| الركن الخامس
* مكة المكرمة عبدالرحمن الرميح
شرف سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء حفل الاستقبال والترحيب بضيوف خادم الحرمين الشريفين من حجاج آسيا وأمريكا لحج هذا العام 1421ه وقد رعى هذا الحفل معالي مدير الجامعة د. محمد بن سعد السالم رئيس اللجنة العليا المشرفة على البرنامج هذا وقد افتتح الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم رتله أحد الضيوف.
ثم ألقى معالي مدير الجامعة كلمة رحب فيها بالضيوف الحجاج وهنأ فيها الجميع بمناسبة هذا الموسم العظيم وأثنى فيها على جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في العناية بالمسلمين في كل مكان بإعمار المساجد وإقامة المراكز في أصقاع المعمورة، واستشهد على ذلك بهذه المكرمة العظيمة والهدية الجسيمة لهؤلاء الحجاج ولغيرهم، وقد شرف خادم الحرمين الشريفين الجامعة بهذا الإسناد العظيم، لتشرف على تيسير أمورهم وترتيب أوضاعهم بالطريقة المثلى منذ وصولهم وحتى مغادرتهم هذه البلاد المباركة، وتعنى بصورة خاصة بشؤونهم العلمية والشرعية وأشار إلى اصطفاء نخبة من أبناء الجامعة ممن تميزوا بالعلم الشرعي والخبرة اللائقة بهذه المناسبة الجليلة.
وأفاد بأن هذا البذل من ولي الأمر ليس مستغرباً عليه حفظه الله فقد اعتنى بهؤلاء وبغيرهم، وهو منهج سديد لهذه البلاد القائمة على صحة العقيدة ومنهج السلف الصالح، ثم دعا الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، كما أثنى على ما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والشكر موصول إلى صاحب المعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري على متابعته الملموسة، ثم شكر سماحة المفتي العام على كريم تشريفه وحسن تكريمه بهذا الحضور المشرف.
وفي ختام كلمته شكر الجميع على حضورهم الكريم.
ثم ألقى فضيلة وكيل الجامعة نائب رئيس اللجنة العليا د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل كلمة بين فيها أن هذه الجامعة تقوم بالمشاركة الفاعلة في المناسبات الإسلامية، كرمضان المبارك وموسم الحج العظيم والذي شرفت الجامعة باستضافة 103 من حجاج آسيا من خمس عشرة دولة من دول آسيا وثلاثة وثلاثين من أمريكا، ممن وجه خادم الحرمين الشريفين بالعناية بهم في جميع شؤونهم، وهي بادرة عظيمة لا يؤديها إلا العظماء من القادة والصالحون من الأئمة، وقد قامت الجامعة فور وصول هذا التوجيه الكريم فشكلت لجنة عليا للقيام بهذا العمل الجليل، ورتب برنامج علمي وشرعي بالتنسيق مع كبار العلماء في المملكة لإثراء أوقات الضيوف بالمحاضرات النافعة، وسماع ما لدى الضيوف من أسئلة أو استفسارات، كما نظمت لهم برنامجاً مناسباً لائقاً بمقامهم لإطلاعهم على جهود ولاة الأمر المتميزة في العناية بالحرمين الشريفين عمراناً وتنظيماً، والعناية الفائقة بالمصحف الشريف طباعة وتوزيعاً.
ثم أوضح أن جهود خادم الحرمين الشريفين لم تقتصر على داخل البلاد، بل امتدت إلى خارجها من العناية بالمراكز والمساجد وبأحوال المسلمين في كل مكان ببعث الدعاة، وإقامة الدورات وإرسال الأئمة في رمضان وغيره، واستضافة الحجاج على نفقته الخاصة حفظه الله .
ثم شكر سماحة المفتي على تشريفه هذا الحفل وتكريمه بهذا الحضور.
