| مقـالات
كنت أود ألا اخوض في مواضيع كهذه، ولكنه الواقع الذي يجرك، ويجبرك على خوض المعمعة والحديث عنها، لقد اصبح الجوال اخيراً وبلحظة غفلة من أب أو أم او.. او بحسن نية من هذا وتلك.. او بعملية «تدليع» لا اكثر ولا اقل.. او بحالة من التفاخر والتظاهر والرياء.. اصبح بأيدي اطفالنا، وهم في مقتبل العمر، جوالات توصلهم بارجاء المعمورة، ماهي الحكمة من ذلك؟
ما هو الامر الذي لم استطع ان اصل لنتيجة فيه؟ هل سيترك هؤلاء الاطفال لوحدهم يقررون ما يشاؤون، ويذهبون اينما أرادوا، كي يلزمهم هذا الجوال؟ هل تركوا مدارسهم، ونسوا واجباتهم، وأهملتهم اسرهم ليصبح الجوال صديقاً لهم، وبعيداً عن اخطار الجوال الصحية، وهي كثيرة والاقتصادية وهي اكثر، هناك خطر، بل اخطار نفسية واجتماعية وسلوكية، وهناك اخطار تهددنا بالانحراف، وهناك اخطار وحالات لا تحمد عقباها، وهناك الكثير من الاشياء التي يمكن توقعها اذا وصلت الامور لهذه الدرجة من عدم المبالاة، وسوء السلوك والتصرف.
إن الامر يطالنا جميعاً، ولا يمكن ان نبرئ أنفسنا امام الله وامتنا وديننا وأمام انفسنا، فكلنا راع، وكل راع مسؤول عن رعيته، وهذه الظاهرة الغريبة التي لم تشهد حتى البلدان الغربية مثيلاً لها لا تنم الا عن سلوك سيئ وخاطئ، وينتشر بسرعة بين اجيال المستقبل، لقد امتلأت السيارات بالمراهقين، وهم يتحدثون بجوالاتهم، وانت لا تأمن قيادتهم للسيارة بدون جوال، فكيف والحال مع الجوال، اما المدارس والاسواق فحدث ولا حرج، ولا حول ولا قوة الا بالله.
والاسر غافلة او مشجعة بوعي او بدون وعي، والنتيجة سيخبرنا عنها المستقبل، وربما ما حدث في العيد الماضي خير دليل على ما يمكن ان يصل اليه اطفالنا والمراهقون لدينا!
لقد أصبحت بعض الاسر وبعد معاناة عصيبة نرجو الله الا تتكرر تدرك الخطر الفادح والخطأ الكبير الذي وقعت فيه جراء تسيبها، واهمالها اطفالها، كما ان المجتمع بعمومه بدأ يدرك تلك الاخطار والاخطاء، ونرجو ان يكون التصرف حاسماً ازاء هذه الحالات ليس منعاً للفواتير الباهظة، ولكن حفاظاً على اجيال المستقبل التي لا تقدر بثمن.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|