|
| الاقتصادية
* القاهرة عبدالله الحصري:
على الرغم من ان الجوع عادة ما يقترن بالدول النامية الا ان المشكلة ليست مقصورة على هذه الدول وحدها فلأول مرة تقدم منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة تقديرات اجمالية لعدد الاشخاص الذين يعانون نقصا في الاغذية في الدول المتقدمة والذي يبلغ 34 مليون نسمة،
ورغم ان الانتاج العالمي من الغذاء يكفي لإطعام جميع سكانه لكن ما زالت نسبة تزايد عدد الجياع في نمو مستمر بسبب الحروب الاهلية واختفاء المراعي وتزايد سكان المدن الفقراء الذين يعيشون على منح الرعاية الاجتماعية او الاقليات العرقية المعزولة جغرافيا،
والتغلب على مشكلة الجوع في العالم يحتاج الى اجراءات محددة واهداف مرسومة على المستويات المحلية والقومية و الاقليمية بحيث يتسنى للافراد متابعة آثار الناجمة عن مشاركتهم وفي غياب أي استثمارات جديدة او الجهود اللازمة لرسم سياسات معينة على جميع المستويات فالارجح ان تستمر الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة على ماهي عليه، وطبقا لاحدث تقرير للامم المتحدة حول مشكلة الجوع في العالم فان الاغلبية الساحقة ممن يعانون نقص الاغذية في الدول النامية تعيش في آسيا والمحيط الهادي التي يسكنها نحو 70% من اجمال السكان في الدول النامية حيث تضم حوالي الثلثين اي نحو 526 مليون ممن يعانون نقص الاغذية،، وفي الهند وحدها يزيد عدد هؤلاء حوالي 204 ملايين عما في الدول العربية والافريقية جنوب الصحراء مجتمعة فاذا أضيفت الى ذلك الدول المجاورة للهند اتضح ان عددهم في منطقة جنوب آسيا يزيد على ثلث المجموع الكلي للسكان في العالم اي حوالي 284 مليون يعيشون في جنوب شرق آسيا وشرقها منهم مايزيد على 164 مليوناً في الصين،
ويقطن في الدول العربية والافريقية جنوب الصحراء نحو ربع عدد الجياع في الدول النامية وتتعاظم المشكلة في بعض اجزاء من القارة قياسا بغيرها، فمع ان غرب افريقيا تحتضن اكبر عدد من السكان في دول القارة الافريقية جنوب الصحراء فان فيها اقل عدد ممن يعانون نقص الاغذية بينما نجد ان شرق افريقيا يعيش فيها اكثر من ضعف عدد ناقصي التغذية، ويتركز اكثر من ربع الجياع في العالم في الدول التي يرتفع فيها جدا مستوى خطورة المشكلة وخاصة في وسط القارة الافريقية وشرقها وجنوبها فنحو النصف او 44% من اجمالي عدد السكان في هذه المنطقة الشاسعة وعددهم 340 مليون نسمة يعيشون في 26 دولة يعانون نقص التغذية، لكن بالرغم من هذا الانخفاض فان خطى التقدم ليست مسرعة بما يكفي لان يكون عدد الجياع 400 مليون شخص تقريبا بحلول عام 2015م وهو الهدف الذي حدده مؤتمر القمة كذلك لم يكن التقدم في مكافحة الجوع مستويا فبين الاعوام 1991 و 1996 زادت نسبة الجياع في 27 دولة وكانت المشكلة مستعصية في بعضها،، وفي 32 دولة اخرى ظلت النسبة كما هي او قلت ببطء شديد في العدد الكلي للسكان ولم توفق سوى 37 دولة فقط في خفض النسبة بسرعة تكفى لخفض العدد المطلق،
|
|
|
|
|
