|
| عيد الجزيرة
ثمة فواصل دافئة تحمل بين ظهرانيها أرتالاً من الرؤى الجميلة ونقوش مخملية مختزلة في ذاكرة الماضي.. تنادي الحاضر ليشملها من جديد وتتمدد عبر مساحات الزمن الآتي فتتمازج مع تفاصيل هذا الزمان.
وثمة مبدع استطاع بإبداعه أن يتخطى دائرة تخصصه إلى مجال آخر يحمل في مضمونه ذات الملامح الإبداعية... أستعرناه سويعات من أعماله ليحرر لنا هذه المساحة.
ضيفنااليوم شخصية غنية عن التعريف عرف بإنتاجه الرائع )طاش ما طاش( الذي أصبح مطلباً ملحاً من كل المشاهدين وأحد الأعمدة الفنية الأساسية في رمضان.
استنطقنا قلمه فجاد بالكثير مما يختزنه من ذكرى الماضي والحاضر وكذلك كانت آراؤه في الكثير من الاشياء والمواضيع.
***********
أنزور جعلني أتصنع الابتسامة
اجتمعنا في البحرين لحضور مهرجان اعمال التلفزيونات الخليجية، وكنا مشتركين بالجزء الخامس من )طاش ماطاش(، وتوقعت ان نحصل على جائزة المهرجان الأولى للأعمال الدرامية التي تشمل المسلسلات. جلست أنا وزملائي عبدالله السدحان، ناصر القصبي، محمد طويان وحسام ابوحبرة وبعض الزملاء غير العاملين في طاش ما طاش وكان منهم المخرج سعد القريح، عبدالله عسيري، عبدالمحسن النمر، عبدالله السناني وسمير الناصر وكنا نستمع الى إعلان الجوائز الفائزة. وحين ذكر اسم طاش ما طاش الحائز على الجائزة التقديرية نهض عبدالله وناصر لاستلام الجائزة وأنا لم اتحرك من مقعدي وبدأ الزملاء من حولي يحثونني على ارتقاء المنصة مع عبدالله وناصر لاستلام الجائزة. ولكني فضلت الجلوس لسبببين أولهما: لم يذكر اسمي لحظة اعلان الجائزة وأنا أفضل أن يذكر اسمي حتى تكون الدعوة خاصة لى.
وثانيهما: كانت الجائزة تقديرية لم أكن راضياً عنها ولهذا فضلت الجلوس. أما الجوائز الأولى فقد منحت لأعمال نجدت أنزور التي هي من إنتاج تلفزيون دبي ولا أعرف كيف منح المهرجان الخليجي للأعمال الخليجية الى عمل سوري مع احترامي وتقديري لهذه الأعمال الراقية ولكنها لا تمت بصلة الى الاعمال الخليجية. وعندما استلم عبدالله وناصر الجائزة التقطنا بعض الصور التذكارية وكانت السعادة تبدو على الجميع، أما آنا فتصنعت الابتسامة.
***********
يافضائيات.. يا....!
الفضائيات ظاهرة حضارية وثقافية مطلوبة، لكن هناك بعض المحطات أصبحت تركز على جانب الإثارة والفتنة بجذب المشاهد، وهذا يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا الاسلامية.اضافة الى هذا تكون قد فقدت رسالتها السامية.
ويجب ان يعلم القائمون على أمر هذه القنوات أن جميع افراد العائلة بجميع طبقاتها تشاهد هذه المحطات ويرجون منها الفائدة المطلوبة.
***********
رسائل في الذاكرة
* شجرة الموت أغرب ما سمعت
* تجربة الألم تعطي حالة الرؤيا أفضل للمقاييس الإخراجية
* بعض الصحفيين يحبون الإثارة بشكل مزعج
*ظاهرة الاحتفال الكروي بالشوارع غيرحضارية
***********
رسائل في الذاكرة
كانت الرسائل بالنسبة لي شيئاً مهماً اتابع الرد على كل رسالة كانت تصل الي. اما الآن فاصابني بعض الخمول في هذا الجانب، حتى وأنا اعد هذه المادة لصحيفة الجزيرة اخذت مني الوقت الكثير لأني مشغول بعدة اعمال منها ماهو تحت اليد ومنها ماهو في الرأس، وحينما كتبت الاجابة وحذفت منها بعض الاسئلة لكي انهى هذا الجواب الثقيل وابلغت زميلنا الصحفي الاستاذ عبدالرحمن الدخيل بانني اجبت على الاسئلة في ثلاث صفحات لم يعجبه ذلك وطلب مني اقل شيء ست صفحات وعلى العموم مازلت اذكر تلك الرسائل الجميلة التي وصلتني من بعض أصدقائي بعد طول فراق. فمن خلال اخراجي لطاش ماطاش وبثه على القنوات الفضائية وصلتني رسائل عدة اكتشفت أنها مرسلة من بعض الاصدقاء الذين زاملتهم في الدراسة وذلك بعد فراق دام عشرين عاماً، أحدهم في بلجيكا والآخر في المانيا والثالث في تونس وحين سألتهم كيف عرفوا عنواني وجدتهم جميعاً متابعين للمسلسل وسعدت جداً بهذه الرسائل.