ثم ألقى د. أحمد يوسف كلمة نيابة عن الضيوف بدأها بحمد الله والثناء عليه ثم أبان ما تعاني الجالية الإسلامية في أمريكا من معاناة وصبر موضحاً أن أمريكا قد بدأ فيها الإسلام غريباً حيناً من الدهر وقد أشار إلى أن الإسلام قد دخلها بنهاية القرن الخامس عشر الميلادي، ثم اضمحلت معالم الإسلام فترة إلى أن انطلقت رسالة الإسلام أخيراً بوفرة الدعاة وعلى سبيل المثال في عام 1966م بلغ عدد المسلمين في أمريكا 000.169 ألف وفي نهاية القرن العشرين تجاوز العدد 10 ملايين مسلم وما زالوا يجاهدون لنشره وتمكينه حتى بلغ صوت الإسلام المراكز السياسية المؤثرة في أمريكا.
ومن هذا الوفد القادم من أمريكا من نهض بمهام الدعاة باستخدام التقنية الحديثة لتمكين الإسلام هناك كمشروع جامعة جورج تاون الذي يبين معالم الإسلام وثقافته للأمريكان.
وبين أن المظاهر الإسلامية بدت واضحة تتمثل في إنشاء المراكز وبناء المساجد التي كان للمملكة حكومة وشعباً أثر واضح في بروزها وامتداد آثارها.
ثم شكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على هذه اللفتة االكريمة في معهد العلوم الإسلامية الذي رتب هذه الاستضافة ورعتها الجامعة ونظمت برنامجها العلمي المميز.
ثم ألقى سماحة المفتي كلمة في الحفل أبان فيها أن لباس التقوى خير لباس ونعمة الإسلام أعظم النعم وأجلها كما قال تعالى: )قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون(.
وهو آخر الأديان الذي نسخ به كل دين، ورسوله هو الذي بعثه الله رحمة للعالمين إلى قيام الساعة.
ودين الإسلام هو الرابط الصحيح للمسلم أينما كان بأخيه في أي أرض كان، مهما اختلفت الألوان أو اللغات أو الأوطان، والتفاضل إنما هو بالتقوى.
ثم أشاد بالجامعة وبعراقتها وسبقها وآثارها الحميدة ونشاطها المتواصل، ولهذا التعليم المتميز القائم على أسس من التقوى والمعتقد الصحيح.
ثم وجه النصح للضيوف بحمد الله على إحسانه، بأن أوصلهم إلى هذا البلد الأمين، لا يحملون معهم سلاحاً ولا متاعاً، يجدون الأمن بفضل الله والغذاء والدواء.
وأوصاهم بتقوى الله تعالى سراً وعلناً، والالتزام بهذا الدين عقيدة ومنهجاً، وأوصاهم كذلك بعدم الالتفات للدعايات المؤثرة أو الإشاعات المرجفة عن هذا الدين وأهله، فالاعتصام بهذا الدين هو المنجي بإذن الله تعالى.
كما أوصاهم بالتعاون على البر والتقوى وترك الخلاف أو الاختلاف، والتزام الشورى فيما بينهم فيما يصلح أحوالهم وشؤونهم، وأوصاهم كذلك بالسؤال عن المشكل والتفقه في الدين في كتاب الله وسنة رسوله )صلى الله عليه وسلم( ونبه إلى أن الفتن في آخر الزمان كثيرة وعلاجها بالصبر والاعتصام بالله والالتزام بالدين ولا ينبغي الاغترار بكثرة الضلال فليسوا على حق فالله تعالى يقول لنبيه )وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله....(
ثم أوصاهم بتقوى الله ونقل الصورة الصحيحة عن هذا البلد الذي يعيش نعمة الأمن والاستقرار الناتجة عن تحكيم شرع الله من قبل ولاة الأمور الذين دأبوا على بذل المعروف ومن أعظمه ما يخدم المسلمين وينفعهم كالقيام على الحرمين الشريفين وتأمين سبلهما ونشر كتاب الله تعالى ومد يد العون للمسلمين في كل مكان.
ثم شكر ولاة هذه البلاد على حسن رعايتهم للمسلمين داخل هذه البلاد وخارجها، ودعا الله تعالى لخادم الحرمين الشريفين بالمثوبة وحسن الجزاء.
وفي خاتمة اللقاء فتح الحوار مع سماحة المفتي، وفيه أجاب عن الأسئلة والاستفسارات الموجهة إليه، مما كان له الأثر العلمي الملموس علي هؤلاء الضيوف، وكلهم يلهجون بالثناء والتقدير على هذا السخاء من هذا البلد الكريم.
|
|
|
|
|