|
| عزيزتـي الجزيرة
اين يمكن ان نضع الطفل المعوق..؟
سؤال يتردد على اسرة الطفل المعاق، وفي هذه السطور اوجه هذا السؤال لأسرة الطفل.. الطفل التوحدي، وأطرح بعد ذلك رأيي الشخصي.
فهذا السؤال قد تصعب الاجابة عليه، لانها تعتمد على اشياء كثيرة من بينها عمر الطفل ومستوى قدرته العقلية وهل توجد لديه اعاقة اخرى مصاحبة، ومن الصعوبات ايضاً منطقة سكن الطفل وامكانيات الاهل المادية وغير ذلك.
توجد اليوم في معظم المدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية معاهد تربية فكرية وبرامج للتوحد كما توجد في بعض المناطق صفوف خاصة ملحقة بالمدارس العادية بالاضافة الى الجمعيات المهتمة بالمعاقين عقلياً وبالتوحد،
وهذا لم يأت من فراغ بل من اهتمام قيادتنا الحكيمة في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وبمتابعة وزارة المعارف ممثلة في الامانة العامة للتربية الخاصة.
وبالرغم من هذه الصورة المتفائلة، الا ان كثيراً من اسر الاطفال التوحديين يتفاجؤون، فعندما تتقبل الاسرة حقيقة ان طفلها لديه توحد، وغالباً ما يتم معرفة ذلك مبكراً في مرحلة عمرية تتراوح ما بين 35 سنوات وهذه المرحلة من اهم مراحل العمر لفئة التوحد حيث يمكن من خلالها تعليم الطفل التوحدي مهارات الكلام ومهارة التفاعل مع الا طفال الاخرين..
الخ، من المهارات الضرورية في هذه المرحلة مقارنة مع اقرانه العاديين، إلا أن الاسرة تفاجأ بأن المعاهد او البرامج الحكومية الخاصة لا تقبل الطفل الا في سن السادسة فما فوق لان الطفل التوحدي في المرحلة ما بين 35 سنوات يحتاج الى رعاية خاصة ويفضل ان تكون من قبل معلمه.
إذن فأسر الاطفال التوحديين لا يجدون خيارات أو بدائل كثيرة أمامهم ليختاروا الأفضل من بينها الا ان يلحقوا الطفل بأحد البرامج او المؤسسات التعليمية الاهلية الخاصة المهتمة بفئات التوحد. مع العلم ان هذه البرامج نادرة الوجود ومقتصرة على المناطق الكبيرة ناهيك عن رسوم الاشتراك المرتفعة الثمن لانها تحتاج كوادر بشرية متخصصة وفي وقتنا الحاضر نجد فئة قليلة متخصصة للتوحد، بالاضافة الى ذلك فان هذه البرامج يجب ان تكون مجهزة متكاملة من حيث الفصول الدراسية وورش التدريب على بعض المهن لكي يتم تأهيل هؤلاء الاطفال بعد الدراسة الى مركز التأهيل المهني.
فقد قمت بزيارة لأحد هذه البرامج الموجودة في الرياض واطلعت على امكانياتها، واكتشفت ان الخدمات التي يقدمها هذا البرنامج تعتبر من افضل الخدمات المتقدمة في هذا المجال وان القائمين عليه هم أفضل بل من رواد هذا التخصص وأنا لا اقوم باعلان لهذا المركز بل أقول الحقيقة.
وأنا اعلم علم اليقين بأن هناك اسراً قد لا تكون لديهم الامكانيات لدفع الرسوم او الاقساط المطلوبة لهذه المراكز او قد لا تصل باصات المركز الى منطقة سكن الاسرة وغير ذلك من الصعوبات وهذا يتطلب من الاسرة العمل على اختيار الافضل من الممكن.
والممكن الذي تستطيع الاسرة القيام به هو ان يتم التحاق الوالدين بدورات متخصصة في مجال التوحد والاعاقة العقلية، وحضور المؤتمرات او الندوات المتعلقة بالتربية الخاصة بشكل عام وبالتوحد بشكل خاص،
وقراءة الكتب المتعلقة بالتوحد، وزيارة المعاهد والبرامج الخاصة بالتوحد ومناقشة المختصين وتبادل الخبرات فيما بينهم الى ان يتم التحاق الطفل بالمعاهد او البرامج الحكومية الخاصة بالتوحد.
عبدالله محمد الرشيد
جامعة الملك سعود كلية التربية تربية خاصة
|
|
|
|
|