***********
بالبريد السريع
* الى صالح الفوزان:
متى يرى فيلمك السينمائي )العمر يجري( النور؟
* الى فهد الحيان:
خلك عاقل ولا تتهور.
*الى المصور التلفزيوني محمد الحميد:
شكراً لك على وقفتك معي في طاش ما طاش.
***********
كم تمنيت.. وكم من أمل!
في كثير من الاحيان وانا اشاهد بعض الاعمال التلفزيونية الضخمة التي تستوعب اعدادا من الممثلين والفنانين والازياء المكلفة والسيناريو المحبوك بشكل مشوق وجميل اتمنى عندها ان اكون احد العاملين في هذا العمل، وعلى فكرة هذه الاعمال عادة ماتكون من انتاج التلفزيون وليس المؤسسات. فعند رؤيتها تشعر أنك عاجز عن اقامة عمل مثله ولهذا يصبح هذا العمل الضخم هو أستاذك الذي تتعلم منه اصول الفن المحترف.
وكم اتمنى ان ياتي ذلك اليوم واذهب للتلفزيون لاخرج مثل هذه الاعمال الضخمة ومازلت انتظر وكلي امل ان يحدث هذا الشيء يوما ما.
***********
لماذا لاندرك ذلك؟
في كثير من الاحيان وانا استرخي في مكتبي بين اوراقي المبعثرة على طاولتي.. أتأمل المكان وأرى التليفون مستورداً من الخارج، والمكتوب مستورداً، والطاولة مستوردة، والاضاءة كذلك والكثير من الاشياء المستوردة في حياتنا ولهذا اصبحنا مجتمعاً استهلاكياً. وصادف ان عملت فيلماً وثائقياً لشركة سابك عن السلامة. وزرت عددا من المصانع واستفسرت عن ماهية هذه المصانع فوجدت ان كثيرا من الصناعات الاساسية تدخل ضمن مكتبي المتواضع من بلاستيك واخشاب وحديد وطلاء جدران وزجاج.. الخ، وادركت حينها ان عجلة الصناعة مستمرة وأننا متقدمون في هذا المجال. ونحن كمواطنين نجهل الكثير. فسألت نفسي لماذا لاندرك ذلك؟
************
قول على قول
هناك مقولة تقول «الحكمة تأتي من المعاناة»، وأنا تلميذ بالمرحلة الثانوية بمعهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية والسينمائية بحثت حول هذه المقولة وماتعنيه بكل ابعادها وفلسفتها.
فوجدت ان الألم يعتصر الانسان فيثير افعاله واقواله ويتحول هذا الخليط الانساني.فان كان شاعرا مثلا ظهرت أبيات شعره مميزه وتحمل آلام ذلك الشاعر وهواجسه وهمومه فعرفت معنى وحكمة هذه المقولة التي لخصتها بمفردات قليلة لكنها تحمل معاناة الانسان وبجميع المستويات فإن التجربة والمعايشة من ألم الواقع أو مع ألم الانسان الذي اصابته مصيبة ماتعطيه حالة الرؤى بافضل المقاييس الاخراجية.
**************
شجرة الموت!!
من أغرب الحكايات التي سمعتها تلك الشجرة التي تأكل الرجال. فهذه الشجرة الضخمة ذات الأغصان الطويلة والأوراق الكبيرة تجعل من ظلالها فريسة لكل رجل. ورحلة الموت تبدأ حينما يعاني الرجال من حرارة الجو فيشاهدون هذه الشجرة الجميلة وتغريهم ظلالها وسرعان ما يغفو الواحد منهم في سبات عميق تحت هذه الظلال. وسبب هذا النوم يرجع الى ان الشجرة تفرز رائحة مخدرة ،بعدها تنقض على الرجل بواسطة أغصانها التي تنحني على الأرض لتلتقط ذلك الرجل البائس وترفعه الى الأعلى لتخنقه وبعد ذلك تفرز مادة هلامية تذيبه وتمتصه.. )سبحان الله(.
**************
ظاهرة عرجاء.. !
