|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فلقد شرع الله سبحانه لعباده مواسم عديدة يتزودوا فيها من الخير ويكثروا فيها من الأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله وتكون سببا في الحط من ذنوبهم والتكفير عن سيئاتهم، ومن هذه المواسم العشر من ذي الحجة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها )مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء(، وأخص ما في هذه العشر يومي عرفة والعيد، فيشرع للمسلم استقبال مواسم الخير وخاصة هذين اليومين بالتوبة الصادقة النصوح والعزم على ترك الذنوب والمعاصي، قال الله تعالى مخاطباً عباده المؤمنين )وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( وعمارتها بالأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله وتكون سبباً في مغفرة ذنوبه ورفعة درجاته في الدنيا والآخرة، ومن هذه الأعمال الصالحة.
1 الصلوات الخمس، فيجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع جماعة المسلمين في المساجد وعدم التساهل في ذلك، فقد جعل الله سبحانه هذه الصلوات مكفرات للسيئات التي دون الكبائر، أما الكبائر فإنه لابد فيها من توبة، قال عليه الصلاة والسلام )الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر(، وتوعد الله سبحانه من تهاون فيها وغفل عنها بالوعيد الشديد، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال )من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف(.
2 أداء مناسك الحج والعمرة، وهي من أفضل الأعمال المقربة إلى الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم )تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة(، وقال عليه الصلاة والسلام )الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة(.
3 صيام يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال )صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده(، ومعلوم ان جنس الصوم من أحب الأعمال إلى الله واعظمها جزاء، قال الله تعالى في الحديث القدسي )كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به(.
4 حضور صلاة العيد اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وامتثالاً لأمره، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر النساء حتى الحيّض وذوات الخدور أن يشهدن الخير ودعوة المسلمين كما هو ثابت من حديث أم عطية رضي الله عنها قالت )أمرنا أن نُخرج العوائق والحيّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين، وتعتزل الحيّض المصلى( فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء فالرجال من باب أولى، لأن الأصل في النساء أنهن لسن من أهل الاجتماع.
5 نحر الأضاحي يوم العيد تقربا إلى الله عز وجل وإحياء للسنة المطهرة وتأسياً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه أنه ضحى بكبشين أقرنين أملحين ذبحهما بنفسه وسمى وكبر، فالأضحية متأكدة في حق من قدر عليها، كما نص على ذلك كثير من أهل العلم.
6 التكبير والتحميد والتهليل في كل حين وخاصة أدبار الصلوات المكتوبات، فقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على الإكثار من ذلك قال )فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد(.
7 الإكثار من قراءة القرآن مع تدبره وتعقله وإدراك مقاصده ومعانيه، فتلاوته من أجل الأعمال الصالحة وأعظمها ثواباً وأجراً عند الله، وهي وسيلة إلى انشراح الصدر وجلاء الهم، قال الله تعالى في حق كتابه العظيم )كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب( وقال سبحانه)ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين(.
8 الإكثار من الأعمال الصالحة كالصدقة والبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الفقراء والمساكين ونحو ذلك من أعمال الخير، نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما يحب ويرضى، كما نسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير وأن يجعلهم نصرة للحق وأهله، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أخوكم /علي بن فهد ابابطين
|
|
|
|
|
