| عزيزتـي الجزيرة
إني لانتهز فرصة موسم الحج المبارك لأهنئ كل حجاج بيت الله بهذه المناسبة الكريمة راجياً الله القدير ان يسبغ عليهم نعمه وأن يوفقهم لاداء فريضتهم على خير وجه وأن يرجعهم إلى بلادهم وذويهم وقد نالوا ما تمنوا وهم موفورو الصحة والسعادة.
إنه ليشرفني ان أضع بين أيديكم بعض النصائح الطبية والتعليمات الوقائية عسى الله ان ينفعكم بها فتتجنبوا مصادر الأمراض التي طالما تنتشر في هذه المواسم نتيجة الزحام وحمل بعض الحجيج لبعض مسببات الأمراض وهي الجراثيم والبكتيريا والتي لايدرون هم أنفسهم عنها شيئاً.
وقد يكون الإنسان معافى وفي صحة جيدة ومع ذلك فهو يحمل في بعض أجزاء جسمه الجراثيم التي يمكن ان تسبب لغيره أمراضاً مضنية كالتيفوئيد والكوليرا على سبيل المثال. فجراثيم هذه الأمراض تخرج مع بول المصاب أو برازه فإذا لا قدر الله تلوثت المياه أو الأغذية بهذه الميكروبات كانت مصدراً أخطر لتفشي هذه الأمراض بين هؤلاء الذين لم يحتاطوا لنظافة طعامهم وشرابهم.
فيا أخي الحاج: أرجوك ان تأخذ بعين الاعتبار هذه الكلمات البسيطة الواضحة فسوف تكون لك بإذن الله ولاخوانك درعاً وافياً من أمراض عديدة، والحمد لله فديننا الحنيف هو دين النظافة الحقة فالنظافة من الإيمان، ولو اتخذ كل منا النظافة شعاراً له في كل أعماله أعني في مأكله ومشربه وملبسه وصلاته ونسكه إذن لكفانا الله تعالى شر الأمراض ولوهب لنا قسطاً وافراً من الصحة والسعادة وهذه نعمة ما بعدها نعمة، فالصحة الطيبة تعينك على أداء مناسك الحج بكل خشوع وتقوى فلاتقف الأمراض حائلاً دون ذلك بإذن الله.
كما أود أن أهمس في أذنك يا أخي الحاج بعدم التبول أو التبرز في أماكن غير مخصصة لذلك حتى نتفادى تلوث المياه التي لاغنى عنها لأي إنسان، وأرجوك ان تغسل يديك إذا تغوطت قبل ان تضعها في طعام أو شراب.
أخي الحاج حذار من الوقوف أو السير في الشمس مدة طويلة حتى لا تصاب بضربة الشمس التي كثيراً مايتعرض لها الحجيج واعلم ان الله ارحم بك من أمك وأبيك وأنه تعالى لايكلف نفساً إلا وسعها.
ولايفوتني أن أذكرك بأمراض الزحام كالزكام والانفلونزا والتهاب الحلق فليتك تتفادى الزحام ماوسعك الجهد لتسلم من هذه الأمراض.
والتدخين يا أخي الحاج ضرره واضح لكل ذي عينين فهو أذى لدينك وصحتك وثروتك.
وختاما ماذا تفعل لو ابتلاك الله بشيء من المرض؟ هل تنتظر وتتواكل كما يفعل البعض حتى يعظم المرض ويتفاقم وتكون سبباً في هلاك نفسك ان لم تتسبب في اهلاك غيرك؟
إن حكومتنا الرشيدة لم تدخر جهداً في إنشاء المستشفيات والمستوصفات في كل مكان يرتاده الحجيج، فإذا شعرت بشيء ولو بسيط كإسهال أو قيء أو ما يماثله فسارع إلى أقرب مستشفى منك فستجد رعاية وعناية كاملة.
محمد سعيد بن صبر
أبها
|
|
|
|
|