الذي أحرص عليه أن أكون قدوة قدرالمستطاع ولا أخالف أبدأ حتى عندما حرر لي جندي مخالفة كيدية من أجل خاطر شقيقه الذي يعمل معي وحسمت عليه لخطأ ارتكبه لكن لم أغضب ولم أزعل ورأيت مادام الأمر لا يتعدى مخالفة فالأمر مقدور عليه وان كانت المخالفة الكيدية من نوع قطع الإشارة.
* ماذا تفعل اذا اوقفتك سيارتك في مكان ما وعدت ومعك آخرون تبرعت بإيصالهم بيوتهم وأنت لا تعرفهم كثيرا وبحثا عنها ولم تجدها؟
نركب سويا في تاكسي ثم بعد إيصالهم اعرج على اقرب قسم شرطة لتحرير بلاغ سرقة فابن اخي سرقت سيارته ولم يجدها حتى الآن رغم انه اكتشف مؤخرا انها بيعت بالمزاد الحكومي وعندما شكلت لجنة لإعادتها له طالت المدة وعلى طريقة اذا اردت ان تطول امراً شكل له لجنة.
* ماذا تفعل اذا هاجمت بعنف احد الأجهزة ثم تبين لك أن المسؤول عنه هو احد الجالسين؟
لم يحدث هذا معي قط من قبل لكن لو حدث وكنت على حق لوجود اخطاء في جهاز هذا المسؤول على طريقة تشريح النص في لغة الحداثيين ثم هل تعتقد ان هناك مسؤولا يدخل مجلسا بدون أن تسبقه هيلمة وزمبليطة.
* ماذا تفعل اذا ذهبت تحت إلحاح ابنك الصغير لحضور مباراة في الملعب وصرخ في وجهك أحد المشجعين بكلام استفزك.؟
لقد ذهبت يوما بالفعل مع ابنتي آلاء التي تبلغ من العمر ثماني سنوات وعندما منعونا من الدخول إلى الملعب بحجة أن البنات لا يدخلن ملاعب كرة القدم وعدت بالصغيرة منكسرة الخاطر وفي اليوم التالي كتبت عن ذلك واذا بأحد المتنطعين يتصل بي قائلا: تب يا شيخ وكفر عن خطاك ولا تشجع على الفسوق في المطالبة بدخول المرأة إلى الملاعب.
* ماذا تفعل اذا دعيت إلى وليمة عند أحد الأصدقاء وعند خروجك مودعا أخبرك أحد المدعوين أنك أكلت لحم ضب.؟
اللحوم التي أشتهيها عادة معروفة ولم يسبق لي مطلقا أن أكلت لحم الضب لكن كل من أكل من أصدقائي من لحمه تحول إلى )سعلى( يستهرش ولا يمانع أحيانا من أكل لحوم البشر ولو بالكلام.
وفي نهاية هذا الكلام أرجو أن تنسوني من دفع )الجعل( بعد أن أخذت مني الإجابة على أسئلتكم ما لا يقل عن ثماني ساعات إلا اذا كان من أجل خاطر حبيبنا وصديقنا العائد حديثا لجريدة الجزيرة صديقي خالد المالك.
|
|
|
|
|