| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلقد تطرق الكثيرون من الاخوة الأعزاء من رجال التربية والتعليم وذوي الاختصاص التربوي حول الحديث عن لعبة «البوكيمون» بتعريفها وبيان أبعاد المشاكل الناجمة عنها..
والأهم آثارها السلبية على الدين والمنهج والفكر فضلاً عن الكلام بتكاليفها المادية الباهظة. فلم يدع اولئك مجالا للنقاش حول تلك الأضرار والآثار المترتبة عليه بقدر ما نحتاج الى تفعيل وتنشيط دور التخلص من هذه اللعبة والقضاء عليها عن طريق وسائل التربية المتعددة.
بل ان ما يثلج الصدر ويبعث على الطمأنينة ان المعنيين بتفادي مثل هذه الأمور من المعلمين والمربين لم يألوا جهدا في كل ما من شأنه القضاء على هذه الظاهر والحد منها على أقل تقدير حفاظا على الدين والأخلاق والمبادئ العامة كي لا تسري وتدب في عقول فلذات أكبادنا وبالتالي يصعب على الطبيب تشخيص الداء فضلاً عن معالجته.
ولهذا أود لفت النظر الى ما يلي:
اولا: يجب ألاّ يكون دور المعلم او المربي تجاه هذه الظاهرة هو مجرد التخلص منها بمصادرتها من أيدي أولئك «العابثين» بها.
فيصبح الدور أشبه ما يكون بالتحصيل فحسب وان كان ذلك لا غنى عنه الا ان الأهم ان يتمحور في التركيز على النصح الهادف والتوجيه المقترن باثارة العواطف ومخاطبة الشعور والمكامن النفسية تجاه هذا الفعل المقيت والتصرف البغيض الذي تعود آثاره السلبية على حساب العقيدة وزعزعة الأخلاق وبالتالي عكسية النتيجة وفشل الأداء لذا كان من الواجب توضيح هذه الأفكار التي تدور حولها هذه اللعبة والمغازي التي أوجدت من أجلها.. وفي ظل القصور التوعوي وتفشي التهاون واللامبالاة الذي كان سببا ودافعا لتساهل اولئك النشء بممارستها بكل طبيعة واعتياد. علما ان الأغلبية من ممارسي هذه اللعبة لا يدركون تلك الأبعاد والآثار المترتبة عليها..
لذا يلزم الجميع كشف الأقنعة المزيفة وتجلية ما كان مبهماً وغامضاً حول تلك اللعبة الشريرة.
ثانيا: ان الدولة رعاها الله لم ولن تسمح بكل ما يخالف الشرع والمنهج الرباني القويم ويتصادم مع الأخلاق والقيم ويتناقض مع مقومات التربية التي سار عليها مجتمع آمن ومحافظ كمجتمعنا بحمد الله
لذا فان النظام بمعناه يحظر الدعاية او الترويج لكل ما يخالف الآداب الاسلامية والنظم المرعية ومما يؤنب الضمير ويحز في النفس ان تجد من يدعو لهذه اللعبة الخطرة ويروج لها وبما ان احسان الظن مطلب فأولئك ما ارادوا اللعبة لذاتها بقدر الافادة من تحقيق مكاسب مادية مقترنة بهذه اللعبة..
الا ان المصلحة العامة مقدمة على غيرها مع وجوب ازالة الضرر.
فالمجتمع يد واحدة يتضرر بتضرر افراده فالكل مسؤول مسؤولية عظمى عن كل من تحت يده فالأب والمعلم يقومان بدور التوجيه والارشاد والتاجر هو الآخر يمتنع عن كل ما يضر بمصلحته ويؤثر على أبناء وطنه.
والا فان النصح والارشاد في مثل هذه الظاهرة وغيرها ستغلب عليه الازدواجية ويظهر فيها التناقض وبالتالي:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ |
خالد بن عايض البشري
ص ب 8236 الرياض
|
|
|
|
|