بعد انتهاء مباراة في كرة القدم نجد الكثير من الشباب يقومون بأعمال وأفعال مشينة وليست حضارية على الإطلاق ولا أدري ما هي المتعة حين يخرجون أجسامهم من نافذة السيارة و)دق اللطمة(؟
***************
ذكريات الطفولة
الذكريات هي تاريخ الانسان سواء كانت بسيطة او مميزة وذكريات الطفولة دائما ما تأخذ مساحات كبيرة من مخزون مانمتلكه من براءة ونقاء وغالبا ماتكون اجمل الذكريات التي يحتفظ بها الانسان وحينما اتذكر طفولتي اشم رائحة الهواء في صدري بلون مختلف..ومازلت اذكر وانا ابن الثامنة حيث كنت اجمع 60 هللة كي اذهب للسينما كانت اجرة الباص 10 هللات وتذكرة دخول السينما 40 هللة واحتفظ ب10 هللات من اجل العودة مرة اخرى بالباص. وتظل هذه الذكريات جزءاً من تاريخي فالانسان بدون تاريخ يفقد معنى الحياة.
***************
قف عند حدك .. !
بعض الصحفيين يحبون الإثارة بشكل مزعج وذلك ليجد له مكاناً مميزاً بين زملائه الصحفيين حتى لو كانت الاخبار ملفقة وكاذبة رضينا بها وقلنا لاحول ولا قوة الا بالله، ولكن عندما تصل المسألة الى التقليل من كرامة الفنان هنا نقول لا و«قف عند حدك» وهذه المقولة تزعجنا كثيرا في صحافتنا. نحن نريد ان نسمع النقد البناء والرأي الهادف الذي يقودنا نحو الطريق السليم لتفادي كبواتنا.
**************
كوميديا سوداء
مازلت أتذكر ذلك الموقف الكوميدي لحزين الذي دارت فصوله في أحد المستشفيات. حيث أراد شخص أن يزور صديقاً له في المستشفى وفي طريقه شاهد رجلاً يتألم من بطنه فعرف انه يتلوى من الجوع، وعندما وصل لصديقه المريض وجده ايضاً يتلوى من ألم في بطنه ولكن ألمه ليس من الجوع وإنما كان من الشبع الزائد.
************
أرشيف صور
تحضرني الآن صورة قديمة فقدتها.. التقطت لي وكان عمري وقتها سنة ونصف السنة ويقف الى جانبي اخي عبدالله الذي يكبرني بسنتين. وحيث اشاهد ولدي بدر الآن «عمره ثلاث سنوت» اجده نسخة من ذلك الطفل «عبدالخالق» حينها اشعر بأن الحياة مستمرة والناس هم الراحلون..
كما اتذكر جيدا احدى الصور وانا في اول سنة في الجامعة «اكاديمية الفنون الجميلة» حيث جلس بعض الاصدقاء من الفصل الاول وكنت من ضمنهم على دكة تحت اشعة الشمس الدافئة.. وفي الوقت ذاته كان احد زملائي واسمه «مجيد» معنا. وبعد خمس سنوات انتقل الى رحمة الله وحين اتذكر هذا الموقف اسأل نفسي: اين مجيد؟
مع الغانم بسرعة
* ياناسينا.. ياناسينا وش اللي ذكرك فينا
قصيدة للشاعر الغنائي سامي الجمعان وغناء راشد الماجد وهذه الاغنية تذكرني دائما بأني مقصر تجاه الآخرين بالرسائل.
* اغاني الفديو كليب اصبحت احدى الظواهر الاساسية لانتشار الاغنية سواء كانت سيئة او ناجحة ولكن البقاء للافضل.
* الحياة بشكلها العام تجارب اما صيب واما تخيب، وطموح الانسان دائما مايكون نحو الافضل.
* الغيرة حافز مثير للأبداع والتطور لكن اذا صاحبت هذه الغيرة الكراهية والحقد، قل الابداع وأخطأ الانسان في حق نفسه.
|
لاتشكُ للناس جرحا انت صاحبه
لايؤلم الجرح إلا من به ألم |
بيت ترك اصداء ومعاني في نفسي.
* اعشق مكة المكرمة وأحن الى الرياض والأحساء ولا توجد في خارطتي الشخصية مدينة لا أطيقها.
* الحياة بطبعها تحمل الطيب والخبيث وكل فرد او مجموعة مسؤولة عن تصرفاتها ورأيي في فنان لايقدم ولايؤخر لأن الرأي في النهاية يحمل في طياته نقاطاً غير صائبة.
*الوسط الفني كالمرأة يجمعهما الجمال كقاسم مشترك بينهما.. فالفن لغة راقية تحمل في طياتها مفردات الانسانية والانسانية مكونة من الرجل والمرأة.
|
|
|
|
|
