أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th March,2001 العدد:10385الطبعةالاولـي الأثنين 10 ,ذو الحجة 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
زخات .. من الكلام المباح !
عبدالرحمن بن محمد السدحان
)1(
* تمرُّ الحركة الثقافية والأدبية في بلادنا بمخاض النمو المستمر، شأن الكثير من أمور حياتنا. صحيح أن اهتمام السواد الغالب من الناس يصبُّ على ملاحقة طموحاتهم المادية، وأن الاهتمام بمنجزات الأدب والثقافة هو شغل خاصة الناس لا عامتهم، وصحيح أن مثل هذا التوجّه قد يحبط عطاء الأديب والمثقف في المدى الطويل، ورغم ذلك ، يعزّي الاديب نفسَه بالقول إن الثقافة والأدب سيكون لهما شأن متى دخلا مرحلة الاحتراف لا الهواية، وصار لهما مردود يطفئ سعير بحث المبدع عن الخبز الحلال!
**
)2(
* مهما تباينت ايديولوجيات الشعوب والمجتمعات أو تنازعت أمرها بينها مدّاً وجزْراً، تظل قضية المخدرات هاجساً مشتركاً بينها يجمعها على بساط الوفاق نية واستراتيجيةً وحدثاً، ولذا بات هذا الداء العضال همَّ كل الشعوب والحكومات في الشرق والغرب سواء، وبات التصدي له عبئاً على الضمائر الحيّة لا مناص منه ولا خلاص. ويبدو أن قنبلة المخدرات التي تتخذ من سراديب العفن في النفوس المريضة مستقرا لها ومقاما تواجه اليوم انتفاضة عارمة في أكثر من مكان لإنقاذ الأرواح البريئة من وبالها المبين!
وأرضنا الحبيبة التي لم تسلم من هذا الداء الخبيث رغم تواضع رقعتنا الإحصائية مقارنة بمجتمعات أخرى، لم تألُ جهداً في تسخير طاقاتها المادية والمعنوية لمحاربة واستئصال رموزه، وكانت من أول المنفذين لحكم الإعدام جزاء لمن يثبت انزلاقه في هذه البؤرة الرديئة، ترويجاً أو تهريباً، ولم تنس في الوقت نفسه أن للداء ضحايا أبرياء تسلل إليهم لعلة أو لأخرى في غفلة من أنفسهم أو بتحريض من مستنقع السوء المحيط بهم داخل البلاد أو خارجها!فأقامت لهم مصحاتٍ متخصصة توقظ الأمل في أفئدتهم، وتعينهم بعد الله على الخروج من نفس المأساة!
**
)3(
* بات العالم، إعلامياً، قرية صغيرة يتأثّر كلُّ جزء فيها بما يفرزه الجزء الآخر بدرجات متباينة، والأغنية الغربية اكتسبت انتشارا في بعض أوساطنا العربية لعدة أسباب: منها أنها ترمز إلى حركية العصر وديناميكيته، ومنها أنها تمنح بعض الأسماع هروباً من رتابة الأنين في الأغنية العربية، ومنها أن البعض يستخدمها شعاراً يعلن بها )حداثيّته( ، وإن لم يفقه من كلماتها شيئا ! الحركة والضجيج ينوبان عنده عن كل شيء!
**
)4(
* الإجازة عندي انعتاق مؤقت من المألوف، عملاً وأسلوب معاش، وممارسة اللامألوف على نحو يجعل المرء يتوق للعودة إلى المألوف بعد حين ! هذا من حيث المبدأ، أما من حيث التطبيق، فالناس جد مختلفون، هناك من ينشد «اللامألوف» في رفقة كتاب، وهناك من يلهي نفسه بالسفر في مضارب الأرض، جداً ولعباً، وهناك من ينفق الإجازة لإنجاز ما لم يمكن إنجازه من شئون الذات، ومهما تكن فلسفة المرء في إنفاق الإجازة تظل ضرورة لتحرير النفس والبدن من ربقة المألوف!
**
)5(
* )الروتين( عقدة سلوكية ابتدعها طبعُ الإنسان وحوّلها إلى «شماعة» يعلّق عليها أخطاءه وعثراته «والروتين» وحش كاسر متى شئناه، لامتى شاء، باختصار: أقول للمتشائمين: لا تعلنوا «الروتين».. ولكن تمنوا الهدى لمن يصنع منه حجارة تتعثّر فيها خطاه!
**
)6(
* إن جزءاً من الإحباط الذي تُستقبل به بعض مبادرات التنظيم الإداري في بعض البلدان ناشئ من الشعور ب)الغربة( إزاء ذلك التنظيم، من لدن الخاضعين له، حين يقترن بالمفاجأة والقسر على التطبيق، عندئذ يلجأ هؤلاء إلى أنماط من حيل الشعور أو اللاشعور، إما رفضاً له أو تشكيكا فيه، وقد ينتهي المرءُ بواحد من أمرين : إما الاستسلام بنيّة العصيان، أو الانسحاب هرباً من المواجهة!
**
)7(
* الآن فقط، أدركت أن الحجارة الكريمة ليست وقفاً على خزائن قارون لكنها حبّات من تراب القدس الطاهر فضحت العُهْر الصهيوني، حين تحوّلت في أيدي الشرفاء إلى قذائفَ من نور ونار!

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved