| الركن الخامس
* مكة المكرمة واس :
قال الدكتور انور ماجد عشقي ان الحج لبيت الله الحرام في مكة المكرمة كان في البداية دعوة من ابي الانبياء ابراهيم عليه السلام فكان من الفطرة وفي الاسلام اصبح ركنا من اركانه اذا فرض في السنة التاسعة للهجرة.
وبين الدكتور عشقي ان الله جعل الحج من افضل الاعمال بعد الايمان والجهاد لأن الحج قصد الى الله وحده وتوديع للاوطان وربما وداع للاهل والاموال والاخوان وتوجه الى البيت الحرام في احرام لا يتجاوز الرداء والازار بلا عطر ولا مخيط ولا تجميل.
وشرح الدكتور انور عشقي في محاضرة حول الحج في عصر العولمة تحت عنوان )الحج ملتقى اسلامي كبير( القاها في النادي الادبي بمكة المكرمة ان الله بين ما في الحج من منافع دنيوية ومنافع دينية لا يدركها الانسان واهم هذه المنافع بل واجلها التجمع الاسلامي حول المشاعر المقدسة لهذا قال عز وجل )ليشهدوا منافع لهم( ولم يقل ليحصلوا على المنافع فالشهادة تعني الحضور فاجتماع المسلمين على طاعة الله من شأنه ان يوحد الوجدان الاسلامي حتى يصبح المسلمون كالجسد الواحد لأن الحج يجمع من ندبوا انفسهم لطاعته بلا رفث ولا فسوق ولا جدال.
واشار الدكتور انور عشقي الى الحكمة من ان الله عز وجل جعل البيت مثابة للناس وامنا فيثوب الناس اليه مرة بعد اخرى اي يعودون وليس بالبقاء في مكة المكرمة لأن ذلك قد يسكن جذوة الشوق اليها فإذا سكنت ضعفت لهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسوق الحجاج بدرته اذا فرغوا من حجهم وهو يقول:
يا اهل الشام شامكم يا اهل اليمن يمنكم يا اهل العراق عراقكم، فلما سئل عن ذلك قال:
خشيت ان يأنس الناس بالبيت وفي رواية اخرى انه قال: حتى لا تضيع هيبة الحرمين.
ثم فصل الدكتور انور اهمية الحج في اعادة بناء الهوية الاسلامية واثر ذلك على احوال المسلمين في كل انحاء العالم واستشهد بالتاريخ الاسلامي فربط بين الحج وتقدم الامة.
وقال انه عندما ضعف الامن في الحج في حقبة طويلة من التاريخ تعرض العالم الاسلامي للاستعمار والتخلف والتمزق وعندما ساد الامن في هذا العهد الميمون وتيسرت سبله في ظل المملكة العربية السعودية توحدت مشاعر المسلمين بارتفاع عدد الحجاج حيث عادوا الى اكتشاف هويتهم الاسلامية وكان من اثارها زوال الاستعمار واشاعة الروح الاسلامية بين المسملين فاصبح المسلم يتألم لما يعاني منه اخوه المسلم.
واكد الدكتور انور عشقي ان الامة الاسلامية في هذه الايام احوج ما تكون الى اعادة تثبيت هويتها الحضارية لأن في ذلك القدرة على الدخول في حوار متكافىء مع العولمة القادمة من الغرب موضحا ان الأمم التي لا هوية لها سوف تتلاشى مع زحف العولمة ولن يكون لها وجود حضاري مميز اما الامة التي تتمتع بهوية حضارية فإنها تظل قادرة على اثراء الامم بحضارتها والانتفاع بما لديهم من تقدم وهذا هو الحوار المتكافئ.
|
|
|
|
|