| عزيزتـي الجزيرة
تقوم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمشاركة في العديد من المناسبات التي تمر على بلادنا المباركة وذلك عبر وحداتها التعليمية وعماداتها المساندة ممثلة بأعضاء هيئة التدريس من الأساتذة والمحاضرين والمعيدين وكذلك منسوبي المعاهد العلمية ومن أبرز تلك المشاركات ما يقوم به المشايخ والأساتذة من عمل دؤوب مخلص ومشاركة فعالة مثمرة في موسم الحج في كل عام وذلك في غالب التخصصات الموجودة في الجامعة، كالتوحيد والتفسير والحديث والفقه وأبعد من هذا فإن بعض منسوبي الجامعة يدلون بدلوهم وذلك عبر الترجمة من العربية إلى غيرها من لغات الوافدين حجاجا كانوا أو معتمرين أو زائرين.
وها هي الجامعة اليوم وبكل فخر واعتزاز تستقبل توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله باستضافة مائة وثلاثة حجاج من خمس عشرة دولة من الدول الآسيوية وثلاثة وثلاثين من الولايات المتحدة الأمريكية وللمرة الثانية متكفلا بكل ما يلزم لرحلتهم المباركة منذ خطوتهم الأولى في بلادهم وحتى عودتهم سالمين غانمين ووصولهم إلى منازلهم في تلك البلدان، موجها بتسهيل كل الأمور المتعلقة بتنقلاتهم وتحركاتهم مما يحتاجونه من خدمات صحية واجتماعية، وتعليمية وارشادية كغيرهم من حجاج بيت الله الحرام فيا لها من بادرة بل بوادر عظيمة وخيرة لا يؤديها إلا العظماء من الرجال، والأفذاذ من القادة، والصالحين من الأئمة فهنيئا لخادم الحرمين الشريفين بالأجور والحسنات المترتبة على ذلك إن شاء الله والدعاء الذي سيلهج به لسان كل حاج بل وكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها.
وقد قامت الجامعة فور وصول هذا التوجيه إليها وبمتابعة وإشراف مباشر من معالي الدكتور محمد بن سعد السالم مدير الجامعة بتأليف لجنة عليا تقوم على تنفيذ هذا البرنامج، وقد بدأت هذه اللجنة عملها مبكرا بكل جد ونشاط، ووزعت العمل على عدد من اللجان المتخصصة المنتقاة من أفضل الكوادر المؤهلة في الجامعة وتم التنسيق مع جميع الجهات الرسيمة وذات العلاقة داخل المملكة وخارجها من أجل تسهيل أمر هؤلاء الضيوف، وقدوجدت الجامعة كل التعاون والتفاهم والتفاني من جميع العاملين في تلك المؤسسات والدوائر كما قامت الجامعة بالتنسيق مع أصحاب السماحة والفضيلة العلماء للالتقاء بضيوف خادم الحرمين الشريفين وارشادهم وبيان ما يحتاجون إلى بيانه في جميع شؤونهم.
إضافة إلى ما قامت به الجامعة من تهيئة الأماكن والمساكن الملائمة والمناسبة في مكة والمشاعر المقدسة والمدينة النبوية وتكليف المشرفين المتخصصين علميا وصحيا واجتماعيا وغذائيا لمتابعة شؤونها وما تحتاج إليه من صغير الأمور وكبيرها لتظهر بالصورة اللائقة والمطلوبة فيجد فيها هؤلاء الضيوف ما يساعدهم على أداء فريضتهم بكل راحة وسهولة واطمئنان مستشعرين جراء ذلك كرم الضيافة، وحسن الوفادة.
كما حرصت الجامعة على إطلاعهم على معالم نهضة بلادنا الدينية والدنيوية التي صارت حديث الركبان ومضرب الأمثال، فنظمت لهم عددا من الزيارات منها زيارة معالم المسجد النبوي الذي كان وقبله المسجد الحرام محل عناية قائد هذه البلاد حتى كانت لهما الأولوية في الدعم والمتابعة والجهد منه حفظه الله فوصلا إلى ما وصلا إليه من السعة والنظافة وتوفير جميع وسائل الراحة والأمن والأمان بصورة لم يعرف لها التاريخ مثيلا. وكذلك رتبت لهم زيارة لمجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف، هذا العمل الإسلامي الجبار المنقطع النظير، الذي قصد به ولي أمرنا وفقه الله خدمة كتاب الله والحفاظ عليه، والاهتمام بكل ما يتعلق به حفظا وتلاوة وتجويدا وتفسيرا وترجمة لمعانيه وإيصاله الى جميع أبناء الأمة الإسلامية، فوق كل أرض وتحت كل سماء، وها هو أمله وما أراده يصبح حقيقة وواقعا ملموسا فنجد نسخ هذا المصحف في مشارق الأرض ومغاربها مع الاستمرار في توزيعها على الهيئات والمؤسسات والمراكز والمنظمات في الداخل والخارج، وبل وأبعد من هذا أن كل حاج يتسلم نسخته عند دخوله الى هذه البلاد المباركة. ولم تقتصر استضافته حفظه الله على هؤلاء الذين كلفت بهم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بل إن وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وغيرها وجهت باستقبال آلاف الحجاج على نفقته وتحت ضيافته. وقيام الجامعة بهذه المشاركات هو واجب ديني ووطني يملي على الجامعة من خلال ما تهدف إليه وما يجب أن تقوم به كمؤسسة تعليمية شرعية قامت على قواعد أصيلة وأسس سليمة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله إلى عهدنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي صرف جهده ووقته وماله لتهيئة الأجواء المناسبة لضيوف الرحمن حتى يؤدوا المناسك بطمأنينة وراحة وأمن وأمان ولعله لم يقتصر حفظه الله على ذلك بل إنه يرعى شؤونهم ويهتم بهم في كل بقعة من بقاع الدنيا، وذلك بإنشاء المراكز الإسلامية وإقامة المساجد وبعث الوفود وإقامة الدورات التي يتعلم من خلالها المسلمون مبادئ دينهم. فالحمد لله ثم الحمد لله على ذلك، وجزى الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على ما يقدمونه للإسلام والمسلمين، وجعل ذلك في ميزان حسناتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد
د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
|
|
|