| العالم اليوم
* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي السيد :
أعلن الدكتور احمد جويلي الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية عقد مؤتمر خاص بالقاهرة في شهر يونيه القادم لبحث ازمة السوق العربية المشتركة التي تترنح منذ 40 عاماً. حذر جويلي من تداعيات الازمة الممتدة على مستقبل المنطقة العربية بعد تزايد الفجوة الغذائية العربية الى 12 مليار دولار، وارتفاع عدد العاطلين الى 10 ملايين عربي )60% منهم من المتعلمين(.
وصف امين عام مجلس الوحدة الاقتصادية واقع التجارة البينية العربية المتدني، والذي لا يزيد على 10% في احسن الحالات بأنه عرض لمرض مزمن لن تفلح معه الاسعافات الاخيرة التي اتخذتها الدول العربية.
جاء ذلك في ندوة موسعة عقدت مؤخراً بالقاهرة وشدد جويلي خلالها على ضرورة اجراء جراحة عاجلة لانقاذ السوق العربية المشتركة مشيراً الى ان حجم الناتج الاجمالي العربي لا يتعدى 600 مليار دولار سنوياً وبنسبة لا تزيد على 5.2 من الناتج العالمي الذي يقدر بنحو 28 تريليون دولار.
ودعا د. جويلي الى اعطاء القطاع الخاص باعتباره يمثل 75% من الناتج العربي فرصة حقيقية في دفع مسيرة الوحدة الاقتصادية العربية.
ومن جانبه وصف الدكتور مصطفى الفقي مندوب مصر السابق بالجامعة العربية انتظام القمة العربية بانه ليس عصا سحرية وان هذا الانتظام لن يكون بالضرورة انقاذاً للعمل العربي المشترك المرتهن بالارادة العربية وليس بالاطر لهذا العمل.
واضاف الفقي ان الصراع العربي الاسرائيلي هو الذي يتحكم في شكل المنطقة وحذر من حالة الترقب العربي لمرحلة حسم ونهاية هذا الصراع الذي قد يطول.
وقال الفقي ان الذي يحسم الصراع لصالح العرب هو اعادة ترتيب البيت العربي من الداخل عبر التطور الديمقراطي والسياسي والاقتصادي والذي ظل حبيساً طيلة العقود الماضية لحساب الصراع الممتد مع اسرائيل.
ونبه الفقي الى ان القومية العربية ستواجه اختبارا صعبا لو تمت التسوية السياسية مع اسرائيل مشيرا الى الهرولة التي تمت من قبل بعض الدول العربية تجاه اسرائيل في اعقاب اتفاق اوسلو وقبل حسم الصراع. وقال الفقي ان جزءا كبيراً من هذه الهرولة حكمتها النظرة العربية لمستقبل الارتباط بالقوة الكبرى امريكا عبر مندوبها الدائم في المنطقة )اسرائيل(.
وتساءل الفقي عن مصير جماعات الشراكة العربية الاسرائيلية التي تحدثت عن فكر مشترك لمستقبل المنطقة ولم تهتم بمفردات حل الصراع واشار الفقي الى ان الديمقراطية ستظل هي القضية الحاكمة في مستقبل النظام العربي. مؤكدا ان اسرائيل وظفت هذه القضية لحساب سياستها الخارجية، واضاف الفقي ان القوى الكبرى لا تقيم وزنا كبيرا للشعب العربي لاعتقادها انه ليس صاحب القرار.
واقترح الكاتب محمد سيد احمد فتح قنوات تفاوض سرية بين الفلسطينيين والقوى الاسرائيلية على غرار ما حدث في اوسلو لإحراج رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون الذي لن يقدم على توقيع اتفاق سلام مع العرب. وقال محمد سيد احمد ان استثمار مثل هذه الادوات في التفاوض من شأنه ان يحرج شارون ويعريه امام المجتمع الدولي . خاصة بعد التطمينات والضمانات التي حصلت عليها اسرائيل من كولن باول وزير خارجية امريكا خلال زيارته الاخيرة للشرق الاوسط .
وأضاف سيد أحمد ان هناك وجه شبه كبيرا بين بوش وشارون فكلاهما يريد ان يفرض الامور على الآخرين بالقوة. وقال ان المرحلة المقبلة سوف تشهد سباقاً محموماً بين وحدة وطنية بدأتها اسرائيل. ووحدة قومية ينشدها العرب.
وفي المقابل ، حذر الدكتور سعود زبيدي مدير مركز المعلومات بجامعة الدول العربية ، من العودة الى دائرة التفاوض السري الذي وضع الفلسطينيين في مأزق لا يحسدون عليه اليوم .
وقال زبيدي ان الصراع لن يحل في ظل الضعف العربي الراهن. واكد ان اسرائيل لن تقدم على سلام يحول دون تحقيق حلمها الاقليمي بوصفها دولة توسعية، كما نفى لجوء اسرائيل الى الخيار الذي طرحه ايهود باراك قبل تركه السلطة، بإقامة دولة علمانية تضم الفلسطينيين والاسرائيليين معا. وهو خيار يستبعده الاسرائيليون خشية وصول الفلسطينيين الى قمة هذه الدولة.
نوه مدير مركز المعلومات بالجامعة العربية الى ان الحل يكمن في تأهيل مؤسسات المجتمع المدني وتعميق الديقراطية والابتعاد عن سياسة تضخيم الذات. موضحا ان اقتصاد ولاية كاليفورنيا الامريكية يوازي ضعف اقتصاد العالم العربي.
|
|
|
|
|